11

381 35 24
                                    


كانت تلك الأيام التي تمر على راينو عصيبة ومؤلمة، أيام ثِقال طويلة مملة كأنها دهر جعلته فقط يرغب بالنوم حتى يطرق أي أحد بابه يخبره أن كريس عاد.

أو يأتي كريس بنفسه أثناء نوم راينو الطويل ليربت عليه ويخبره أنه ليس منزعجًا منه، ليخبره أنه فقط ربما يبادله مشاعره، يبادله ثم يضمه بقوة لصدره ويخبره ألَّا يبكي.

يهدئ من روعه ويخبره أنه سيبقى هذه المرة للأبد ولن يرحل.

أيام عدة ظل ذلك الحلم يزوره وكان في النهاية يصحو على اللا شيء، على جواره خاويًا، على بابه مغلقًا، على فراش كريس نفسه غيرَ ممسوس حتى.

هذا ما كان يجعل قلبه يؤلمه أكثر فأكثر.

لكن ما كان يشغله هو كيف يقضي كريس يومه؟ وأين؟
هل ينام في فراش مريح أم ينام على الأرض ويعاني الآن من آلام الظهر؟

هل هو مرتاح لأنه بعيد عنه الآن؟ هل ينوي عدم العودة؟

مر حتى الآن أسبوعان ولم يأتِ أو تصله رسالة منه، أأصابه مكروه؟ أم أنه لا يرغب في الحديث معه؟

"هل أعين لك خادمًا جديدًا بدلًا عنه؟" كان على مائدة الإفطار مع والدته التي قالت ذلك فوجدته قد نفى برأسه: "سيعود، إنه يحتاج لبعض الراحة ويجب أن يأخذ وقته."

"لست طبيعيًا منذ ذهابه." قالتها بنبرة يحفها الشك ثم رفعت حاجبها ووجهت عدستيها تجاهه فرد بهدوء: "متى كنت كذلك؟"

"بت تصرخ وتبكي في الليل، هذا غير طبيعي، أنت لم تكن تفعل من قبل." قالتها فغص الطعام بحلقه وسكت.

"إن كنتِ قد سمعتِني أصرخ وأبكي في الليل لماذا لم تكوني تأتين لتطمئني علي؟ ألا تفترضين مثلًا أن يكون هناك مكروهًا أصابني؟ أحد قد دخل من النافذة أو أحد الخدم الذين يتملقونكِ يؤذيني؟"
بهدوءه المعتاد رد ثم أردف دون أي تأثر على وجهه: "لا تتظاهري أنكِ تهتمين بي أمي."

"ما هذا الهراء الذي تقوله راينو؟ أنت رجل بحق الجحيم! تنتظر أمك لتأتي وتطمئن عليك في الليل لأن كابوسًا قد راودك؟ هذا مثير للشفقة." بصوت حاد أردفت وظنت بذلك أن راينو سيخجل من نفسه ويصمت إلا أنه ضحك.

ضحك بشدة ليس وكأنها تقلل منه وتنعته بالمثير للشفقة، كان يضحك وكأنها ألقت دعابة أو ما شابه.

"تظنين أنني أشعر بالإحراج منكِ الآن؟ لقد جعلتِ مني جثة متبلدة الشعور." يضحك بقوة حتى آلمته معدته، يضحك ويضحك.

إسطبلُ السيدِ لي || Minopherحيث تعيش القصص. اكتشف الآن