غيث

كثرة ضئيلة

خيبةٌ واحده قد تجعلنا نكبر عمراً كاملاً ..
-

دخل للبيت ولاحظ الهدوء الي فيه واتاكد ان الكل نايم من الاضواء الخافته والهدوء ف مشى بهدوء منغير لا يصنع اي صوت حتى لا يزعج احد وراح باتجاه غرفته الي كانت مواجهة لغرفه وتين
ولما قرب من الغرفه شاف باب غرفه وتين مفتوح وفيه صوت من داخلها ف عرف ان وتين مو نايم وقرر يدخل عنده يفاجاه انه رجع
لكن صوت ثاني كان منبعث من الغرفه بجانب صوت وتين اوقفه وخلاه يعقد حواجبه مستغرب من الي معاه
لكن ما طول حتى عرف صاحب الصوت وهذا الي خلاه يوقف متجمد بمكانه مو مصدق الي قاعد يسمعه من الحديث الي قاعد يدور بينهم
"آسر ؟ هذا صديقه آسر ؟ متى صار حبيب اخوه ؟ كيف وهو مو داري عن شي , استغفال ؟ هذا الي سمع وتين يقوله , استغفال , صح هو استغفله وهو طعنه بظهره , مو بس اخوه التوأم لاا حتى صديقه المقرب الي ما حصل من هالحياه على غيره , كيف يجرئ يسوي فيه كذا ؟ كيف ما حسبله حساب ؟ اثنينهم غدروه واتصرفو من ورا ظهره واستغبوه واستحقرو وعيه "
كان الكلام الي بقلبه واضح على ملامحه وخصوصا لما ظهر امامه آسر بعد ما فتح الباب واتفاجئ فيه هو الثاني بينما نطق وسن والغل واضح على ملامحه : وش تسوي هنا؟
قالها بنبره هاديه توضح العاصفه الي بتجي من بعدها بينما آسر نطق بين انفاسه المنصدمه وقال : و..وسن..
دخل وسن خطوتين بداخل الغرفه بين نظرات الارتباك الي اعتلت وجوههم اثنينهم آسر ووتين الي كان واضح عليهم التوتر والخوف من رده فعل وسن
جا وتين يتكلم وقال : وسن اسمحلي ابررلك
وسن نطق وهو يناظر اخوه ببرود قاتل : طالما عارف انه استغفال , ليه استغفلتني ؟
قرب آسر ونطق : وسن الموضوع مو زي مو انت متخيل
انفعل وسن اخيرا ونطق وهو يناظر آسر : متى كنتو ناويين تخبروني ؟
لما لاحظ صمت اثنينهم انفعل اكثر ورفع صوته وهو يقول : متى بيجي الوقت المناسب عندك سيد وتين ؟ قووول , متى الوقت الي يناسبك حتى تخبرني انك قاعد تنمحن على صديقي ؟
ناظرله وتين بصدمه ما كان متوقع يسمع هالكلمه منه وتكلم وسن بصوت عالي : لا تناظرلي كذا لااا تناظر كذا , انت عارف عظم ذنبك وش منتظر مني ؟ هاا؟ اصفقلك واقولك برافو عرفت تختار ؟
قرب آسر من وسن لما شعر ان وتين بدا يتعب ومسك يده وقال : وسن اهدى
دف وسن يد آسر عن يده وقال بصوت سمعوه كل اهل البيت : انت ابعععدد , كلامي مو معاك كلامي مع هذا الي مسوي نفسه اخوي ويخاف علي , انت بيجي دورك
امه وابوه ومؤيد صحيو على صوته وجو للغرفه بينما مجد كان بالخارج وتوه داخل البيت لما سمع الاصوات ولما عرف مصدرها راح بسرعه للغرفه
تكلم وتين وهو يحارب صوته الي ضاع بين انفاسه المتسارعه والكتمه الي شعر فيها بنبره عاليه : طيب وش صار الحين ؟ وشش صااار ؟ ليه قاعد تحسسني بالخيانه والغدر وانت الي ما كنت فاضيلي , بكل مره حاولت اخبرك انت الي تصدني وتنشغل ؟ وش تبي وسن ؟ وش تبي ؟ هاا عرفت الحين وش صار يعني ؟ ليه لازم تحسس الي حوالك انك المظلوم والمغدور وانت اصل البلاء ؟ انت لو مهتم شوي كان عرفت من نفسك بس انت انسان اناني وكل الي يهمك هو نفسك وانتقامك ولا بعمرك حاولت ت...تهت..م وتكون م..معاي .. بلح..ظاتي
بدا يكح ويغيب صوته بسبب انفاسه الي بدت تضيع منه وهو مصر يكمل بينما اسر قرب منه ومسكه ونطق : وتين اتنفس
وتين كان منفعل وتكلم ضمن انفاسه وكحاته : مماااا ابي اتنفس , ولا ابي هالحياه بكبرها , اتركوني بحالي
ضحك وسن ضحكه مستهزئه وتكلم : هذا الي انت شاطر فيه , تنكتم وتفقد انفاسك وتلعب دايم دور الضحيه كل ما انحشرت , "وجه كلامه بانفعال للجميع " اعطوه اكسجين , "كلم آسر" اركض واعطي حبيبك تنفس اصطناعي
نطق جواد مستغرب : حبيبه؟
تكلمت ماريا محاوله انها تخفف من حده انفعاله : ا..ايوا بعدين اقولك
جا جواد بيتكلم وبدا عليه الانفعال هو الثاني لكن انفعال وسن الاخير خلا كلهم يهجدو لما بدا يصارخ ويقول : انت من يومك وانت كذا , كنت دايم احمل وزرك وذنوبك على ظهري واتعاقب عنك وكنت اقول معلش عشانه توامي وتعبان وضعيف ومسكين , وهذا جزائي لاني تحملتك طول حياتنا , مو مهتم فيك ؟ وش تبيني اسويلك اهزك حتى تنام حتى تحس باهتمامي يا مدلل
قطع كلامه آسر الي شعر بانهيار وتين وصرخ بنبره اعلى من نبره وسن وقال : ووسسننن
انهى وسن كلامه لما هدئ  من نفسه وتكلم بنبره فيها عتب كثير وقال : اتوقعت انغدر من كل الناس وانت كنت كل ثقتي , لعنه الله عليك وعلى ثقتي وعلى علاقه الاخوه الي تربطني فيك
قال اخر كلام عنده وطلع من الغرفه تحت انظار الكل ولحقه مؤيد الي حاول يوقفه لكن بلا فائده , كان يبي يهديه ويخبره صعوبه هذا الشي على وتين وقد ايش كان يبي يخبره
وقدر يلحقه لما وسن وقف امام الدرج ومسك راسه , كان واضح عليه انه اتألم وبدا عنده وجع الشقيقه الي يجيه عادتاً
حاول مؤيد يمسكه لكن وسن دف يده عنه وصده وتكلم : روح القي اهتمامك وحبك على وتين , انا كالعاده مو بحاجته
مشى قبل لا يسمع رد مؤيد وطلع برا البيت
بينما عندهم بعد ما قال كلمته الاخيره تقدم ابوهم جواد وناظر اثنينهم وتين الي كان منحني وماسك منطقه صدره يحاول يسيطر على انفاسه واسر الي كان ماسكه ومثبته حتى لا يطيح بالارض
تكلم جواد وعلى عيونه نظره خيبه ووجه كلامه لوتين : هذا حبيبك ؟
مجد تقدم ومسك يد ابوه وقال : يبا مو وقته الحين
سحب جواد يده من يد مجد ونطق بانفعال بشكل مفاجئ افزع كل الي بالغرفه لما قال : تكلللم
رفع وتين نفسه وحاول ينطق بصعوبه بسبب الكتمه الي فيه وكان واضح عليه انه مخنوق قال : يبا س..سامحني
بدا يفقد انفاسه بعد هالكلمه وزادة حده كحته لين طاح بالارض بين لهفه الكل الي ركضو عليه مفزوعين من الي ممكن يصيبه
كان يختنق وبدا اللون الازرق يسيطر على شفايفه وكان يسمع اصواتهم حوله بشكل مبهم وكل نظره مركز على آسر الي كان ماسك راسه لا يطيح على الارض ويقول " وتين اتنفس"
كان الهلع باين عليه والخوف مسيطر على ملامحه وبينما كان الكل قاعد يحاول يسعفه كان هو قاعد يفقد نفسه شوي شوي وبدا يغمض عيونه باستسلام للامر الواقع متوقع انه ما راح يصحى ابد
بينما الكل كان خايف يفقده كان هو شعوره مختلف , للتو سمع من اخوه كلمات ما كان متخيل بعمره يسمعها طعن فيها اعمق نقطه بقلبه ويمكن بعقله بعد , ما كان ذنبه عظيم حتى يسمع هالكلام ولا كان يستحقه , كان يقدم كل الي يقدر عليه لوسن لكن مو ذنبه انه ما يقدر يقدم كل شي يحتاجه "حب" استكثر عليه محبه انسان اخر , وش الذنب العظيم الي سواه  حب صديق اخوه "لعنه الله عليك وعلى ثقتي وعلى علاقه الاخوه الي تربطني معاك " كانت تتردد هذي العباره بداخل عقله بصوت وسن اثرت على عيونه وظهر القهر الي بداخله على شكل دمعه طيحها من عينه قبل لا يغيب عن الوعي بشكل نهائي ويفقد احساسه باللي حوله تماما
.....