٩

509 39 0
                                    

_يووه! دا مش أسلوب بقا!
=يا لعينة!
_يسطا مهو مينفعش كدا
=ماذا!
_الجميع كدا طمعان في أعز ما أملك ليه!
=اقتربي!
_ياسطا أنا قد بنتك عيب على كرشك!
=اقتربي يا جارية! أنا أولى من علي!
_يووووه! يحرقك و يحرق علي الخرابة دا!
=اقتربي و إلا...
_أنا خائفة عليك يا سيدي
=من ماذا!
_أنا مريضة بمرض نادر و مُعدي!
=ماذا!
_نعمل إيه محدش كبير على المرض، فانية يكش تتعظ

أخذ ينظر لي بقرف و اشمئزاز و كأنني جَربة، الحمد لله خالت عليه و صدقني...

بعدها أخذ ينظر لي بريب و هو يحتسي من مشروب يُسكره و أنا كنت شوية و لامؤاخذة هعملها على نفسي، أصل الرجل دا شيطان ماشي على الأرض...

_ هذا المرض مميت، صحيح!
=نعم
_حسنًا، عليكِ ملازمة علي طوال الوقت
=تريد موته!

زم شفتيه و يبدو أنه بالفعل بدأ يسكر و بعدها قال:
_لم تنجح معه كل المحاولات السابقة
=ياصلاة النبي أحسن!
_و هذه المرة يجب أن تنجح، و بتلك الطريقة لن يوجد شك...
=ألا تخشى علمي بمخططك
_ستموتين بكل الأحوال، و بالطبع لا تستطيعي اخبار أحد، فأنتِ لا تعلمين ما أنا بقادر على فعله

زغرلي زغرلة مخيفة، ابتعلتُ ريقي و قد قررت أصلح قرار في هذه الحالة و كل حالة...

اربط الحمار مطرح مايعوز صحبه...

=حسنًا، أمرك سيدي...

تركوني أذهب، و بالفعل طوال طريق العودة كنتُ أفكر أنه يجب الخلاص عشان خلاص...
#######
_أنا قلقة يا زينب
=متقلقيش خير، لابد من تلك الخطوة لأجل الحق...
_و هل هو سيكن جدير بها!
=لابد أن يكون، ليس هناك حل آخر...

و استمرينا في المشي إلى منزل سلطان متحاشين ذلك الذي يسير خلفنا. وصلنا ف التفتُ للخلف و اقتربتُ منه تحت دهشته لعلمي بوجوده، مسكين غلبان:
_اهلا بك يا جميل...
#####
مر وقت طويل و اجتمعنا جميعنا و معنا الوافد الجديد، الحاكم، علي...
ذلك الذي كاد يجعلنا نشد شعورنا من تصرفاته...

_يا علي! ياعلي! يخربيت اللي ربط الجاموسة و سابك يا علي!

تحدثت فيروز بتعاطف من أجله :
_يكفي يا زينب!

ثم نظرت لعلي بحب و قالت:
_علي يجب عليك أن تكن جدير بمكانتك، المدينة و الشعب في حالة سيئة

فقُلتُ بغيظ لعله يتلحلح:
_يسطا لازم تفوق بقا، و إلا هاتموت و يبقا الناس و المدينة و أنت هاتروحوا في البلالا!

جحظت عيونهم جميعا عدا سلطان الصامت الهادئ، و قال علي:
_أموت!
=حصل، جوهر بيفكر يرسلك لعذرائيل، و ليكن بعلمك هذه ليست المحاولة الأولى...
_ماذا!
=كما سمعت، فوقلنا بقا الله يرضى عليك علّيت ضغطي!

بان الزعر و التخبط عليه، كما القلق على الجميع حتى اقترب العترة من علي و أخيراً تحدث بهدوء:
_أعلم أن الوضع سئ، و أنك وضعت بهذه المكانة و هذا الوضع دون ارادتك، لكن لا بأس، نحن معك...

يختي إسم الله عليه

=يسلم فومك يا عترة! هو صح يا علي

قال علي  بتردد:
_لا أعلم ماذا علي أن أفعل!
=تنقذ وطنك يسطا!
_وطني!
أخذ يردد الكلمة و كأنه لايفهمها فقُلت بغيظ:
=يعني إيه كلمة وطن يا علي؟
_ماذا!
=يعني أرض، حدود، مكان و لا حالة من الشجن؟
سكت!
_الله أكبر حد على الله حكايته اكتر مني أهو...
######
_حسنًا كما اتفقنا...

اومأ الجميع بموافقة ل سلطان الذي كان يخطط كل شئ و يقنع علي الغلبان و الذي من كثرة غُلبه سألته:

_علي أنت كنت عايز تبقى إيه غير أن تكن حاكم؟
=نجار

قالها ببساطة ابتسم على إثرها الجميع تحت استغرابي التام منه، فقالت فيروز بدعم:
=هو ذكي جدا في صنع الأشياء الخشبية

نظر لها على بعينان تلمع و قال:
_أمازلتِ متذكرة!
=لأ انسى شيئًا يخصك

فتزمرت و انا أقول:
_ياريت بقا تبطل عربدة و مجون وتحس على دمك بقا و تحس بيها يتك القرف!

و قُلت الأخيرة و أنا انظر لسلطان كتلة البرود

_الكل لاقى وليفه إلا أنا ياللي تنشك في إيدك!...

نظر لي بتحذير و هو يظهر سكينته فقُلت سريعاً و أنا ابتعد من أمامه :
_خلاص يا علي يبقى تشتغل حاكم خمس أيام في الأسبوع و خميس و جمعة نجار و كدا تراضي جميع الأطراف...

و هكذا مر الوقت و كان علينا العودة للقصر، لكن اوقفني حبيب الذي كان يطالعني طوال الوقت بحنق :
_في إيه تاني!
و قبل أن يتحدث اتت حليمة سريعاً ناحيتنا و قالت بتحدي و هي تنظر له:
_ماذا بك يا حبيب!
=كنتُ س...
_ستشتكي مني أليس كذالك!
=بل كنت سأتشاجر معها
_لِمَ! لا أسمح لك هذه صديقتي!
=هي من تملأ عقلك ضدي!
_ألم ننتهي منذ اخر نقاش لنا!
=لم ننتهي! متأكد أنها هي من وسوست لكِ برجال غيري!
_لا اسمح لك!
و هنا كان على التدخل فقُلت:
=اهدى على نفسك يا حبوب! رجال مين هاتتبلى عليا!
_أجل! من هؤلاء أحمد و عمر الذي صاحت بهم بوجهي! ألم يكن تهديد أنها ستتزوج أحدهم غيري إذا لم أفعل ما تريد! ألستِ السبب يا شيطانة!

=محصلش، احمد و عمر دول أسماء اطفالكما يا غبي!
_ماذا!
=كما سمعت! و الآن كدا لينا عندك حق عرب وعليك الاعتذار مني و منها و تأتي لها بورد و حاجة حلوة...

و تركتهم و ذهبت بعد أن قمتُ بأذكى خطة على الإطلاق...
قلب الترابيزة...
و ربنا يقدرني على فعل الخير و وفق راسين في الحلال...
يتبع...
#مراية_ستي"٩"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن