2

717 43 0
                                    

_راودني عن نفسي غصبًا
اتسعت عيونهم جميعًا و تحدثت أمه بسخط :
_كنتُ أعلم أنه يخفي جانب ماجن داخله

ثم نظرت لي بتعاطف:
_لا تقلقي يا جميلة سيكن كل شئ على ما يرام

و بعدها تحدثت شقيقته ذات العينان الزرقاء الفاتنة كوالدها الذي يتطلع إلي بصمت:

_حسنًا، سعيدة بوجودك على الأقل سيبصح لي شقيقة

نظرت لمن كانت عيناه كادت أن تشتعل من كثرة غضبه و رأيته يسحب سكين من جانبه و يقترب مني بسرعة البرق فصرخت قائلة:

_أنا اللي راودته! أنا اللي راودته! هو لسة ولد ولود!

فتحت عيناي بعد لحظات من الصمت و عدم حدوث شئ، اقترب مني والده بابتسامة و أخيراً تحدث:
_مرحبًا بكِ يا غريبة الأطوار وسط عائلتنا المجنونة

_اسمي زينب، مش جميلة و مش غريبة...
#######
مرت بضعة أيام قضيتهم في استكشاف المدينة و أهلها بعض الشئ، وشعرتُ أن...
كما لو أنني داخل أحد الأفلام...
كما كنتُ أراقب صاحب العينان الخضراء الدباحة و أعرف عنه و عن عائلته أكبر قدر من المعلومات، كما أنني صرتُ في تلك المدة القصيرة جدًا مقربة لوالدتها و أخته و والده الذي يستمتع بغيظه مني ومن افعالي التي تضحكه كما لو كنتُ مهرجة، لكن أتحمله لأن لأجل الورد ينسقي العُليق...

لكن اصحبتُ أشعر ببعض الملل و لذلك قررت التغيير...
و أقصد هنا بالتغيير ليس لي بل لمن حولي...

_ماذا تقولين يا زمردة!

و هذا كان زُهير الذي كاد أن يفقد النطق من قرار زوجته المفاجئ بأن ستلجأ للعمل لتحقيق ذاتها و الشعور بكينونتها كأمرأة مستقلة و بالطبع هذا كان كلامي أنا، فقد لعبت في إعدادات عقلها وبكل سهولة و يُسر...

_كما سمعت، أنا امرأة حرة

=و هل كنتِ مستعبدة يا امرأة!

سكتت برهة و بعدها قالت:
_أنا أريد التحرر

=ماذا!

_قد سئمتُ من المنزل و إعداد الطعام

=هل سئمتِ مني يا زمردة! هل طاوعك قلبكِ لقولها!

اممم هذا الرجل زُهير ماكر يعرف كيف يكسبها لصفه و بكلامه المعسول، و هاهي قد نظرت له بندم بعدما سمعت عتابه و الشجار على وشك الانتهاء فقالت:

_لكنك تناسني و ايضا... انا اريد زيادة الدخل للمنزل فنصير أكثر ثراءً

و هنا صاح بها بغضب كما لو أنها سبته لامؤاخذة بكلمات فاحشة تخص عرضه و شرفه :

_أجننتِ يا زمردة! هل أنا غير أهل لتحمل نفاقتك! هل اصحبتُ غير مهم لتلك الدرجة في نظرك! هل اصبحتِ تهتمي للمال كالسيدات التي كنتِ تبغيضنهنّ!

و هنا تحدثتُ أنا في محاولة لتهدأته:
_يا حج زُهير مابرده الأيد البطّالة لامؤاخذة نجسة

و من حيث لا أدري وجدتُ سكين يقذف من خلفي فجأة و يستقر بالجدار أمامي! فتصنمتُ محلي لبضعة لحظات و بعدها بدأت أتحرك و التفت ببطء خلفي و بالطبع لم يكن الفاعل سوى السلطان الذي كان ينظارني بغضب!

ابتلعتُ ريقي بقلق منه فنظرته تنبئ بأنه على استعداد تعليقي و سلخ فروة شعري الحبيب ليبيعيها و يشرب من دمي فقلت:

_يا جماعة استهدوا بالله كدا، أكيد شطان دخل بينكم

رددوا لا إله إلا الله و نظر زُهير لها بحزن، بينما هي بادلته أخرى بندم. و أخيراً تحدث سلطان:

_نسائنا لهنّ التقدير و الاحترام يا أمي، جواهر نخشى عليهنّ أصحاب النفوس السيئة، مصونات، محفوظات، محبوبات، و واجبنا نحوهنّ الاحترام و التقدير و الإهتمام، أليس هذا ماننشأ عليه يا أمي!

=أجل يا ولدي، صدقت

كدتُ أن أتحدث فنظر لي و قال تحذير و هو بيكز جامد على سنانه الصفراوي :
_اخرسي!

=تمام ياسيد الناس...

نهض زُهير بغضب منها فذهبت خلفه لمراضته:
_يا زمردة اتقلي يا ولية كدا و سيبيه هايشوف نفسه عليكِ دي رجالة صنفهم واحد استني!

امسكني سلطان قلبي من ملابسي زي اللي قفش نشّال اتوبيسات قبل أن اتبعها فابتعلتُ ريقي بخوف :
_على فكرة يا استاذ سلطان مافيش رجل شهم و محترم و ابن ناس يمسك فتاة لطيفة هادئة كريمة عاقلة فيها كل الصفات الحلوة زي كدا

همس لي تحذير بعد أن ترك ملابسي:
_لا تتدخلي يا شيطانة، أنا أحذرك

_امين يا سيد المعلمين

ضحكت حليمة من هيئتي فقُلت بغيظ:
_شايف أختك!

_اخرسي

_ماشي...

و لم تكد تمر لحظة أخرى حتى استمعنا لطرقات عنيفة على الباب و عندما فتحت حليمة نظراً لأنها كانت الأقرب و هنا اتسعت عيناي:
_أحيه!...
يتبع...
#مراية_ستي"٢"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن