الحلقة الثالتة

554 35 3
                                    

اجلس في مكاني المعتاد في الحديقة الخلفية للقصر…. رفعت عينيها أحادية اللون التي تعطيها تميزا مازادها الا جمالا….. ترمق السماء المغطاة ببعض السحب الداكنة وهي تمسح دموعها بطرف كم فستانها وتدعو الله أن تتجاوز محنتها مع جدها فهو لن يتساهل معها….. لتخرج تنهيدة تحكي كل ألم العالم فلطالما كانت رقيقة المشاعر وحساسة….  

رجفة قوية سارت عبر كامل جسدها وهي تستشعر حبيبات المطر الخفيفة تبلل فستانها وخصلات شعرها…. تقف بينما تفتح ذراعيها الهزيلة و تلك الإبتسامة أخفت كل حزن قلبها وضحكاتها التي تبهج كل من يسمعها… كانت ترقص مع حبيبات تلك المطر وكأنها خلقت لأجل سعادتها…. 

تجهل تلك النظرات التي تكاد تخترقها يقف ذلك الهجين من شباك احد فناءات القصر….. تحديقات  داكنة تفوق أي توقعات بشر…. تتقوص نظراته بإبتسامة بينما يتذكر أول لقاء لهما وتلك اليد الصغيرة وهي تتشبث به بخوف واصوات انفاسها اللاهثة وهي تخترق مسامعه…. وعيونها اللوزية مع الوانهم الغريبة وكأنها ملاك وليس ببشر….

تتوقف تلك الصغيرة من اللعب وكأنني أحس بسهام خارقة تكاد تفتك بي… ألتفت على غرة لتسقط نظراتي على ذلك الغريب وهو يناظرني من فوق….دام تحديقنا لبعض لوهلة من الزمن…. لا اعلم حقا لما….. هناك شيء غريب يشدني اليه ولكن عقلي يحثني على الهروب بعيدا….. 

يفاجئني الحارس رادفا: مولاتي الملك يبحث عنك…. أهمهم له بطاعة ما كدت اعيد بنظراتي لذلك الغريب اجده اختفى وكأنه لم يكن……

اتلفت حولي يمينا وشمالا بينما اخذ بخطواتي الى جدي…..ارتجف قلبي رعبا عندما سمعت صوتا رجوليا يناديني من الخلف لم اعتد على سماعه.. التفت له ببطئ بينما حدقتي تتأمل ملامحه أكثر…. لاحظت وسامته المفرطة و بشرته  البرونزية التي تلمع تحت خيوط الشمس التي تسللت بين أغصان الأشجار….. تراجعت للوراء وأنا أقضم شفتاي… وقد لاحظت نضراته نحو ثغري كانت غريبة جدا  … شهقت بصوت مسموع وأنا أراه يقترب من جسدي بسرعة لم اعهدها ل بشري…… 

تراجعت بخوف عدت خطوات للوراء 

اتأمله بدهشة لطوله الفارع حيث بدوت قزمة صغيرة أمامه…..  جسده كان منحوتا ببراعة عريض المنكبين  بطريقة غير طبيعية……. أصابع  كفه  مزينة بخواتم سوداء…. خفضت رأسي بخجل فلم يسبق لي ان كنت أمام رجل هكذا…. فهو أول رجل غريب أراه في حياتي…… 

أظنني كنت افترسه بوقاحة….ليس من عادتي أن اكون غير مهذبة…….ولكن مضهره كان غريبا بالنسبة لي…. رمشت ببلوراتها بينما ترجع خصلة متمردة وراء أذنها….. قبل أن تهتف باعتذار…. رادفة بصوتها الناعم: اعتذر على وقاحتي…. يميل برأسه معها مع تقلص صقراوتيه الحادة  وهو يجعد من ثغره بإستهزاء… ولكنه ظل على صمته…….لكن نظراته كانت غير مفهومة جعلت من قلبي يخفق بشدة….. لا أدري هل من شدة خوفي أو من خجلي….. فصمته بدى غريبا بالنسبة لي….حركت  جسدها قليلا في نية المغادرة.. بينما تنحني له بجسدها الممشوق…..ونظراتها تسرد الكثير…. 

رواية لعنة لوسيفر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن