١٢

438 34 0
                                    

_جربعة مش هاتجربع أنا بقولك أهو!
=اخرسي يا خادمة!
_أنا مش خادمة حد أنا!
=اصمتي و إلا سأجعلكِ طعام الغداء لأصلان!
سكتُ بخوف
عيناي التقت مع عينان أصلان الأسد الذي كان أكثر من مرحب لفكرة أكلي و تمزيقي...
ابتعلتُ ريقي و أنا أبكي على حالي
فالمتعوس متعوس و لو علقه على راسه فانوس...

و ها أنا زينب
بنت الحسب و الحسب، يجور علي الزمن و يتآمر مع حظي اللي مش باينله ملامح و عملتُ خادمة له و في الغابة!

و بمبدأ اربط الحمار مطرح مايعوز صاحبه، كان علي الإزعان حتى حين...

و ها أنا أجلس على حافة النهر أغسل بعض الملابس و أواني له و أنا مندمجة في أول عمل لي له:
_حبيبي قرب... بص و بص بص... زعلان ازعل ازعل آه و نص... لحسن أبعد هابعد آه و نص، و هيبقى أنت اكيد خسران...

صدع صوت أصلان فجأة من خلفي فصرخت و أنا أقول:
_حاضر! حاضر!

يبدو أنه لا يطيقني و لا يعجبه غنائي عديم الفهم دا...

نظرتُ لمن خرج بعد وقت من داخل الكهف فقُلت:
_الناس تصاحب بشر مثلها لكن أنت تصاحب أصلان!
لم يرد بل نظر لي شزرًا فصرخت و أنا ألقي ما في يدي بنرفزة:
_مادام مش طايقني طلقني!

و هنا نظر لي بغضب ثم قال:
=ماذا!
ترددت من هيئته ثم قُلت:
_أطلق صراحي مادُمت لا تطيقني! أنت بالأساس من أجبرني!
=لقد ساعدتك يا خادمة فعليكِ رد المعروف
_معروف إيه! دانت بتذلني و كمان...
قاطعني و هو يرفع حاجبه:
=إن لم تصمتي فستكوني غداء أصلان يا لقيطة
_لقيطة!
=أجل، لقد ألتقتكِ من الطرقات و قد كنتِ بلا مأوى
_يسطا في حاجة إسمها ذوق و جبر خواطر يسطا
ثم بدون إنذار صرختُ فجأة و بعدها دخلتُ في بكاء هيستيري، نعم فأنا مرهفة الحِس و الزهر معصلج معايا...

وقف مصعوق من فعلتي، أخذ ينظر لأصلان ثم للعنقاء و ثلاثتهم ينظرون لي و كأن على رؤسهم الطير حتى تعبت فتوقفت عن البكاء ثم عدتُ للعمل كأن شيئًا لم يكن فقال باستغراب:
_لِمَ بكيتي؟ و كيف يتبدل حالك في لحظة هكذا؟!
=دي حاجات تتحس و ماتتقلش...

ثم اشحتُ بوجههي بعيدًا عنه و كأنه زوجي الذي لم يرد أن أخرج مع صديقاتي و قررتُ النكد كعقاب...
فجأة الطقس تغير
السماء تمطر
فوجدته يقول :
_هيا
=هيا إيه لامؤاخذة!
_للكهف السماء تمطر ستمرضين
=لأ ياحبيبي مش أنا!
_ماذا!
=عايزني أدخل معاك الكهف لوحدنا عشان الرعد يرعد و البرق يبرق و الإزاز يتكسر و القهوة تفور! لا ياحبيبي مش أنا هأو!
لم يرد بل دخل للكهف و معه حيواناته و بقيتُ انا أسفل المطر حتى بدأتُ أشعر بالتعب، فجررتُ أقدامي و دخلتُ و أنا أقول:
_مردتش اردلك طلب بس...
#######
و تمر بضعة أيام و أنا اتكيف على الوضع مع هذا الوحش و حيواناته فليس لدي خيار آخر حتى الآن، وللحق هو كان جيد لقدر لا بأس به معي. فأعتقد أن الأمر بالنسبة له أنه يحتاج لصحبه، فهو وحيد!
بيبرس وحيد...

كما بدأتُ التكيف مع المدينة و أهلها و الناس عرفتني على أنني خادمة الوحش الذي يرهبونه، نظرًا لترددي على السوق تارة و تارة للتجول.

وخطرت لي فكرة، ثفقة لم أجد بُد من فعلها فكما نعرف أن لامؤاخذة الإيد البطالة نجسة...

_ها! ستدفع عملتين أم لا؟
=عملة واحدة
_لا يسطا مافيش فصال، سعرنا موحد و إذا لم يعجبك فاذهب ليس لك عرض
=حسنًا خُذي...

أخذتُ العملتين منه و وضعتهم في جعبتي بجانب أشقائهم ثم نظرتُ لمن ينتظرون تعليماتي و قُلت:
_تمام يا شباب، التعليمات هي الصمت و الهدوء التام، و العرض سيكن دقائق محددة و ليست طويلة، و اتخذوا الحذر عشان لو أي هكا و لا هكا هنروح كلنا في الشلاحات

تحدث أحدهم باستفسار:
_ماهي الشولاحات؟
=شلاحات، مفرد شلاحة و دي حاجة بتتحس ماتتوصفش...

أخذتهم و جعلتهم يقفون في مكانهم المخصص، و أنا متحفزة و بصوت منخفض أشرح لهم بعض التفاصيل الصغيرة و هم يقفون منبهرون رغم الخوف، لكن لحظات وجدتُ أصلان من حيث لا أدري يزئر بجانبي مباشرةً!

هرول الآخرون بصياح و خوف و أنا تسمرتُ مكاني
وجدت بيبرس في غمضة عين يقف أمامي و هو يصيح:
_تجعلينني عرض يا لقيطة!
يتبع...
#مراية_ستي"١٢"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن