Part (9): الوردي لأميرات الورود

12.3K 816 550
                                    

انا انسانٌ متوهّجٌ يغريني الضوء ، تراني اختار
ان اكون لامعاً مضيئاً ولو كان ذاك احتراقاً .
________________________________________________________________________________

حين خرجت تلك الجملة من فمه لم تكن مزحة،، ونورا تعلم ذلك تماماً ومدركة للأمر،، لكن ليس بيدها حيلة،، لا تستطيع ان توافق دون علم أباها ولا سيما انه لم يصبح مسلماً بعد.

هي تعلم جيداً ان الأمر يجب ان يأخذ وقتاً،، رغماً عنها وعنه هو يجب ان يأخذ وقته في تعلم دين الإسلام لانه بحر من العلم ولا يستطيع التأسيس له في شهر او شهران..

ربما بعد شهران او ثلاثة حين ياتي مع عائلته ليطلب يدها ستوافق،، ستفعل بكل تأكيد أن شاء الله،، إن كان بينهم نصيب بالطبع ستوافق.

لكن الان هو ليس قريب من الدين بعد،، ربما لديه بعد المعلومات وربما قراءَ القليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى مع ذلك هو ليس مؤهلاً ليصبح مسلماً،، لا يعلم القواعد ولا يعلم الواجبات والفروض،، هناك الكثير من الاشياء التي يجب عليه تعلمها حتى ينعم قلبه بالإيمان النقي دون تشويه او تلويث.

" في يوماً من الايام،، حين يصبح قلبك مليئاً بِحُب الله ورسوله،، حين تحضر مع عائلتك وتطرق باب منزل عائلتي لتطلبني مع والدك لاصبح حلالك،، حينها سأوافق،، إن كان هناكَ نصيباً بيننا سأوافق "

رمش بتفهم وشبح ابتسامة زينت ملامح وجههُ الوسيمة،، كان سينصدم لو انها وافقت الان،، لانه يعرفها جيداً،، و نورا التي يعرفها كانت ستفعل المثل،، لن توافق حتى ترى الايمان يخرج نوراً من وجههِ.

" لو فعلتي غير ذلك كنتُ سأُدهش صراحةٍ "

أمسكت نورا نفسها من ان لا تضحك ونجحت بصعوبة لتتراجع للوراء وهي تبتسم ثم بلغة الاشارة المشتركة بينهم ودعته بحفظ الرحمن ودخلت المنزل..

بقي هو ثوان ينظر خلفها وأثار رائحتها اللطيفة التي لم تفارقه و يريد ايجاد اسم العطر في اقرب وقت لأسباب خاصة.

اخرج رين رأسه من السيارة وقال يخرج الاخر من شروده:

" روميو فرع إسبانيا متى تفكر في توصيلي للمنزل؟ "

قلب زاكاريا عيناه بملل ودخل للسيارة ليشغلها ويتحرك.

غريب كيف له بأكثر من شهران ان يتعلق بها هكذا،، هو لم يخطئ حين يفكر داخله انها احتلته واعلنت استوطنها لانها نورا،، وكي لا ننسى لقبها فإن آل زمرد جميعهم يتركون اثراً لا يمحى داخل قلوب البشر من حولهم.

تحت أجنحة النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن