فصل خاص 4

147 15 2
                                    

أتى الصباح سريعا عكس ما أراد الصبي الذي جهز نفسه بتعب و نزل بخطوات مترددة إلى قاعة التدريب حيث الشاب العسلي الذي ابتسم له قائلا "لقد طلب الطبيب منك الراحة لأسبوعين لذا لا توجد تدريبات صغيري!!"

هز الطفل رأسه كئيبا و التفت مغادرا ليقترب الآخر سائلا إياه بقلق "هل هناك ما يزعجك أليكس؟! هل أنادي الطبيـ!!"

قاطعه الصغير بهز رأسه نافيا و هو ينطق مرتعدا "لـ لا داعي للطبيب ... أنا بخير و هو حتما بسبب طعام ذلك الخاطف و السم فطعمه كان غريبا ... لـ لن أزعجك حتى انتهاء تدريبي عم ليون لذا اعتبرني غير موجود!!"

رغب الأكبر في المسح على شعره لكنه قفز للخلف و قاطع يديه أمام وجهه خائفا ليتذكر الأكبر أنه هدده بالحبس و المراقبة بالأمس هو الذي كان مختطفا فقرفص أمامه معتذرا "آسف لأنني غضبت البارحة و أخفتك صغيري!! ما رأيك في الخروج للتسوق قليلا ما دامت التدريبات متوقفة؟!"

هز الصغير رأسه نفيا مرة أخرى يجيبه هامسا "لـ لست بحاجة لشيء ... أ أنا لا أريد أن ... لا أريد أن أكون عالة هنا و ... و سأتأكد من أن أدفع ثمن كل المصاريف مع العم ريتشارد عند ... عند عودتي!!"

ركض بعدها مسرعا للغرفة يختبئ خائفا من أنه أغضبه و قد يحبسه أو حتى يقيده و الأسوأ أنه قد لا يعيده بعد الآن ... شد شعره بقوة خائفا من تحقق أحد هذه الاحتمالات فرغم أنه تعلم الكثير منه مؤخرا و قد يستطيع الإطاحة بشخص بالغ إلا أن التغلب على معلمه دون تدريب إضافي أمر مستحيل حتما ...

سمع صوت فتح الباب ليحبس أنفاسه غير مدرك لأن ساقه تظهر من السرير ليفزع عندما دخل الأكبر و ظهر أمامه فصرخ بقوة و انفجر بالبكاء ليخرجه من مخبأه و يتنهد فهذه الحالة تتكرر في الأيام المصحوبة برعد أو عندما يسمع صوت كسر شيء ما قريب منه ...

شد على فكه الصغيرة قائلا بحنان "أليكس انظر لي عندما أكلمك!! أعدك أنني إذا التقينا لاحقا أو عرفت من تسبب في كل هذه الآلام لك سأعذبه حتما ... و الآن لدي فكرة!!"

رمش الكستنائي مندهشا حقا فكل من حوله لم يخبروه أنهم سيؤذون عمه لأنه يبكي لو حصل ذلك و لكن سماعها من هذا الشاب يجعله يشعر بالأمان بصورة دافئة للغاية ...

انتبه الأكبر لهدوئه فأكمل بحزم "طالما لن نتدرب جسديا سأعلمك كيف تغلق قلبك تماما فالتعافي من ما حدث يحتاج طبيبا نفسيا و سأؤكد على ريتشارد ليجد لك واحدا، هل توافق؟!"

رافق كلماته بمد يده للصغير الذي حدق فيها مترددا لكنه قرر المحاولة فأمسكها قائلا بقلق "لـ لن تؤذيني؟!" ... وعده بذلك بثقة ليبتسم الصبي و يذهب معه شاعرا بالفضول حول طريقته الغريبة في تعليمه هذه المرة ...

طفولة بلون الدم الأسود || Black blood color childhoodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن