١٨

491 39 0
                                    

_أدعي عليك بإيه يا بيبرس و انت فيك كل العِبر!
=ماذا!
_ماذا إيه ياجدع بقا!
= كنتِ تريدين أن أساعدهم ضد العدو، ها أنا وافقت!
_و زبرجد!

زم شفتيه كطفل يعاند و سكت فقُلت:
_يا بيبرس أنت محتاج دا، شقيقك الوحيد يريد مصلحتك و بصراحة لقد استشفيت أنه شخصًا جيد جدًا

قال بحدة :
_لا تمدحيه!

قررت العبث معه للحظات و إثارة غيظه فأنا أحب هذا:
=لِمَ؟! زبرجد رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى و عيناه أ...

لم أكمل فقد زئر بقوة و تحول لهيئته الأخرى، تلك الهيئة التي للغرابة لم أعد أخشاها!

_أخرسي!
رفعت حاجبي و قد قررتُ قلب الترابيزة:
=زعلان ليه! مانا لم أغضب عندما ساعدت بدور!
_هذا كان واجب!
=و كلامي في أخوك كلمة حق
_زينب!
=زينب إيه بقا و أنت مش عايز ترتجع!

سكت لحظات ليهدأ و يعود لهيئته و أنا عملت مقموصة حتى تحدث بهدوء:
_تحدثي
=مانا لما بتحدث بتقلب يابن الناس!

نظر لي باستعطاف فتنهدت و بدأت أتحدث :
_عليك بقبول الصُلح مع شقيقك، أنت مازلت تحبه لاتنكر...

أخفض نظره لحظة، زفر بحدة ثم عاد لينظر لي و هو يقول:
=لكنني غاضب يا زينب، جدًا

_ماهو وضحلك وجهة نظره، أنت اللي مش عايز تسامح، مع إنه راضي بأي حاجة منك يبقى ليه العِند! استهدى بالله أخوك محتاجك تقف جنبه زي مانت محتاج وجوده

دام الصمت للحظات تركت له مساحته ليفكر قليلًا و بعدها قال:
=حسنًا، سأسامح و سأبدأ معه صفحة جديدة، أكملي...

_و مساعدة المدينة دا واجب عليك، الشعب يحتاج حاكم جيد و عادل و هذا يمثله أخوك، كما يحتاج بطل و هذا تمثله أنت..

نظر لي عينان متسعة وقال بدهشة:
_أنا بطل!

=نعم، أثبت للجميع و أولهم أنت أن الوحش بطل يساعد في آمنهم و ليس عليهم كرهه، كما عليك ألا تكهرهه..

سكت و قد استشفيت أن حديثي بث له الكثير من الأمل و السعادة، فتنهدت بقلة حيلة على ذلك البيبرس، الوحش ماهو إلا طفل صغير...
#######
_ياواد طِشت أمك..
≠ألامونياااا...
_ادحرج و غيظ أمك...
≠ألامونياااا...
_جيبنا كيلو لحمة على قدنا، كلنا لما شبعنا و حمدنا ربنا، آه ياواد طِشت أمك...
≠ألامونياااا...

كنتُ أغني وسط شعب المدينة وقد طلبت منهم أن يردوا علي ب ألامونياااا حتى قطع إندماجي صوته من خلفي :

=ماذا تفعلين؟

_برفه عنهم، حتى أخرجهم من حالة الزُعر

هز رأسه بقلة حيلة من تصرفاتي و بعدها قال:
_مجنونة و غريبة، لكن... جميلة...

ابتسمت ببلاهة و أنا أقول :
=اوعااا الوحش بيفلرت يا بشر

شعرتُ بخجله و هو يحمحم فاتسعت ابتسامتي حتى قاطعنا نداء زبرجد عليه ليذهبوا للمعركة، الكل متحفز و خائف، نظر لي قبل أن يذهب نظرة أخيرة ف ابتسمت بوجهه و أنا أقول :
_كُن بخير، أهزمهم و عُد سالمًا أيها الوحش...
########
مرّ وقت طويل جدًا و نجلس جميًعا في قلق و توتر، و كانت أعصابي تالفة حتى انتفضنا جميعًا على ظهور بدور التي كانت من المفترض بالحرب معهم تساعدهم، نظرت لنا بصمت للحظة حتى قالت بابتسامة نصر و صوتٍ عالٍ:
_لقد انتصرنا!

هلل الجميع و أنا معهم حتى وجدتها تقترب مني و هي تقول:
_الوحش يرسل إليكِ سلامه

ابتسمت لها دون حديث و عُدت للمرح و الاحتفال مع الجميع، حتى شعرتُ بالتعب و كان علي الراحة، ذهبتُ للمنزل و عند دلوفه وجدت المرآة أمامي!
تصنم جسدي بمحله...
حان الوقت!
لقد نسيتها من الأساس...
لن أودعه حتى!
و عند هذا الخاطر تنهدتُ بحزن، فأنا لن استطيع هو لن يتركني لو كان هنا، علي الذهاب...

و بالفعل كتبت له رسالة بعينان دامعة و بعدها وقفتُ أمام المرآة للعودة...
########
لحظات و قد عدتُ مرة أخرى للقبو، جلستُ مكاني  بوجوم بعض الوقت استعيد ثباتي بعد حالة الحزن، تحركتُ لأرى جدتي و عند دلوفي للصالون تحولت حالة الوجوم لصدمة و أنا أرى رجل فِرع يتحرك بحرية ممسكًا بكوبين عصير و جدتي تجلس على الاريكة تناظره بود!
حقًا!...

_ماذا يحدث و من أنت يا صاح؟!

و عند تحدثي فهمت أنه علي مرة أخرى التحدث بالفصحة لفترة حتى أعود لعادتي كما المرة السابقة، بينما ينظر لي الغريب بتساؤل و جدتي الهادئة!

=رجل بالمنزل يا جدتي؟! أحتسيت الخمر بعد أم لا يا سعدية!

تحدث الغريب الفِرع و هو ينظر لجدتي:
_دي حفيدتك!

=هي يا بيلي

صرخت بصدمة:
_بيلي!

=أهدي يا مزغودة متصدعيناش!

_كيف أهدأ! ألا ترين ماذا يحدث! منزلنا كان و سيزال طاهرًا يا امرأة!

تحدث الفِرع باستغراب:
=هي بتتكلم كدا ليه؟!

جاوبته جدتي بثبات:
_مش أنا قايلالك كانت مسافرة! أهي راجعة و لابسها عفريت جاهلي زي ماقُلت لك

اتسعت عيناي صدمة من هذه الجدة بينما يبدو على الآخر لم يصدق :
=ماذا!

نظرت له جدتي دون الإهتمام بوجودي و قالت:
_سيبك منها هي بتحب الفصحى و شغلها مع سبيستون فمش بتحب تتكلم غير كدا، تعالى نكمل كلامنا في الهواء الطلق، و انتِ اطلعي استحمي رحتك مكمكمة جتك القرف عرتيني...

وسحبته بهدوء و خرجا للحديقة و أنا أقف زاهلة و كان بالطبع لابُد من قولي:
_أنا حقًا أعترض!
يتبع...
#مراية_ستي"١٨"
#غادة_عادل

مراية ستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن