الفصل 19

662 44 12
                                    

•خرجت مينا من مكتب يونا لكي تتركها ترتاح قليلا و تهدئ أعصابها..بقيت يونا على حالها لا يُسمع منها الا صوت اهتزاز قدميها القوي من شدة التوتر و هي تتذكر تلك التعليقات السلبية على صورتها المنشورة تتردد في عقلها:
_ "يبدو أنها أغوت باكوغو بسبب جمالها لول"
_"ليس معقولا أن يحب بطل عظيم مثل باكوغو تلك الفتاة"
_"انهما لا يلائمان بعضهما أبدا هو من الطبقة الأولى و هي الطبقة تحت الصفر"
_"انني أفضل منها لماذا لا يحبني باكوغو مثلها؟"
_"باكوغو محظوظ بامتلاكها تلك الجميلة آه لو كانت عندي"
و غيرها من التعليقات المليئة بالسب و الشتم و الاتهام حيث كلها توافقت على أنها هي من أغوته.

بقيت كالتمثال جالسة دون حراك تنظر الى الحائط بشرود و لا تفكر في نفسها بل تفكر في باكوغو،هل سوف يتعرظ للانتقاد مثلها؟هل سوف يتهاوى عمله؟هل سوف يسقط حلمه الذي لطالما سعى لأحله بسببها؟
تلك الأفكار و الأوجاس لا تأبى مغادرة فكرها المتضرر فعلا لا تستطيع التنفس بانتظام حتى كل شيء حولها كالسواد و لا تسمع شيئا سوى تلك السخريات و الضحكات المتعالية من الآخرين و كل هذا من تخيلها.

يجلس أيضا على مكتبه و بيديه لابتوب حيث يقرأ تلك التعليقات واحدا واحدا و مع كل تعليق يزداد غضبه أكثر و أكثر حيث أصبح كالبركان الذي على وشك الانفجار،لم يحتمل تلك الكلمات المهينة لحبيبته و اتهامها بالاغواء و الاستغلال حتى يرمي اللابتوب من يديه على النافذة لتنكسر و تصبح كحبات الملح.
يفكر و يفكر و يكاد ذهنه أن ينفجر من كتلة تلك التساؤلات على من نشر تلك الصورة.حتى يقطع تفكيره عندما تذكر يونا حتى يخرج كلمات من فمه كأنه تذكر شيئا مهما"يا الاهلي يونا!! كيف لي أن لا أتذكرها و أطمئن عليها ان كانت حالتها بخير أم لا؟؟..يالي من متعجرف أبله يفكر في كل شيء الا حبيبته"
خرج من مكتبه يجري و هو يخلع ربطة عنقه التي من كثرة بروز عروق عنقه من الغضب تكاد تنفجر حتى يختنق و يرميها بالممر و لم يفقه أو يبالي لتلك الأعين التي تنظر اليه و هم يتهامسون كالجرذان و هو يجري و يجري حتى وصل أمام مكتبها و دون تفكير فتن الباب ليجدها كالجثة الجامدة جالسة ترتعش و هي تقضم أظافرها دون مبالاة لذلك الدم الذي غطى شفتيها الرطبتين و عندما حاول مناداتها لم تجبه تنظر للفراغ فقط و عينيها تكاد تخرج من مكانها.
تقدم منها و جلس بركبتيه على الأرض مقابلا لها و أمسك كتفيها بلطف و نادى باسمها برقة حتى تنقطع أفكارها لتبعد عينيها عن ذلك الفراغ و ترى أمامها ذلك الوجه الباسم الذي يحاول عدم اظهار مشاعره الحقيقية.بقيت تنظر له في صمت تحاول عدم اخراج شهقاتها التي تكاد تجرح عنقها لكن لم تستطع فقد انفجرت باكية غير مهتمة بمن أمامها ينظر لها بصدمة مختلطة بالحزن عليها حتى يتقدم اليها من دون تفكير و ينكمش عليها بحضنه الدافئ و هي أغرقت وجهها في كتفه كي لا يسمع شهقاتها العالية من كثرة الألم الذي في صدرها و قد بللت دموعها قميصه الأبيض.

أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course حيث تعيش القصص. اكتشف الآن