١٤

406 35 0
                                    

_منذ متى تفعلين هذا!
=اهدأ بس و...
_لن أهدأ! تحدثي!
=ماهو لامؤاخذة الرزق يحب الخفية و دول ناس لُقطة أسيبهم كدا من غير مصلحة!
_ماذا!
زفرت بعمق و بعدها قُلت بدموع لابد منها في تلك الحالة:
=أنا آسفة

نظر لي لحظات بصمت و قد بدأت هيئته العادية تعود و توسمتُ خيرًا أن يمر الأمر بسلام، لكنه نظر لي بعتاب، تلك النظرة التي تصيب منتصف قلبي بجدارة و قال:
_أنا حزينٌ منكِ زينب
#######
_في إيدك قوة تهز جبال في ايدك قوة... و عليك صبر و طولة بال... و عنيك حلوة..

كنت أحاول مراضاته و انا أدور حوله بالمكان و أنا أغني لكنه كان مصدر لي الطارشة...

_حيرتنى .. توهتنى .. غلبتنى و ياك كده ليه .. نستنى كنت هقولك ايه آه...

زمجر بغضب كالاطفال تماماً و هو يقول:
_ابتعدي يا خادمة!
=سماح المرة دي ياسطا متبقاش قفوش كدا
_ابتعدي!
=بيبرس! الأمر لا يستحق كل هذا! بطّل تُقل!

نظر لي نظرة كالجحيم فتراجعت في قولي و أنا ابتسم باستعطاف :
_ألم يعجبك صوتي حتى؟

حمحم ثم قال و هو يشيح بوجهه عني :
=للأسف صوتكِ رائع، لكنني مازلتُ غاضبًا
_لنتصالح
=يهمكِ تصالحنا!
_نعم، فأصلان ينظر لي كمن ينظر لوجبته الدسمة كلما غضبت مني

ابتسم بيأس مني وقال:
=محتالة
غمزت له بشقاوة و أنا أقول ما لن يفهمه:
_مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة ها!
######
_كيف حالك يام فانوس؟
=ونوس!
_لا يهم... و انت يابو برقراط عامل إيه!
=سُقراط يا فتاة!
_مادخولنيش في تفاصيل

كنتُ أسير في المدينة بخيلاء و أنا  أُلقي السلام بعشم، فالمدينة و ناسها أصبحوا مني و عليا ثم أنني اصبحتُ مشهورة و الجميع يعرفني، إن لم يكن بخادمة الوحش يكون بالمصالح و السبوبات اللي بعملها معاهم...

_ها يا زُبيدة ماذا فعلتي مع زوجة إبنك الحربؤة؟
=لم أفعل شيء
_كيف يعني! أنتِ مش حماة زي باقي الحماوات!
=ماذا تقصدين!
_شبشيبلها يا ولية! وريها النجوم في عز الضهر، هاتيها من شعرها كدا هي و إبنك شُرابة الخُرج دا!
=لا يهم، فأصبحتُ لا أهتم يكفي أنني لا أراها
_عيني عليكِ يا زُبيدة و تلاقيكي هاتخدي لقب الحماة العقربة ظُلم، يلا فُتك بعافية...

تركتُ زبيدة تكمل طحن الطحين و ذهبتُ لعم شرشبيل، هو لم يكن هذا أسمه لكنني أطلقت عليه هذا الأسم لأنه كان يشبه شرشبيل...

_ها يا عم شرشبيل ماذا فعلت مع العروسة؟
=لم تقبل مع أنني عريس لا يُرفض
_دانت شايب و عايب صحيح!

و تركته بغيظ و أكملت تجولي و سيري بخيلاء بالانحاء، اتحدث مع هذا، اضحك مع ذاك، اشتم ذلك، و هكذا فأنا تكيفت معهم و أصبحت منهم...

ذهبتُ للسوق لشراء بعض الأشياء و أثناء تجولي استوقفني ثقيل الدم ميمون، ذلك الذي يريد زواجي!
هُزلت!
_كيف حالك يا جميلة!
=ماتقوليش جميلة!
_اشتقتي لي؟
=أبو غتاتة يور مازر يلا!
_وافقي يا جميلة وسوف اقوم أنا بشراء كل ماتحتاجينه يوميًا من السوق
=هو عرض حلو بس لأ سكلتك أمك ياض غور من وشي!
_أضناني الشوق يا جميلة!
=لو بيبرس عتر فيك هايخلي أصلان يسلك بيك سنانه اوعااا!
_لا أخشى الوحش و لا أي شئ فقط تزوجيني يا حبيبتي
=حبك بُرص يا...
و لم أكمل سبه فقد انتبهتُ على الناس في السوق منهم من يصيح بالمدح لأحدهم، و منهم من يسب، كما هناك من يخاف و يهرب! حتى ميمون تركني و ذهب للجمع!
وقفتُ مستغربة حتى أوقفتُ امراءة تسرع بخوف و هي تذم :
_ماذا يحدث؟ و من ذلك الذي يتجمع حوله الناس؟
= إنها بدور المشعوذة
ثم نظر لي بخبث و أكمل :
_عشيقة الوحش

و تركني و ذهب، ونظرتُ أنا ناحية الجمع من الناس حتى رأيتها، امرأة غاية في الجمال، فتنة تسير علي الأرض، لكن عيناها الخضراء يلمع بهما الخبث و المكر. عيناها تثبتت علي بشكل مريب، مريب جدًا مهي ناقصة. ذهبتُ لأكمل طريقي و أنا أهمس بغيظ:
_ ماشي يا بيبرس!
يتبع...
#مراية_ستي"١٤"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن