الشعاع العشرين🌼

627 17 4
                                    

ألمانيا.. برلين

على أحد الشواطئ السياحية يجلس نزار على الرمال يراقب السطح الازرق للماء بشرود..
منذ مغادرته بغداد وهو يشعر بالفراغ في صدره يزداد اتساعاَ!
لماذا لا يستطيع استعادة حياته السابقة قبل معرفته بحسناء؟!
لماذا فقدت الأشياء مذاقها؟!
لماذا لا يتوقف عن التلصص على أخبارها من بعيد يلتمس عنها أي جديد؟!
تراها أخبرت عائلتها؟!
هل صاروا جميعاَ يكرهونه يصمونه بالغدر ؟!
(الست حسنى) .. هل تدعو عليه في صلاتها؟!
محمود؟! يتوعده وقد أوصاه بها ليلة زفافها محذراً إياه من إيذائها؟!

أحمد؟! هل يشحذ كفيه ينتظر رؤيته كي يمارس عليه هوايته المفضلة في اللكم؟!
محمد ومصطفى؟! يلومانه لأنهما لن يستطيع الوفاء بوعوده لهما أن يذهبوا معاَ للعديد من النزهات والأسفار؟!
مريم؟! تلك (القرشانة الصغيرة)! بهوسها بمواقع التواصل لا يبالغ لو ظن أنها قد شاركت فيديو خاص به تحت عنوان مثير:

(شاهد ماذا فعل النصاب بعد زواجه بأيام)!
أو (يا مآمنة للرجال.. ) مثلاً ؟!

آلاء؟! يظن هذه قد تكون صاحبة أرق رد فعل وأكثرها حساسية.. ستكتفي بالبكاء في الزاوية والدعاء أن يعود!

يضبط نفسه متلبساَ بابتسامة اشتياق حارقة مع هذه الغصة في قلبه!
ياللحنين!!
كل هذه الوجوه الطيبة كيف يقنع روحه التي لمسوها بحنانهم أنه سيمضي بعيداَ دونهم؟!
يمد كفه ببطء يمسد صدره كأنه يحاول سد هذا الفراغ الذي يملأه..
دون جدوى!
ليتها تطلب الطلاق فتقطع الخيط الرفيع الذي لا يزال واصلاً بينهما!
ربما حينها يقتنع أن القصة قد انتهت!

_انتهت.. انتهت.. لن أقع في فخ التعلق من جديد.. امرأة كغيرها ماذا يزيدها؟!! .. أنا أشعر هكذا فقط لأن الموضوع لا يزال طازجاَ.. غداَ يمر العمر ويمر معه كل هذا كما مر غيره!

يخاطب بها نفسه بصوت مسموع كأن هذا وحده كفيل أن يخرس كل الأصوات الأخرى داخله..

يحاول التشاغل بما حوله..
عن يمينه بضعة حسناوات بثياب بحر من قطعتين يلعبن الكرة الطائرة على الرمال في مشهد مثير لحواس اي رجل ..
وعن يساره واحدة أخرى بمواصفات قياسية لذوقه القديم في النساء..
تنام على ظهرها تتنعم ب(حمّاس شمس) فتبدو بشرتها اللامعة كقناص محترف يجيد التصويب..

عيناه الخبيرتان تحاولان التمرد على قلبه وهو يتابعهن متصنعاَ الشغف..
لكن قلبه ينتصر وهو يلقي غلالتها الشفافة على عينيه فلا تبصران سواها..
هي حسناء فقط!
ملامحها العادية (غير العادية)..
شعرها المجعد الذي يحيط بوجهها كغابة برية..
شفتاها اللتان ربما لا تجيدان الغزل لكنهما تجيدان طبخ الحنان بابتسامة واحدة..
نظرتها التي تحتضن قلبه قبل عينيه..
عبارتها التي يشعر أنها قيدته بأغلال غير مرئية
(أنتمي إليك وتنتمي إليّ!)!

على خد الفجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن