العراق.. بغداد
_أرجوك يا إلياس.. افتح هذا الباب.. أرجوك اسمعني.
تهتف بها بيأس وهي تطرق باب غرفة نومه الذي اختفى خلفه منذ أفاق كلاهما من سكرة ما حدث بينهما لتجده وقتها يبتعد عنها دون كلمات صاعداَ إلى غرفته..
مغلقا بابها خلفه بالمفتاح!لم يخفَ عليها صراع مشاعره الرهيب الذي طغت عليه عاطفته أولاً قبل أن يعود لسيطرة عقله..
عاطفته التي بثها إياها كأروع ما يكون بينما كانت بين ذراعيه..
لكنها كانت خبيرة به حد انها كانت تثق أن الغضب ستكون له الهيمنة في النهاية..!
ربما لهذا تتفهم هروبه..
تحسن الظن فيه انه يفعلها كي لا يؤذيها!لهذا تضم مئزرها الذي عادت ترتديه فوقها بقوة وهي تود لو كانت بهذه السهولة تستطيع أن تستر كذبتها كما سترت جسدها!
طرقاتها تزداد قوة على الباب مع هتافها المنفعل :
_دعني أشرح لك.. أرجوك.. اسمعني.يفتح الباب فجأة فتجفل ملامحها للحظة مع هذه النظرة الحارقة في عينيه المشتعلتين..
يالله!
غضبٌ كهذا كيف تهزمه وهي ملطخة بكل هذه الكذب؟!لكنها تغمض عينيها بقوة وهي تستعيد أجمل لحظاتها معه..
كل هذه المواقف التي منحها فيها دعمه دون شروط..قبل أن تدرك أن قلبه العصي تدخل في المعادلة..
أجل..
هو صار يحمل لها مشاعر حقيقية..
لم يخذلها يوم كانت في عينيه مجرد صورة لماضيه..
فهل يفعلها الآن؟!لهذا تعاود فتح عينيها وقد استجمعت بعض قوتها لتقترب منه..
تمسك كفيه بقوة هاتفة بانفعال حار :
_اهدأ الأن.. كل ما أطلبه منك أن تهدأ وتتذكر.. تذكر كل مواقفنا معاَ من البداية.. كم مرة حاولت فيها أن أخبرك بالحقيقة لكن شيئاً ما كان يقاطعني أو يمنعني..لكنه ينفض كفيه منها هاتفاَ بحدة وجسده كله يرتج بانفعاله :
_حقيقة؟! لا تزالين تجدين الجرأة لتجري كلمة كهذه على لسانك؟! أم تظنينني حقاَ بهذه السذاجة كي أصدقك من جديد؟!دموعها تحرق عينيها ووجنتيها لكنها تهز رأسها بتفهم لغضبه هاتفة :
_فقط لو تسمعني.. لو تفهم.._ماذا أفهم ؟!
يصرخ بها بجنون وهو يرجها بين ذراعيه بقوة آلمتها مردفاَ :
_لم أعد حتى أعرف بأي عين أراكِ!!!.. من انتِ؟! من أنتِ؟!شهقات دموعها تكوي صدرها بينما يردف بنفس الجنون الهائج :
_هل أصدق حقاَ أنك بريئة طاهرة؟! فيما كان اعترافك لجدك إذن؟! أمر حملك الكاذب؟! موت الرجل وهو يظنك قد أحنيتِ رأسه؟! كل ذاك الجنون القذر من ابن البارودي؟! تطاوله وافتراءه عليكِ ؟! أي شيء يستحق أن يكون مقابله كل هذا؟!! أي شيء يستحق تنازلات كهذه؟!تهز رأسها والمزيد من الندم ينحر عنقها نحراَ!!
بينما يردف هو ولازال يرجها بين ذراعيه حتى كادت تفقد وعيها انفعالاً :
_أم أصدق أنك فعلاً فرطتِ في شرفك مع ذاك الوغد ؟! أن ما عشناه منذ قليل مجرد كذبة أخرى غطيتِ بها على خطيئتك الأولى؟؟!
