الشعاع الخامس عشر 🌼

630 26 16
                                    


_زوجته؟!!.. من تعني بزوجته؟!!

صوت سيد المصعوق بصدمته عند الباب يكون أول ما يشق الصمت بعد قنبلة حسام..
لكن صوته يتوه في دوامة الدهشة التي غشيت الجميع!

فيصل الذي تعلقت عيناه المندهشتين بفجر..
انتفاضتها المذهولة مثله بما سمعته لا تدوم طويلاً قبل أن تسكن بين ذراعي حسام كدمية انقطعت كل خيوطها فلم تعد تنتظر إلا السقوط بل.. ولم تعد تبالي به!
ملاذ التي صرخت ب(لا) كبيرة وهي تغطي أذنيها بكفيها كأنها طفلة رأت أكبر كوابيسها رؤيا عين..
حنان التي تأرجحت تنهيدة ارتياحها مع دمعة خوف شقت طريقها على خدها..
أساور التي شبكت كفيها في وضع الدعاء وعيناها المكدستان بالدموع تجول بين الجميع بنظرة مرتعبة..
معالي التي وقفت بملامحها الصارمة كالعادة وقد اشتد جسدها في وقفته الصلبة لكن داخلها كان يغلي..
آه من غضب الآن داخلها يكفي ليحرق الدنيا كلها..
وآه من خوف الآن داخلها يكفي ليطفئ الدنيا كلها!

الاثنان يتصارعان داخلها الآن بضراوة لكن الأخير يغلب في قلب الأم التي تخاف الآن على ولدها مغبة فعلته!

وأخيراَ أفراد عائلة فجر الذين بدوا وكأنهم تاهوا بين غضبهم و حيرتهم.. و.. خلاصهم!
أجل.. لقد بدا واضحاَ أن تشبثهم بسيد كزوج لها لم يعد مهماَ بقدر رغبتهم في التخلص - مما يظنونه- عارها!!

وحده سيد بدا كثور هائج مقيد وهو يفيق من صدمته رويداَ رويداَ..
نظراته تتثاقل فوق فجر بعاطفة..
باشتياق..
بخيبة..
وبغضب يكفي الآن ليحرقها مكانها..!

ثم فوق فيصل بصدمة..
بحقد..
بحسد من عاش عمره يحلم والأن يرى أحدهم في غمضة عين يخطف حلمه..!!

ثم فوق حسام بترقب..
بأمل..
أمل أن يكون كاذباَ.. ألا يكون قد طعنه في ظهره مثل هذه الطعنة..!

لكن حسام يرفع رأسه مكرراَ بحسم:

_فجر زوجته.. وأنا أخوها.. شاهد على هذا وراضٍ به.. ثم إنها ليست قاصر.. هي حرة تختار لنفسها من شاءت.

_كنت تكذب علينا إذن بشأن الخطر الذي يهدد..
يهتف بها سيد بصوت مرتعش من فرط الغضب فيضطر  حسام لترك فجر ثم يندفع نحوه ليقطع المسافة بينهما بخطوة واحدة يكمم فمه بقبضته مع نظرته الصارمة..
يميل على أذنه هامساً :
_فجر لا تعرف شيئاَ عن احتمال وجود ذاك المجرم على قيد الحياة ولا ينبغي أن تعرف.. ستموت خوفاَ لو عرفت.

_وهل أهتم؟!
يصرخ بها سيد بجنون وهو يدفع حسام بعنف!
وفي حركة مباغتة يستخرج مسدسه من سترته ليرفعه في وجه فيصل هاتفاَ بحقد :
_موتك أقرب لك منها.. ولو كان في هذا موتي أيضاَ.

_لا!
تصرخ بها فجر برعب وصوت الرصاصة يخترق أذنها!
عيناها لم تكن تريان شيئاَ..
لكن جسدها كله ارتمى ببوصلة شعورها نحو فيصل كأنها تحميه بنفسها!
تسقط جواره على الفراش صارخة باسمه..
يختلط دوي الأصوات في أذنيها فلا تميز حقيقة من خيال..
تفرك كفيها بقوة وهي تراهما من جديد ملطختين بالدم..
هل أصابتها الرصاصة؟!
أصابته هو؟!
لا تعرف..
لا تشعر بشيء..
لا ترى سوى عتمة عينيها تزداد ظلمة..
لا تسمع سوى صوت صرخاتها..
باسم فهمي تارة..
وباسم فيصل تارة أخرى..
ليتها تكون قد أصيبت!
بل ليتها تكون قد ماتت!
لن تحتمل جرحاَ كهذا من جديد!

على خد الفجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن