الشعاع التاسع🌼

766 29 6
                                    

_يحيى!

يهتف بها نزار بدهشة وهو يتحفز في جلسته بينما يدخل يحيى بابتسامة هادئة لا تخفي هذا التحفز الذكي في نظراته..
يُحيّي عائلة حسناء تباعاَ ثم يهتف بالأخيرة  بتهذيب لبق:
_مبارك.. كانت طيف لتود الحضور أيضاَ لكنها لم تستطع.
فتهتف بعفويتها السلسة:
_مباركة متأخرة لكن لا باس.. لابد أنك أتيت لتحضر عقد القران.

تتسع عينا يحيى بدهشة يستطيع إخفاءها بسرعة وهو يلتفت نحو نزار الذي غادر فراشه ليتوجه إليه.. يعانقه بقوة هاتفاً بمرحه المعهود :
_سيد المفاجآت انت! حمداَ لله على سلامتك.

يهز له يحيى رأسه بنظرة مزجت العتاب بالود.. فيما تهتف حسناء بنزار بلهفة فضحت عاطفتها:
_عد للفراش.. أفقت لتوك من إغماءتك!
_إغماء!
يهتف بها يحيى بقلق وهو يتفرس ملامح نزار الشاحبة ليهتف الأخير وهو يضحك بينما يمسد مؤخرة رأسه غامزاَ يحيى بقوله:

_الموضوع بسيط لكنه قلق المستجدين في الخطوبة! تعرف العواطف الجياشة ومثل هذه الأشياء!
فتمط حسناء شفتيها باستياء مع ضحكة أحمد الشامتة بمرح بينما تهتف أمها بحنانها المعهود:
_لا يا ابني.. لا تتهاون بشأن صحتك.. عد للفراش.
_ما الذي حدث؟!
يسأل يحيى بحذر وهو يدير وجهه بينهم لترد حسناء بغيظ:


_فقد وعيه فجأة بينما كان يكلمني على الهاتف.. البواب اتصل وأخبرني فجئنا كلنا كي نطمئن عليه.. والآن يقول أنه (قلق المستجدين)!! تعرف؟!! أنا المخطئة! كنت تركتك (تتفلق)!! أحتاج لدروس من طيف الرفاعي في هذا الشأن! هي أستاذة في مثل هذه الامور!
يتنحنح يحيى بحرج فتشهق حسناء متداركة نفسها مع لكزة أمها :
_آسفة يا يحيى! نسيت أنك زوجها! أقصد.. نسيت أنك واقف! أنت بالطبع تكيفت مع طبعها .. أقصد.. هي بالطبع تغيرت بعد الزواج كثيراَ ولم تعد تتصرف كالسابق.
_حسناء.. انصرفي الآن من غير (مطرود).. كلمة واحدة زائدة وسيطلقها لأجل خاطر شهادتك العظيمة فيها!

يهتف بها نزار ساخراَ فيضحك يحيى متسامحاَ بينما تهتف حسناء بيحيى بارتباك :
_لا تخبرها إني قلت عنها شيئا.. أنا لا أخاف منها بالطبع.. لا.. بصراحة أخاف.. كل انسان عاقل رشيد ينبغي أن يخاف من لسانها حقيقة.. لكن..

_مع السلامة يا حسناء.. مع السلامة حبيبتي.. يكفي هذا القدر الليلة!
يقاطع بها نزار عبارتها فترمقه بنظرة مغتاظة قبل أن تغلبها عاطفتها فتهتف به :
_ارتح ولا تجهد نفسك.

كلماتها تهديه حنانها.. وقلبه يهديها نظرة كألف عناق!
نظرة لم تفوتها عين يحيى الثاقبة وهو يدرك أن نزار قد وقع في الحب!
لكن هل هذا تفسير الزيجة السريعة هذه حقاَ؟!

_انت متأكد أنك لا تريد بقائي معك أنا الآخر؟!
ينتزعه بها أحمد من شروده ليهتف نزار :
_لا.. لا.. صرت بأفضل حال.. انصرف انت معهم.. كما أن يحيى معي.
ينعقد حاجبا يحيى بتفحص ذكي وهو يميز الألفة الحقيقية التي يودع بها نزار العائلة..
الدفء العاطفي في نظراته والذي هو خير من يدرك أنه لا يتصنعه!

على خد الفجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن