❤️الثاني والعشرون❤️

11.7K 320 14
                                    

❤️الثاني والعشرون♥️

همست ورد بعدما تبدلت ملامحها وانقبضت بحزن

: (جومي ياسكن استجبلي عمك وسلمي عليه)

رددت سكن بذهول وهي تتطلع حولها: (عمي.!)

وقعت نظرات سكن على رجل ملثم يقف على أعتاب الحوش في تردد، صدره يعلو يهبط بإنفعال واضح،

هتفت ورد لتُسمعه:(كنت عارفه إنك چاي)

كشف عن وجهه لتحملق فيه سكن بقوة، شهقت حينما عرفت هويته مغمغمة :(عمي حسااااان)

ابتسم قائلًا دون أن يقترب منهما : (اللجا نصيب يا بنت عمي)

لم توليه ورد وجهها وتابعت بنبرة جافة :

(توبة مجبولة ياواد عمي)

قال بإنفعال :(لسه باجيها لما تسامحي وترضي)

قالت دون أن توليه وجهها غير مهتمةً بحضوره

: (مين أنا علشان أسامح)

وجهت كلامتها لسكن تُخرجها من حيرتها وشتاتها: (سلمي على عمك ياسكينة)

تذكرت عزيز قلبها وموقفه من عمها حسان ورفضه رجوعه للبلد رغم الصلح، فأشاحت في نفور وإعتراض، متخذةً نفس موقفه حتى لو لم يعرف لن تؤذي قلبه، مما جعل حسان يضحك بحشرجة قائلًا كأنما قرأ أفكارها وهو يقترب من سكن :(مرت ولدك راغبة رضا ولدك يابت عمي)

ضمها غير مهتم برفضها، طبع قبلة فوق رأسها هامسًا: (بجيتي فأمان لوجت واطمنت عليكي، حمزة راجل صُح، اتمنيتك لهشام بس مين يجدر يخالف الجدر)

أردف بيأس :(جدرنا كِده)

لانت لثنائه على حمزة وتقديره له، ارتخى جفناها بهدوء واختفت نظرتها المتوترة فهمس يغبطها: (أنتِ فنعمة كبيرة مش حساها)

رفعت نظراتها تستفهم فابتسم بخشونة وقال مُعلنًا عشقه :(الطلة فوش عمتك نعمة كبيرة)

تعجبت سكن من تلك المشاعر وهذا التقدير، عيناه التي لا يجرؤ على رفعهما ليتأمل الجالسة وكأن بينهما عهدًا لا يخرقانه، تتوتر نظراته وتجاهد لتسقط عليها لكن جهاده لنفسه كان أكبر واحترامه فعلة ورد واستدارتها أعظم، فهِم أنها لا تريد رؤيته فاحترم ذلك ووقف منتظرًا العفو، يطوع الشوق ليخضع راضيًا، يُشيع حنينه لمثواه الأخير بعد أن قتلته قسوة ورد..

وجّه حسان كلماته لابنة عمه قائلًا: (عايزه تسألي عنها مش كِده يابت عمي..؟)

هتفت بحنين ونبرتها تُعلن التأثر، ترجوه ليأتي لقلبها بالخبر اليقين: (محدش غيرك يعرف، من يوم ما مشت وأنا متوكدة إنك إنت بس الي تعرف طريجها )

هتف بتوسل حار دون أن يتقدم خطوة ويتحرر من قيوده: (كل حاجه بتمن)

ابتسمت ساخرة في مرارة :(كِده إنت واد عمي صُح)

ملاذ قلبي سكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن