_راودني عن نفسي غصبًا
اتسعت عيونهم جميعًا و تحدثت أمه بسخط :
_كنتُ أعلم أنه يخفي جانب ماجن داخلهثم نظرت لي بتعاطف:
_لا تقلقي يا جميلة سيكن كل شئ على ما يرامو بعدها تحدثت شقيقته ذات العينان الزرقاء الفاتنة كوالدها الذي يتطلع إلي بصمت:
_حسنًا، سعيدة بوجودك على الأقل سيبصح لي شقيقة
نظرت لمن كانت عيناه كادت أن تشتعل من كثرة غضبه و رأيته يسحب سكين من جانبه و يقترب مني بسرعة البرق فصرخت قائلة:
_أنا اللي راودته! أنا اللي راودته! هو لسة ولد ولود!
فتحت عيناي بعد لحظات من الصمت و عدم حدوث شئ، اقترب مني والده بابتسامة و أخيراً تحدث:
_مرحبًا بكِ يا غريبة الأطوار وسط عائلتنا المجنونة_اسمي زينب، مش جميلة و مش غريبة...
#######
مرت بضعة أيام قضيتهم في استكشاف المدينة و أهلها بعض الشئ، وشعرتُ أن...
كما لو أنني داخل أحد الأفلام...
كما كنتُ أراقب صاحب العينان الخضراء الدباحة و أعرف عنه و عن عائلته أكبر قدر من المعلومات، كما أنني صرتُ في تلك المدة القصيرة جدًا مقربة لوالدتها و أخته و والده الذي يستمتع بغيظه مني ومن افعالي التي تضحكه كما لو كنتُ مهرجة، لكن أتحمله لأن لأجل الورد ينسقي العُليق...لكن اصحبتُ أشعر ببعض الملل و لذلك قررت التغيير...
و أقصد هنا بالتغيير ليس لي بل لمن حولي..._ماذا تقولين يا زمردة!
و هذا كان زُهير الذي كاد أن يفقد النطق من قرار زوجته المفاجئ بأن ستلجأ للعمل لتحقيق ذاتها و الشعور بكينونتها كأمرأة مستقلة و بالطبع هذا كان كلامي أنا، فقد لعبت في إعدادات عقلها وبكل سهولة و يُسر...
_كما سمعت، أنا امرأة حرة
=و هل كنتِ مستعبدة يا امرأة!
سكتت برهة و بعدها قالت:
_أنا أريد التحرر=ماذا!
_قد سئمتُ من المنزل و إعداد الطعام
=هل سئمتِ مني يا زمردة! هل طاوعك قلبكِ لقولها!اممم هذا الرجل زُهير ماكر يعرف كيف يكسبها لصفه و بكلامه المعسول، و هاهي قد نظرت له بندم بعدما سمعت عتابه و الشجار على وشك الانتهاء فقالت:
_لكنك تناسني و ايضا... انا اريد زيادة الدخل للمنزل فنصير أكثر ثراءً
و هنا صاح بها بغضب كما لو أنها سبته لامؤاخذة بكلمات فاحشة تخص عرضه و شرفه :
_أجننتِ يا زمردة! هل أنا غير أهل لتحمل نفاقتك! هل اصحبتُ غير مهم لتلك الدرجة في نظرك! هل اصبحتِ تهتمي للمال كالسيدات التي كنتِ تبغيضنهنّ!
و هنا تحدثتُ أنا في محاولة لتهدأته:
_يا حج زُهير مابرده الأيد البطّالة لامؤاخذة نجسةو من حيث لا أدري وجدتُ سكين يقذف من خلفي فجأة و يستقر بالجدار أمامي! فتصنمتُ محلي لبضعة لحظات و بعدها بدأت أتحرك و التفت ببطء خلفي و بالطبع لم يكن الفاعل سوى السلطان الذي كان ينظارني بغضب!
ابتلعتُ ريقي بقلق منه فنظرته تنبئ بأنه على استعداد تعليقي و سلخ فروة شعري الحبيب ليبيعيها و يشرب من دمي فقلت:
_يا جماعة استهدوا بالله كدا، أكيد شطان دخل بينكم
رددوا لا إله إلا الله و نظر زُهير لها بحزن، بينما هي بادلته أخرى بندم. و أخيراً تحدث سلطان:
_نسائنا لهنّ التقدير و الاحترام يا أمي، جواهر نخشى عليهنّ أصحاب النفوس السيئة، مصونات، محفوظات، محبوبات، و واجبنا نحوهنّ الاحترام و التقدير و الإهتمام، أليس هذا ماننشأ عليه يا أمي!
=أجل يا ولدي، صدقت
كدتُ أن أتحدث فنظر لي و قال تحذير و هو بيكز جامد على سنانه الصفراوي :
_اخرسي!=تمام ياسيد الناس...
نهض زُهير بغضب منها فذهبت خلفه لمراضته:
_يا زمردة اتقلي يا ولية كدا و سيبيه هايشوف نفسه عليكِ دي رجالة صنفهم واحد استني!امسكني سلطان قلبي من ملابسي زي اللي قفش نشّال اتوبيسات قبل أن اتبعها فابتعلتُ ريقي بخوف :
_على فكرة يا استاذ سلطان مافيش رجل شهم و محترم و ابن ناس يمسك فتاة لطيفة هادئة كريمة عاقلة فيها كل الصفات الحلوة زي كداهمس لي تحذير بعد أن ترك ملابسي:
_لا تتدخلي يا شيطانة، أنا أحذرك_امين يا سيد المعلمين
ضحكت حليمة من هيئتي فقُلت بغيظ:
_شايف أختك!_اخرسي
_ماشي...
و لم تكد تمر لحظة أخرى حتى استمعنا لطرقات عنيفة على الباب و عندما فتحت حليمة نظراً لأنها كانت الأقرب و هنا اتسعت عيناي:
_أحيه!...
يتبع...
#مراية_ستي"٢"
#غادة_عادل