أخذت تسيرُ في كلّ مكان بيأس راجية لميلاف أن تصمد حتى تصل إليها بينما الشُجيرات تُعيق طريقها وتجعل مسيرها صعباً
إلّا أنّه لم يتبقّ الكثير من الوقت وهذا ما كانت تخشاه أن تصل مُتأخرة وتجد ميلاف قد لاقت حتفها
كانت تتوسّل بشدّة بين لهثاتها أن تجد ما يمكنها به إزالة السُمّ على الأقل شيئاً يجعل ميلاف تبقى صامدة حتى وقتٍ أطول
" أرجوك... أرجوك... أيّ شيء يا إلهي !"
أصبحت بعيدة في مكانٍ ما بالقُرب من التل
هرولت لتُصبح أقرب إلى التل آملة أن يكون هنالك زهرة أو عُشبةتوقّفت على الحافّة وبحثت بعيناها حتى وجدت عُشبة بها شيءٌ من العلاج
لكن المشكلة تكمن في أنّ هذه العشبة تقبع في الأسفل ليس من السهل على بيلا أن تلتقطها
أخذت بيلا نفساً عميقاً وبدأت تنزل ببطئ بينما قدمها الأُخرى تتشبّث من الخلف بالحافّة
مدّت يدها بقصوى تُوشك على إلتقاطها
حتى انتهى بها الأمر تنزلق وفي اللحظة الأخيرة استطاعت التشبّث بغصنٍ ينمو من بين الصخور
صدر أنيناً مُتألّماً سالت الدماء من يدها التي تُمسك بالغُصن كانت تنزف
أصبح الأمر صعباً عليها أن تلتقط العشبة وفي ذات الوقت أن تُنقذ نفسها
فهذا الغُصن لن يحتمل ثقلها طويلاً
مدّت يدها الأُخرى التي أمسكت بالعشبة وقطعتها من جذورها
بات عليها أن تُنقذ نفسها والوقت يُداهمها
حاولت رفع جسدها بواسطة الغُصن الذي تُمسكه لكن باتت محاولاتها بالفشل
انحنى الغصن يُعلن عن ضعف صموده
أعطى ذلك إدراكاً لبيلا أنّها في أيّة لحظة ستسقط من على الجرف
تسارعت أنفاسها إثر الأفكار التي تُداهمها وسوء ما سيحصل بميلاف إن لم تستطع الوصول إليها
انفجرت بالبكاء بصوتٍ عالٍ حتى تقشّعت حنجرتها بسبب صراخها اليائس للنجاة
" لماذا تفعلين بي هذا....؟! لماذا ركضتِ إليّ أيّتها الحمقاء...!!
لن أُسامحكِ إن مِتِّ !"وسط بكائها تردّد صوت ميلاف في رأسها وهي تقول بإبتسامة حزينة [لو لم تكُن هنالك عداوة بين عائلتينا... لرُبّما أصبحنا صديقتين... هُم يقولون أنّ أُولى خطوات الصداقة... هي الشجار]
أعادت النظر بعيناها اللتان اهترتا من البكاء لحافة الجرف تنوي المُحاولة مرّة أُخرى
بذات اليد التي تُمسك العشبة أمسكت بالصخور البارزة حتى رفعت جسدها واتكأت على هذه الصخرة

أنت تقرأ
The Shameless Queen
Fiksi Sejarah" ناردين أنا أسف" أطلقَ الزِناد لتخترق رصاصةَ سلاحهِ قلبها وينتهي بها المطاف جُثّة هامدة، حدّقتْ في الثوانِ الأخيرة نحوه والذي كان ينظر لها بلا ضمير يُصاحبهُ في كلّ شهيقٍ تستنشقه وكأنّما سِربٌ من السكاكين تخترق رئتَيها نفثتْ الدَمَ مع أنفاسها الأخير...