١٣

419 37 1
                                    

_يا لعينة! تجعلينني أُضحوكة الجميع يشاهدني!
=أنا ا...
_اخرسي!
و مع صياحه كان صوته كالزئير و تحول في لحظة...
و كأنه ازداد حجمًا!
عيناه تحولت للون الأصفر!
عروقه تنفر من جميع جسمه!
و اظافره طالت كالحوافر!
و له جناحان باللون الأسود!...

اتسعت عيناي بدهشة و ووقفتُ دون حديث بينما هو أخذ ينظر لي بصمت قبل أن يجفلني بصياحه:
_أخذتي منهم عملات!

أومأتُ بتردد و قد شعرتُ ذاتي لأول مرة كأنني مذنبة!
و اقشعر بدني و أخذ عقلي يفكر بالعديد و العديد بتلك اللحظة، كما تجمعت الدموع في عيناي قبل أن ينتفض جسدي على زئيره القوي بشكل مفاجأ و هنا فقدتُ الوعي!...
#######
_لا تخافي
كانت هذه كلماته التي قالها لحظة فتح عيوني، مرت لحظة صمت حتى عاد ليقول بعتاب ممزوج بالغضب:
_أنا حزينٌ منكِ يا زينب، و غاضب...

ثم تركني و ذهب من أمامي تاركًا أصلان الذي كان هادئ تمامًا تجاهي و جلس أمام الكهف لحراسته!

سمعتُ بعدها صوت زئير قوي على بُعد كان على إثره فوضى من الطيور التي أخذت تطير بخوف حول المكان، كان و كأنه...
يفرغ غضبه بعيدًا عني!
شعرتُ بالذنب فهو لم يؤذيني منذ اجتمعنا و كان ينام خارج الكهف من أجلي، و مع هذا بجنوني أنا قابلت المعروف بالسوء!

خرجتُ لاجلس بجانب أصلان  الذي  و قُلت :
_أعمل إيه دلوقتي!...

بعد وقت عاد و كان يجلس على النهر دون الإهتمام بي، تحركتُ إليه و بدأتُ الحديث:
_ألن تأكل!
لم يجب ف تنهدتُ بضيق و رميت بالعملات بجانبه و قُلت:
_على فكرة بقا، إحنا محتاجين عملات و...

قال بصوته الخشن دون أن يلتفت لي :
_لا أريد أن أسمع شيئًا، و من هذه اللحظة لا تتحدثي معي مرة أخرى
=لأ بقا كدا ا...
التفت لي و صاح بغضب ارتجف له بدني قائلًا:
_أسمعتي ما قُلته يا خادمة!
#######
_أنتِ يا خادمة!
=أديك أهو انت اللي بتجر شكلي!
_اخفضي صوتك و إلا لن ترين خيرًا
=اتكتمت!
_ألا ترين الطعام!
=أحبوش
_ماذا!
=دعني و شأني! ألست غاضبًا مني و لا تريد الحديث معي!
_نعم، لكن هذا ليس له علاقة بالطعام
=لا أريد، ثم أنني لا أعرف أكل السمك بمفردي
_ماذا!
=ستي كانت بتفصصلي يا بيبرس

توقعتُ عدم فهمه لكن للعجب وجدته يتقرب ليجلس بجانبي بالاناء و بدأ في تفصيص السمك لي!
يالا الهول!
أعليه أن يكون لطيف لتلك الدرجة معي!
و مع قلبي الضعيف هذا!...
و مر الوقت و أنهينا الطعام بصمت حتى قُلت:
_لنتصالح
سكت لحظات دون رد و بعدها قال بعد أن حدجني بغيظ:
=لا تكرريها
_حسناً، صافي يا لبن كدا
ابتسم ف ابتسمت و قُلت:
_أرني
=ماذا!
_هيئتك الأخرى
تهجم وجهه فقُلت بسرعة:
_من فضلك، أريد أن أراها، أراك، فضول ليس إلا
=تلك الهيئة أخافتك، الوحش أخافك كما يخاف منه الجميع
شعرتُ في هذه اللحظة أنه حزين!
لكنني لم اتطرق للتحليل في هذه اللحظة بل استمريت في الإلحاح عليه حتى وافق، وقف و بلحظة تحول لتلك الهيئة الأخرى و ظهر جناحيه الكبيران و الرائعان. كان ينظر لي بتساؤل تحول لاستغراب حينما قُلت بانبهار:
_سبحان من أبدعك و صورك  يا بيبرس!
=ماذا!
_أنت رائع، جميل
=ألا تخافي! ألستُ قبيح!
_أنت مميز، جميل و عديم الإحساس من يخاف من مخلوق رائع مثلك، جناحاك أكثر شئ رائع بك تستطيع الطيران، الحرية..

أخذ ينظر لي بابتسامة ظهرت شيئًا فشيء لم يصدق أن احدًا لا يخشاه، بل مبهور به...
#######
_واهو جالك يابت، ريح بالك يابت... واهو جالك يابت ريح بالك يابت

كنتُ عائدة بمزاج رائع من المدينة و محملة ببعض العملات و المعطيات جمعتها من سكان المدينة و الحال عال و الآشية معدن، كنتُ في تلك اللحظة أفكر أن أصنع الحساء الذي يفضله الوحش اللطيف حجي لكن تسمرتُ مكاني على بُعد من الكهف، فقد وجدته بهيئته الأخرى يزمجر و يلقي بصخور حوله هنا و هناك بغضب حتى لمحني و نظرته كانت كالجحيم اقترب مني بسرعة فصرخت و أنا أقول دون تفكير:

_والله العظيم هاقول الحق! و الله العظيم هقول الحق!
صاح بوجهي و من شدة الصيحة لا أبالغ في قولي أنني كدتُ أن أقع أرضًا من قوتها :
_ألم نتفق! يا كاذبة! يا محتالة!
خرج صوتي بالكاد :
=م م ماذا ح حدث؟
_تأخذين عملات و أغراض من الناس على حسابي يا محتالة! أجُننتي!

اتسعت عيناي بمعرفته بالأمر فقد كنتُ بالفعل آخذ اتاوات من الناس بسبب خوفهم منه دون أن يعرف، و بالطبع هو على تكة من تمزيقي و إعطائي كوجبة لأصلان، و بالتالي الوضع يستاهل :
_أحيه!...
يتبع...
#مراية_ستي"١٣"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن