الشعاع الخامس🌼

562 22 1
                                    

مصر.. القاهرة

_اوف! تعبت من اللفّ!

تهتف بها حسناء وهي تجلس جواره في سيارته بعد جولة طويلة في محلات الأثاث..
فيلتفت نحوها قائلاً بمرحه المعهود :
_لكنه تعب لذيذ.. اعترفي!
تبتسم وهي تدبر دبلته في إصبعها لتقول دون مواربة :
_جداَ!

يبتسم بدوره وهو يعاود التركيز في الطريق.. بينما يسمعها تردف بحرارة عفوية:

_لم أكن أتصور أنني سأكون سعيدة هكذا.. كل شيء أختاره في بيتنا الجديد أشعر وكأنني أضيف به عمراَ لعمري.. كل قطعة أثاث انتقيتها كانت كأنها شاهدة على تعب الأمس وفرحة الغد.. كانه ينقصها فقط ان تزغرد!

تتبع كلماتها بضحكة صافية وهي تحرك ذراعها عفوياَ فينبعث صوت أساورها الذهبية بخشخشة مميزة صار لها وقع مميز في أذنيه.. ككل ما يخصها!

بسيطة هذه المرأة!
بسيطة كأنه لو مر جوارها دون ان يعرفها فلن يلتفت..
لكن بها شيء أخاذ يجذبه نحوها يوماَ بعد يوم لم يعرفه أبداَ في من سواها..
كأنه الآن بعد ما مرّ بها فلن يمكنه الالتفات عنها أبداَ!!

تتلاشى ابتسامته رغماَ عنه مع الخاطر الأخير.. لكنها تنتزعه من شروده بقولها :
_تبدو خبيراَ بالطرق.. زرت مصر كثيراَ من قبل؟!
يهز رأسه دون أن ينظر إليها وقد فاجأه سؤالها ليرد بنبرة هادئة أخفت بواطنه ببراعة :

_أنا أزور كل بلد كثيراَ لكنني لا أبقى طويلاً.. هذه هي عادتي.. لا أحب الارتباط بمكان واحد.. أغادر بسرعة قبل أن يقع قلبي في فخ التعلق.
_كلامك هذا يخوفني.
_لماذا؟!
_لا أعرف.. يعطيني انطباعاَ أنك لا تحب الالتزام!
تقولها بوجوم يفضح مخاوفها التي تحاول قمعها بكل هذه الفرحة التي تعيشها الآن..
لكنه يلتفت نحوها بابتسامته الجذابة :
_ولماذا لا تقولين أنني فرخ حمام شارد ستعودين به لبيتك كل مرة كلما ضل الطريق؟! الم تخبريني بهذا يوماَ؟!

كلماته الخبيرة تمنحها الطمأنينة التي تريد تصديقها في هذه اللحظة..
كل يوم يمر لها معه يزيد فرحتها به..
لا يرد لها طلباَ.. لا يبخل عليها بالشيء قبل حتى ان تطلبه..
يتركها تختار ما تشاء في تجهيز البيت الجديد دون أن يتدخل..
هو حقاً فرحتها التي كانت تستحق الانتظار طوال هذا العمر!

رنين هاتفها يقاطع أفكارها فتتناوله لترد على الاتصال بضحكة رائقة:

_نعم يا (ست حسنى)! اشترينا كل شيء.. أرسلت لك الصور.. أعجبتك؟!
يبتسم مكانه وهو يجدها تسكت قليلاً قبل ان تضحك هاتفة :
_كل إخوتي رأوها؟! تأكدي من (مريم) بالذات! تلك (الأريبة) الصغيرة!! ستغضب لو لم ترها قبل حضوري!

يضحك بدوره وهو يميز غيرة مريم بالذات دون بقية إخوتها..
طبيعتها التي تحمل غروراَ فطرياَ لذيذاَ يعجبه..
على عكس (آلاء) شديدة البساطة بطيبة تشبه أمها..و(محمود) الأكبر كذلك!

على خد الفجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن