الفصل الثاني والعشرون

515 39 15
                                    


الفصل الثاني والعشرون

خرج راجح يبحث عنها في حديقة المنزل يتجول بعينيه في كل مكان لتقع عينيه عليها واقفة بجوار المرجوحة شاردة الذهن تدفعها بفراس يعلم أنها تفكر فيما حدث معها بالداخل ولكن ليس بيده شيء ليفعله من أجلها ظل يتفحصها مطولاً وهو يمشي بإتجاهها رأته مقبلاً عليها فوقفت بإعتدال ترمقه بنظرات محتقرة وقف راجح أمامها مباشرةً يبتسم ببرود مستفز قائلاً

( أريد التحدث معك في أمر هام .)

وقفت ترمقه بنفس النظرات دون التفوه بحرف واحد ليتجرأ ويمسك بكفها يجرها خلفه ليقف في مكان بعيد عن فراس والأشجار تحيط بهما من كل اتجاه ما أن وقف راجح واستدار إليها تلقى منها صفعة قوية لطمت وجهه توسعت عيناه واحمرت من شدة غضبه فشعرت رقية بالذعر منه وهي تركز في المكان الذي يجمعهما سوياً حاولت أن تظهر شجاعة امامه ولا تشعره بخوفها فقالت بحرقة

( كيف تجرؤ على لمسي من اعطاك الحق لفعل هذا ؟)

رفع راجح كفيه للأعلى ثم بسطهما ببطء يقول ببراءة

( عمي سمح لي بالتحدث معك وانا أعطيت لنفسي كل الحق في التعامل معك أنتي ملكي ومن حقي أنا لو كنت أعلم أنني سأريدك بهذا الشكل لم أكن لأوافق على زواجك من فراس ولكنت عقدت عليكي وصرتي زوجتي بدلاً  عنه .)

ضيقت عيناها تطالعه كيف يستطيع التحدث ببراءة هكذا وكأنه لا يقول حديث قد يقطع فيه الرقاب لما يبسط الأمر هكذا فهتفت بيأس منه

( من قال لك بأنني كنت سأوافق ؟)

اكتفى أن يتمتم بخفوت ساخر

( وهل كان بيدك حق الرفض لقد وافقتي على زواجك من فراس المريض الذي يبقيكي زوجة له بالاسم فقط .)

صاحت بنبرة غاضبة

( أنت شخص حقير .)

قال راجح بعدوانية وملامح تزداد غضب

( رقيه لا تتعدي حدودك في التحدث معي أنا أتركك تخرجين ما بداخلك ولكني لن استمع لإهانتك واظل صامتاً فكوني حذرة في حديثك معي .)

رفعت حاجبيها وهي تستمع لتهديده فتشدقت بحذر

( هل تهددني .... وهل تبقى لدي ما قد أخاف عليه لقد اعتقدت في وقت ما انك ستكون المنقذ الذي سيخرجني سالمة من هنا ليتضح لي أنك لا تختلف عنهما في شيء بل أنت أكثر منهما احتقاراً تريد حرق جوفي وتشويه روحي ببخ سمك في جسدي فلا سامحك الله على ما اعانيه بسببك .)

اقترب منها خطوة يقول بنبرة قوية وهو يسلط عينيه بعينيها

( رقيه اسمعيني جيدا لأنني لن اعيد كلامي هذا مره مرة ثانية . )

صمت يدرس حركاتها ويتابع نظراتها المضطربة ليكمل بنفس النبرة القوية

( لن أسمح لك بعد هذه المرة بالتحدث معي بتلك الطريقة فلا تنسي من اكون أما بالنسبة لما يريده عمي ستوافقين وستكونين ملكي بإرادتك أو رغماً عنكِ .... اعدك ان الوضح بيننا سيتحسن .)

ليلة بكى فيها قلبي بقلمي موني عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن