الجزء الثاني
القصة رقم 17
___________________
صباح الخير .. أبتسمت وهي تنظر لرفيقتها الدائمة سلمي
صباح النور يا ست سلمي جاية بدري الشغل يعني مش من العوايد !
حسيت إني محتاجة أشرب قهوة معاكٍ برغم كُرهي ليها بس عايزة أجربها معاكِ
أبتسمت ورد وهي تقول : تعالي نشرب ما الكورنر أهو
لا تعالي نروح الكافية اللي فاتح قصادنا ده من وقت ما فتح وريحة المخبوزات والبن تجنن العقل مش بتشمي وله إيه !
ضحكت وهي تقول : لا يا ستي بشم بس المدير كده هيطردنا
لينا حق في وقت راحة نص ساعة علي فكرة وله إيه .. التفتا للراجل الجالس بمقعد بزواية المكتبة ليهز رأسه موافقًا ..
انا معنديش مانع بقول كده دايمًا لورد ولكن هي بتحب الكُتب أكتر من الأكل !
أبتسمت بخجل : لا والله بس برتاح هنا عن الزحمة
لفت سلمي ذراعها حول ذراع ورد .. طب تعالي هعزمك علي قهوة وكروسون طازة يجنن سألت حد من صحابي علي المكان وشكر فيه جدًا وعلي وصفه الديكور هيعجبك
تحركت الفتاتان تقطع الطريق الفاصل بينهما لتقف ورد أمام الباب الخشبي بطرازه القديمة تعقد حاجيبها وصوت موسيقى تعرفها جيدًا يأتي من الدآخل
تعالي قولتلك هيعجبك دول مشغلين كاظم .. سحبتها من كفها لتدلفا لدآخل فتقابلها رائحة حبات البُن المطحونة الآن تمتزج مع المخبوزات جعلتها تسحب نفسًا عميق وكأنها كانت حاسة التنفس !
صباح الخير .. قالتها سلمي لموظف الكاشيرا وهي تبتسم ببلاهة لتلكزها ورد في كتهفا ..
أتلمي مش كل كائن عيونه ملونة تسيحي عليه أرحمي قلبك ده شوية
أبتسمت وهي تحدثه : أتين قهوة واحدة سادة تمامًا بن فاتح سادة بردوا , ابتسم الكاشيرا لتُكمل .. وواحدة بلبن بس مسكرة بقي عشان زميلتك فالمكتبة اللي قدامك ومش بحب القهوة أوي
أي أوامر تانية يا آنسة !
سلمي
كتمت ورد ضحكتها والكاشيرا يعقد حاجبيه كاتمًا ضحكته : قصدي طلبات تانية يا آنسة سلمي !
توردت وجنتها بخجل وهي تقول بتوتر : وأتنين كروسون بالشكولاتة
تمام أرتاحي لحد ما تجهز .. أشار للمقاعد لتتحرك خلف ورد التي بالفعل تحركت لتجلس أمام النافذة متناسية سلمي التي تود لو أن تنشق الأرض وتبتلعها
شوفتي فكرته بيسألني عن أسمي
كتمت ضحكتها بكفها : قولتلك مليون مرة بطلي العشم الزيادة ده مش كل بني آدم علي وجه الأرض تتعرفي عليه يا بنتي
