١٥

414 36 0
                                    

_يسطا هو أنت اشترتني!
=أنهي عملك يا خادمة!
_تعبت!
=ليس بعد
_بيبرس!
نظر لي بهدوء فهو يشقيني بعمل العديد من الأشياء، بينما بالفعل لمعت الدموع بعيناي من الإرهاق و الغيظ منه، تنهد بعمق و بعدها قال بهدوء رغم نظرة عيناه التي تنضح بالحنان:
_فلتائتي بالخشب المتبقي و ارتاحي كيفما تشائين
=أنت بتعاقبني صح! مش بتعديلي غلطاتي مش كدا!
لم يجب فبغيظ ذهبت لأفعل ما طلب، كنت حاملة لعدد كبير من قطع الخشب و أثناء عودتي و لعدم رؤيتي أمامي بوضوح تعرقلت فوقعت على صخرة و عندها صرخت بألم و بكاء. وجدته أمامي بلحظتها و بلهفة قال:
_لا تخافي
بكيت و أنا أحاول لمس الجرح العميق فوجدته يحاول أن يمسك قدمي فصرخت به:
_اوعا! ابتعد!

لكنه لم يفعل بل قام بمعالجتي بهدوء و هو يقول:
_الجميع يخشاني، و البعض يحاول إغرائي، بينما أنتِ تخجلين و تغضبين!

ابتعدتُ عنه و نهضت بعد أن ساعدت دمائه في التآم الجرح دون رد فقال و هو يقف أمامي بنظرة ندم واستعطاف:
_آسف سامحيني
=ابتعد من أمامي يا بيبرس
_لا، ليس قبل أن نتصالح
=لن نتصالح!
_سأغني لكِ كما تفعلين لمراضاتي، لكن أحذرك أن صوتي بشع

كدتُ أبتسم لكنني تراجعت و تمسكت بالجمود و أنا أقول :
=لا أريد، ثم ألستُ خادمة! لِمَ تحاول إرضائي يا قاسي القلب!

لم يجب بل زم شفتيه كالأطفال و هو ينظر لي بصت حتى قال:
_تعالي معي
=إلى أين!
_مكان خاص، ساحر، سنقضي وقتًا ممتعًا...

و بالفعل اصطحبني معه لمكان ساحر، به مخلوقات و نباتات مرحبا رائعة و أكثر ما بها من روعة تلك النحلات الطائرة و تضيء!
و الورود التي تلتلف حولي!
و الفراشات التي تصدر صوت كالغناء!
أخذتُ ألعب و أركض باستمتاع مع الحيوانات بحرية تامة
حرية كنت افتقدها
تلقائية كانت قد هجرتني منذ وقت
و راحة
بدون هم أو غم
بينما هو كان يتابعني بابتسامة جميلة على وجهه و كان كأنه يتحدث مع الحيوانات حديث خاص!
و كانت الحيوانات تلعب معي بعدها!
كما كنتُ أجبره على الركض و اللعب معي و قد أظهر قليلاً جانبه الآخر...
الطفل بيبرس...
الذي يبدو و كأنه مقهور و وحيد!...

خطر على بالي فجأة و نحن نسير فوق الشلال :
_صحيح يا بيبرس، لِمَ أشعر و كأنه يوجد حالة تأهب بالمدينة؟

تهجم وجهه المبتسم حينها و قال:
_لا يهم، لا شيء

لم اهتم كثيرًا خصوصًا أننا نستمتع و لا أريد اغضابه...
و بعد وقت ليس بقليل قررتُ الذهاب للقرية لشراء بعض الأشياء فقد وعدته بعمل طعام جديد و جيد من أجله...
لكن يبدو و كأنه أن...
المتعوس متعوس و لو علقه على راسه فانوس...
فعند سيري بخطوات مرتاحة و ابتسامة من الأذن اليسرى للأذن اليمنى وجدتُ من يوقفني و يصيح بوجهي بغضب!
ثم تبعها آخر
و آخرين
و آخرين يتجمعوا
*يا محتالة!
*يا كاذبة!
*يا لعينة!
*اعيدي عملاتي!
*تبًا لكِ!
و العديد من السباب و أنا أحاول التفكير بمخرج فأنا اعلم السبب لكنني لم أتوقع كشف الأمر بتلك السرعة!
تُرى كيف علموا!
و كيف أخرج من هذا المأزق الآن!
حتى وجدتُ الجميع يذهب بخوف فقد جاء الوحش!
على السيرة!
سيقطعني إربًا هذه المرة لا محالة!
نظر لي نظرة غضب و هو يأمرني قائلًا:
_هيا!

و بالطبع ذهبتُ خلفه دون التفوه بحرف و أنا أفكر بمخرج، حتى وقفنا أمام الكهف، عندها نظرتُ لأصلان و العنقاء و شعرتُ أنهم فريحون بي!
و كأنهم يخبرونني تستحقين لم تتعلمي!
أو أنا مَن جُننت و أتخيل!

_هيا تحدثي

الصوت هادئ
النظرة جحيم!

بلعتُ ريقي بقلق و بعدها قُلت أغرب شئ ممكن أن يُقال في هذه اللحظة:

_بُص، هو كركشنجى دبح كبشه يامحلى مَرقة لحم كبشه

=ماذا!

_عاكشه فركش، ناكشه طنش، قالشه اقلش

=ماذا تقولين!

_قوم إيه بقا! وسبع سلاطين استستلطناهم من عند المستسلطنين تقدر يا مسلطن يامستسلطن مش تسلطلنا سبع سلاطين زى ما استسلطناهم من عند المستسلطنين

=بماذا تهذين !

_فيحصل بقا إن سبع لحاليح استلحلحناهم من عند المستسلحلحين تقدر يا ملحلح يامستلحلح مش تستلحلحلنا سبع لحاليح زى ما استسلحلحناهم من عند المستلحلحين

=توقفي عن عبثك يا خادمة!

_آمين ياسيد المعلمين

=تحدثي!

نظرتُ له باستعطاف كحمل وديع لكنه كان يناظرني بغضب جحيمي، يا حبيبي مش لاحق يلاحق عليا، يادوب لسة متصالحين!

_بصراحة بقا... كنتُ أبيع لهم طمي النهر و طين و عليه بول أصلان و براز العنقاء كوصفة سحرية

=ماذا!

_للبشرة

=ماذا!

_يعني... حاجات للعناية للبشرة و الوجه، تجميل، عشان يعني يكونوا أجمل و يعجبوا أزواجهم و حبايبهم و يكونوا أصغر في أقل من إسبوع

=ماذا!

_دا الكلام اللي كنت بقوله عشان أبيع

=يا اللهي!

_بس طبعاً الكلام دا غلط و كنت محضرة التبرير لما خلقتهم ميحصلش لها حاجة

=ماذا!

_بس مش عارفة مين بوظ الثفقة دا كانت السبوبة ماشية زي السكينة في الحلاوة

لم يجب هذه المرة بل صاح صيحة جهورة و قد ظهر الوحش و كادت الصيحة أن تطيرني من مكاني و بالطبع كنت لا مؤاخذة على وشك التسريب على نفسي و أنا أقول و لا مفر منه:
_احيه!
يتبع...
#مراية_ستي"١٥"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن