ابتسم جاك برضى بعد عودته من العمل و استلامه نتائج اختبارات أليكس في الشركة ... صعد مسرعا حيث الصغير و فتح الباب بالمفتاح ليدخل سعيدا ...
وصل صوت حركة المفاتيح إلى أذني الصغير فاستدار بسعادة للقادم لكن رؤيته لعمه جعلته يرتجف خوفا فنطق بحذر "صـ صباح الخير"
تنهد جاك من محاولة الفتى الفاشلة في اخفاء خوفه فتقدم منه بابتسامة يربت على شعره بحنان مردفا "لدي شيء لك صغيري"
ظهرت ملامح الفضول في وجه الصغير الذي رفع نظره له باهتمام ليتابع "تم ارسال نتائج دراستك الي اليوم و قد كانت مرتفعة حقا"
ابتسم أليكس بحماس ناطقا بلهفة "أريد رؤيتها للحظة من فضلك"
مد له الورقة ليمسكها الآخر بلهفة رغبة منه في معرفة نتيجته و مرتبته في المدرسة ... صرخ بسعادة عندما وجد نفسه كما أراد "مــــرحــــى"
ابتهج وجه الأكبر عند رؤيته له بكل هذا المرح فحمله ليجلسا على الأرض بينما يضعه هو في حجره ...
"ما الذي شد انتباهك في الورقة صغيري"
ابتسم المعني بشقاوة مجيبا "لقد فزت على هنري في الرهان و بهذا سأنتقل إلى صفين أعلى و سيعـ" بتر كلامه حالما تذكر أنه مع عمه ليعتذر بتوتر و يحاول الحبو نزولا من حضنه و الآخر فقط صامت و قد جرحه أن ابن شقيقه يخاف منه ..
عادت لذاكرته صورته بعد أول يوم مدرسة و كيف نسي تماما كل معاملته له و أخذ يثرثر حول المدرسة سعيدا بوجود أشخاص لا يكرهونه حوله ... استمرت ذاكرته بعرض المشهد أمامه و كيف صفعه بكل قوته ليقفز جسد الصغير الهزيل مصطدما بالجدار و كيف أخذ يضربه و يركله و كاد يقتله لولا دخول تيندرا التي صفعته و حملت الصغير الشبه ميت الى حضنها و هي تبكي ...
شعر بيد دافئة تمسح له عينيه فاستيقظ من شروده على الصغير القلق الذي توتر من دموع الأكبر ليمسحها له ...
ابتسم جاك بحزن ناظرا في عينيه "من حقك ألا تسامحني صغيري ... ما عانيته مني ليس بقليل حقا"
زاد توتر الفتى أضعافا لكن طوله لم يسعفه لاحتضانه فوجد ذراع الأكبر أقرب ما له ليضمها ... همس بصوت باك "صـ صحيح أني لا أستطيع مسامحتك فبسببك صرت هكذا و لكن ... وصية أبي أن أفعل أي شيء كي لا تحزن أنت أو أخي ... لقد احتملت كل شيء فقط كي لا تحزنا و لكنني خسرت ابتسامتي و سعادتي .. و الآن فقدت قدرتي على المشي ... أنت لم تشترِ لي شيئا منذ مات ابي و امي دون أن تؤذيني بعدها و تفسده ... حتى اغراضي المدرسية جيري يتظاهر بأنه يحتاج الكثير و يعطيني البعض ... و العم لوكاس هو من يشتري لي الملابس التي أحتاجها كل مرة انتقل إلى صف أعلى و يعطيني كل فترة مبلغا صغيرا كي اشتري به حاجياتي في المدرسة ... تراهنت مع هنري اذا كنت انا الاول على المدرسة سيعطيني حذائه كي يقيني المطر و البرد في الشتاء حتى لا أثقل عليه و لكن .. لا حاجة له الآن"
أنت تقرأ
طفولة بلون الدم الأسود || Black blood color childhood
Mistero / Thrillerطفل يتيم يضطر لتجرع شعى أنواع العذاب لحماية ابتسامة توأمه و عمه كي ينفذ وصية والديه الميتين لكن الأمور تنقلب عليه و يعيش تحت رحمة عمه و سيطرة قاتل عائلته