٢١

439 33 0
                                    

_لما أنت متكلمين عليك و مشروب عليك شاي بتجينا ليه و تعلقنا يا أُلعبان!
=إيه متكلمين عليا دي ماتظبطي!
_ عايزني اظبط الاريل على قناة كام!
=اتلمي يا زينب و افهمي!
_أفهم ايه!
=دي بنت صاحبة ماما و لازقالي بقا و امي مدياها مساحة عشان عايزانى اتجوز
_و أنت مديها مساحة!
=دانا مبطقهاش
_تمام، بس مادفعتش عني قدامها ليه!
=أدافع إيه! دانتِ كان ناقص تجيبيها من شعرها، مساحتي بكرامتها الأرض
_تستاهل عشان تتعلم الأدب اللازقة خطافة الرجالة دي!
رفع حاجبه و تبينت الخبث بعيناه و قال:
_خطافة الرجالة! طب يلا ادخلي عشان شوية و هتلاقي ماما جاية تشوف مين اللي بهدلت بنت صاحبتها و مش عايز أول تعارف ليكِ معاها يكون عِرة
_ماشي، بس يكون في علمك، مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة
=إيه!
_براحتك هاتداري مهما تداري مسيرك هاتيجي تقولها لي...
#######
الحالة أصبحت في مرحلة الاستعباط، أشعر باهتمامه و يشعر باهتمامي لكن خِفية، الأمر لذيذ كالمعروف عنه لكنه يزال غير معروف النهاية و بصراحة أنا بدأتُ الملل فأنا كما علمتني جدتي، أحب أن أقطع عرق و أسيح دم، نعم لأن المبادئ لا تتجزأ و لا يصح أنا أترك له الحبل على الغارب، لا أنا عزيزة...

قررتُ عدم الإهتمام به، بتلك الطريقة التي تجعل الرجل يشعر بالسخط على الفتاة و جميع جنس حواء أجمع، ببساطة، تجعله يلف حوالين نفسه...

_كنتِ فين لحد دلوقتي!
كان وجهه متجهم و نبرته حادة و النظرة كانت كالسيف، بينما كنت باردة و أجبته قائلة:
=بتسأل ليه؟
_زينب! مش عايز لت و عجن كنتِ فين و إزاي دودو سمحالك بكدا؟!
=جرا إيه يا حظابط مش معقول كدا! روح إسأل بنت صاحبة مامي أولى
_بت هاتغابى عليكِ!
=يرضيك! أهون عليك يا سي بلال!
_زينب اظبطي عشان هديكي على وشك بجد أنا على أخرى!
=عايز تعرف بجد!
_أخلصي و قولي!
=كنت عند دكتور
هدأت نبرته و ظهر اهتمامه و هو يقول:
_ليه فيكِ إيه!
=تعرف قالي إيه!
_إيه!
=قالي الطبيب ماتجيش يابنتِ لطبيب يطبك انتِ علاجك حبيب يحبك

رفع حاجبه بغيظ و قال:
_والله!
ابتسمت و أنا ادخل المنزل و أقول:
=ما قولنا مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة...
########
و تمر بضعة أيام قررت فيها أن أثبت على موقفي فلا يصح الاستسهال، مش سايبة هي...

وجدتُ جدتي تدلف للداخل و قد كنتُ جالسة بالغرفة و هي تقول:
_هاتفضلي قاعدة كدا و سايبة الواد يتخطف!
=أعمل إيه يعني يا تيتا مهو اللي خنزير و عاملي فيها تقيل!
_قومي يابت البت الحرباية لسة شايفاها داخلة عندهم
=نهاره اسود!

انتفضتُ من مكاني بغضب و غيظ و معهم الخوف و قررتُ أن أقم بالخطوة المؤجلة، و هي زيارتهم و التعرف على والديه...

_انتِ زينب!

كان هذا سؤال والدته ف نظرتُ لها بوداعة استغرب لها بلال و القراشانة التانية و قُلت :

_حضرتك سمعتي عني ولا إيه!
=جدتك ملهاش سيرة غير عنك شوقتني أشوفك
_حبيبتي يا طنط
=و إيه دا اللي جايباه معاكِ؟
_دي بروانيز يا طنط عمايل إيدي، اتفضلي

تحدث والده بود هذه المرة قائلًا:
_مادام حلو يبقى تبعي، تسلم إيدك يا زينب
=تسلم يا عمو
سكتُ بُرهة و بعدها قُلت:
_بس بسم الله ماشاء الله عليكم، بصراحة قمر و لايقين على بعض جدًا
=تسلمي يا زينب، بس أنا احلى طبعًا
_طبعًا يا طنط، تعرفي انتو الاتنين بتفكورني بأبطال الروايات، و حضرتك يا طنط بالذات اللهم بارك يعني
=ياروحي انتِ

و أخذتُ على هذا المنوال و بسرعة رهيبة اندهش لها بلال و استشاطت لها العقربة تقربتُ من والديه، حتى أنه في لحظات سهو من الجميع اقترب مني و قال بصوت لا يسمع سواي:
_إيه يابت دا!
غمزتُ له بخبث و أنا أقول ما جعله ينظر لي بعينان متسعة:
=ماشية على خطة إن كان الكراش تقلان فاتجهي للوالدين و هما هايقوموا بالواجب، خصوصاً الست الوالدة...

و استمرت الجلسة بين الود و المزاح بيني و بين والديه حتى أنني سحبتُ البُساط من تحت أقدام القراشانة فأصبحت كأنها كالكرسي الذي تجلس عليه، بلا أهمية. مما جعلها في بغل تدخل في النقاش و فجأة قالت:

_مانا في مقام خطيبته  يا حبيبتي بس هي مسألة وقت على الخطوبة الرسمي، مش كدا يا طنط؟
نظر والده باستياء
و بلال بسخط
و تلجلت والدته
لكنني ضربتُ القاضية وأنا أقول بكل هدوء و نعومة و ابتسامة على وجهي:
_طب تيجي إزاي؟ طب و بقدونس يا بلال؟!

نظر الجميع لي بتساؤل و قالت هي :
=بقدونس إيه دا مش فاهمة؟

_بقدونس دا اسم الدلع لابننا اللي جاي في السِكة...
جحظت العيون و نطق هو هذه المرة قائلًا:
=أحيه!...
يتبع...
#مراية_ستي"٢١"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن