تصرفات الأشخاص تُغير مقاماتهم في قلوبنا
كان هذا اليوم الأخير لخروج تقوى من المستشفى حملت ونيسة سليم وخرجت مع تقوى ، وكان سليم فى استقبالهم ، صعدت ونيسة وتقوى إلى السيارة وأوصلها سليم إلى منزلها ، ودعت ونيسة تقوى واحتضنت الاثنتان بعضهما وقالت تقوى بسعادة: ربنا يخليكي ليا يا ونيسة تعبتك معايا أوى ومكنتش عاوزة اكون حمل تقيل عليكى .
ابتسمت ونيسة بحب: لا تقولى ذلك يا صديقتى كان البقاء معكى جميلاً ، ثم خاطبت نفسها قائلة: وساعدنى كثيراً فى البقاء بعيدة عن سليم .
قاطعت تقوى تفكيرها بابتسامة خبيثة قائلة: مكنتش اعرف انه بعدك عنه أسبوع هيعمل فيكى كدة .
سألتها ونيسة بعدم فهم: من تقصدين ؟!
تقوى بابتسامة عريضة: لا ولا حاجة يلا بسرعة انزلى سليم مستنيكى تحت ومتنسيش تشكريه على اللى عمله معايا .
هبطت ونيسة وصعدت سيارة سليم بهدوء وخجل شديد ، أحست به يراقبها فألتقت عيناها بعينيه وما هي إلا ثوانٍ حتى اخفضته بسرعة من شدة الخجل ، تنهد سليم بحزن وقال لها ممازحاً: أتمنى تكونى محبتيش وجودك مع تقوى .
فتساءلت في تعجب: ولماذا لا أحب بقاءى مع تقوى؟!
فأجاب ممازحاً بخبث وشقاوة: علشان ده ميعودكيش تكونى بعيدة عنى ، ثم أكمل بخبث بعد أن رأى احمرار وجنتيها يزداد لينتقم منها: عن نفسى معرفتش أبات فى بيتنا دقيقة واحدة وانتى بعيد عنى .
أزداد خجلها وشعرت بضيق فى التنفس وأخذت تسعل بشكل متواصل مما أقلق سليم كثيراً وذهب لإحضار الماء مسرعاً من السوبر ماركت وبعد أن شربت فتح لها سقف السيارة لتنفس الهواء ، ظلت عيناه تتساءل فى قلق إن كانت بخير ؛ فأجابته ونيسة مبتسمة: أنا بخير يا سليم لا داعى لكل هذا القلق .
نظر كثيراً إلى عينيها بصمت فأحست بالخجل الشديد وأنزلت رأسها إلى الأسفل ، انطلق سليم بها إلى المنزل وبعد إعداد طعام العشاء معاً ومرور الوقت ذهب كل إلى غرفته للنوم ، وبعد إستغراق ونيسة فى النوم انتفضت على صوت طرقات الباب ، فنهضت وقد ملأها التوتر والارتباك من رؤية سليم أمامها وقد قال لها: آسف يا ونيسة إنى صحيتك بس حبيت نخرج سوا النهاردة .
فوجئت ونيسة وانتفضت لطلبه ترى هل نامت كل هذا الوقت ؟ هل فاتتها صلاة الفجر ؟ انطلقت إلى هاتفها مسرعة لتنظر فى الساعة وفوجئت بأنها الساعه 2:00 بعد منتصف الليل ، نظرت إلى سليم فى تعجب وإندهاش شديد ترى هل هو جاد في طلبه؟!!!
كانت نظرات سليم وإبتسامته تفسر كل شيء ، حتى إنه يرتدى الترينج هل هو مجنون؟!! ، قاطع تفكيرها صوت ضحكاته الرنانة وقال مبتسماً: متفكريش كتير أنا عارف إنه طلب عجيب جداً بس حابب يا ونيسة أخرج معاكى عن المألوف ولازم تشاركينى الجنان ده .

أنت تقرأ
يوميات ونيسة
Literatura Femininaهنا امرأة ضربت بالتقاليد والاعراف وثقافه الغرب التي اندست وتوغلت في الشرق كبرغوث يصعب نزعه فخرجت منها مربية ومعلمة وحبيبة وصديقة تعرف حقوقها وواجباتها كامرأة في مجتمع لا يعرف ولا يقدر المرأة ولا يراها سوى خادمة ليست من اصحاب الفكر والمنطق السليم وكأ...