الشعاع الثامن🌼

472 18 1
                                    

_أرجوك يا حسام اهدأ.. أنا أخبرتك بكل شيء.

صوت فجر يجعل فيصل يلتفت نحوها..
وكأنما هدأ كل شيء فجأة داخله!
شهقة عالية يسمح لها أن تملأ صدره ليسقط العود الذي يحمله من يده..
قبل أن يندفع نحوها وكأنه لا يرى سواها..

_انتِ بخير؟!

لكن حسام يشده من ظهره وقبضته الغاضبة تتخذ طريقها لفكه من جديد فيتفاداها فيصل هذه المرة وهو يميل بوجهه هاتفاَ بحدة :
_لا تجعله يتحول لشجار يا حسام.. افهم اولاً!

لكن حسام الذي بدا كعاصفة متحركة يخبطه بجبهته في مقدمة رأسه هاتفاً بغضب:
_وأنت تكلمت من قبل وأنا لم اسمع؟! تصرفت كأي غادر حقير يقتحم البيوت من نوافذها!!

يكتم فيصل تأوهه خوفاَ على فجر التي تهتف بخوف وهي تبسط ذراعيها أمامها :
_هل تتشاجران ؟! حسام.. هل تضربه؟!

يمسح فيصل خيط الدم الذي يسيل من انفه وهو يجاهد نفسه كي لا يقاوم غضب حسام الذي يعذره فيه..
فيقول عبر انفاسه اللاهثة:
_دعنا نتكلم في الخارج.. دع فجر خارج الأمر.
لكن فجر تصرخ بانفعال:
_لا.. لا.. لا تفعلوها بي من جديد.. انت بالذات لا تفعلها بي.
ينعقد حاجبا حسام ونظرته الصقرية ترمق المشهد بينما يرى فجر تتقدم أكثر بحذر..
بوصلة حدسها توجهها نحو فيصل الهامس باسمها بحرارة لتخاطبه بقولها :

_هذا الأمر يخصني.. لا تجعلني أعود لزنزانة صمتي من جديد.. ليس بعد كل ما فعلته لأجلي.
ثم تحرك وجهها نحو ما تظنه مكان حسام لتقول بنبرة اعتذار :
_كنا نفكر معاَ في طريقة نطمئنك بها دون أن يتغير الحال.. صدقني كنا سنخبرك.

يزداد انعقاد حاجبي حسام مع (كنا سنخبرك) التي نطقتها بعفوية وكأنها تشارك فيصل كل ما فعله.. وما سيفعله..
وها هي ذي تؤكد بقولها:
_هو لم يختطفني.. أنا جئت معه بإرادتي.. وبقيت هنا بإرادتي.

_لماذا ؟! هذا الذي اريد معرفته! هل قصرت انا في حمايتك؟! أنا توسلت إليك بدلاً من المرة عشراَ أن ترفضي تلك الزيجة وأنا سأتكفل بالباقي.. لماذا لم..
يهتف بها حسام بانفعال لتقاطعه بقولها :
_لأنني لا زلت غير قادرة على مواجهة العائلة! لست مستعدة بعد.. لم يتغير أي شيء.. ولعل هذا هو سبب رغبتي في البقاء هنا.. هل جربت يوماَ شعورك انك تريد ان تختفي؟! تختفي فجأة دون أسباب وينقطع كل خيط يربطك بمن حولك؟! أنت لم تقصر في شيء.. العطب داخلي انا.. أنا يا حسام.. أنا لا أزال عاجزة عن مواجهة أخطاء ماضيّ.. عاجزة عن قول (لا).. وهو قدم لي الحل السحري بإحضاري إلى هنا!

يشيح حسام بوجهه دون رد نحو أساور التي جلست في الزاوية تناظر الموقف برهبة..
بينما تردف فجر بين دموعها التي خانتها :
_انا آسفة.. آسفة على القلق الذي سببته لك .. كنت أحتاج فقط أن ألتقط أنفاسي بعيداَ.. أن..

يقاطع حسام عبارتها وهو يضمها إليه برفق مربتاَ على شعرها فتزداد دموعها انهماراً بينما يشعر فيصل برعشة جسده وهو يحسد حسام على مثل هذا القرب..

على خد الفجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن