الفصل الرابع
في مقر النيابة وقفت حنين بجانب والدها ممسكة بكفه خشية ممن حولها رفع والدها كفه ينظر بساعته التي يرتديها حول معصمه ليزفر بغضب وهو يرى الوقت قد تأخر والمحامي لم يأتي بعد أخرج هاتفه من جيب بنطاله وكتب رقمه على شاشة هاتفه يتصل به ولكن مازال الهاتف مغلقاً زفر بضيق لكنه يحاول أن يطمئن نفسه ويخلق له ألف عذر تذكر أن ورقة التقرير الطبي الذي أعطته المشفى له كتقرير مبدأي طلبه منه المحامي ليكون دليلاً معه ضد ذلك الشاب لحين اتمام الكشف الطبي على الضحية في مصلحة الطب الشرعي ليقدمه لوكيل النيابة هو الأخر وليذكر الطبيب الذي كشف عليها وعاين حالتها تلك الليلة للشهادة فهو من كتب كل حرف في التقرير الذي اوضح فيه ان الفتاة ليست عذراء مؤكداً تعرضها لكافة أنواع الاعتداء الجنسي تنهد براحة وهو يري طبيب من مصلحة الطب الشرعي يطلب أذناً للدخول لغرفة مكتب وكيل النيابة ليشعر بالسعادة العارمة وهو يري بصيص نور وان القانون سيأخذ مجراه ومن اخطأ سيعاقب بينما في الجهة المقابلة لهم وقف خاطر ينظر إليها بنظرات متفحصة يتابعها من رأسها حتي أخمص قدميها وهو يفكر أنه لو لم يكن الوقت خاطئ لكان ترك أمجد منه لها ..... أي لكان تركها تنتقم منه أشد عقاب ولكنه يساعده على الخروج ليس من أجله أو حباً فيه بل من أجل والده الذي سيضيع جهده وتعبه بعد معاناة طويلة ليصل لهذا ... فعندما يصل لمقعده في البرلمان سينحل كل شيء ولن يستطع أحد أن ينظر إليهم ولو بطرف عينه عض شفتيه متنهداً يهمس " أعتذر يا صغيرة فلن أجعلك تحصلين على انتقامك ربما أؤجله لكِ "
تنهد يكمل بداخله " كيف استطعت يا أمجد ... كيف استطعت ذبح تلك الروح البريئة كيف انتهكت كرامتها ألم تشفق عليها ألم تشعر بالخذلان من نفسك وانت تأخذ ما ليس لك عيناها تخبرني بكم عانت و يا ليتني أصبحت افضل منك بل أغمضت عيني وصككت اذني وادرت وجهي عن حقها المسلوب حين اجبرتني بمساندتك تحت مسمى الإخوة ."
نادى العسكري اسمها لتدخل لغرفة وكيل النيابة ليتم قراءة التقرير الطبي أمامها هي والمحامي الخاص بها شعرت بالخوف وتعثرت وهي تخطؤ ناحية غرفة مكتبه فكادت أن تقع لكنها تماسكت فدخلت ووقفت أمام وكيل النيابة لتقع عيناها على مغتصبها لتتزايد وتيرة أنفاسها وعلامات الرعب تظهر جلية على وجهها فانتبهت لوكيل النيابة وهو يقرأ التقرير الخاص بها والذي سيترتب عليه الكثير والكثير من ما هو قادم فلقد تسلم وكيل النيابة تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليها وبدأ في قرأته وتدوين ما أت به في المحضر الخاص بها لتشعر بالصدمة التي كادت أن تسقطها جثة هامدة عندما قال أن المجني عليها لم يتم اغتصابها بل كل ما حدث لها صار بكامل إرادتها مؤكداً عدم تعرضها لأي نوع من أنواع الاعتداء الجنسي عند هذا ولم تستطع المقاومة أكثر لتخونها قدميها فتسقط جاثية على الأرض طالعها أمجد من علي وهو يشعر بالانتشاء من رؤيتها محطمة بتلك الطريقة فلم يكفيه هذا يقسم أنه سيرد لها الصاع صاعين بسبب تلك الليالي التي قضاها في الحبس مع القتلة والمجرمين ليقوم وكيل النيابة بإخلاء سبيله فالأدلة غير كافية غير أن تقرير الطب الشرعي ات مغيراً لما تدعيه المجني عليها ، فوقفت حنين مسرعة وهي تقول بضعف واستسلام
(( ارجوك لا تفعل هذا فتقرير المشفى يذكر ما تعرضت له وكل ما قامت المشفى بعمله تجاهي في تلك الليلة .))
تململ وكيل النيابة في مكانه وهو يقول بصوت هادئ
أنت تقرأ
ليلة بكى فيها قلبي بقلمي موني عادل
Romanceليست هناك فتاة ضعيفة وفتاة قوية ولكن هناك فتاة خلفها عائلة تدعمها وتكون لها السند الحقيقي على مجابهة الظروف وهناك فتاة خلفها عائلة هي من تكسرها وتخسف بكل حقوقها تحت راية العادات والتقاليد .