لم أقصد!

51 6 1
                                    

.."يقولون أن الحقد يقتل صاحبه اولا ثم من حوله ثانيا.."

..
دخلت العرّآبة الى كوخها .. اندهشت للخراب الذي حصل في غيابها.. بحثت في الأرجاء لتجد جسد شآبة مرتطم بالأرض.. هزّت عصاها السّحريّة ووضعتها فوق الفرآش ..
وبعد أن أعدّت خلطة معيّنة جعلتها تستيقظ من أول رشفة ألقتها في فمها..

استيقظت الفتاة وبدأت بتقيئ الخليط الذي شربته..
العرآبة بغضب
.."مالذي حدث! ماهذا الإقتحام!"

سندريلا وهي تضع يدها على مؤخرة رأسها من شدة الصداع .
.."ماهذا الذي أسقيتني إياه!"

.العرآبة بضجر
.."هذا خليط يطرد الثمّ .. لقد أوقعت قنينة بها مادة ثآمّة جدا!"

شهقت سندريلا ووضعت يدها على فمها
وأردفت بجنون
.."هيا أريد من هذا الخليط الذي يطرد السم!"

العرآبة بشيء من التوجس
.."لم تريدينه!"

ارتمت بين أقدامها تبكي بحرقة
.."إنه أبي يا سيدة عرآبة.. لقد تناول السم بالخطأ أرجوك لا أريد فقدانه "

زفرت الهواء وهي ترى دموع سندريلا الحارقة
.."كم لبث الثمّ في والدك؟"

توقفت عن النّحيب فجأة وقالت
.."لا أعلم .. كم لبثت مغشيآ علي؟"

.."ربما بضع أيام..

.."بضع أيام!! لالا مستحيل .."

العرابة محاولة تهدئة سندريلا
..'طارد الثمّ يعمل في حالة إن كان الثمّ لم يلبث طويلا مثل يوم أو يوم ونصف كأقصى حد!"

ارتمت سندريلا على الأرضية وبدأت بالنّحيب والبكاء بينما العرآبة تنظر اليهابعجز
.."لقد حذرتك ولم تأخذي حذري بعين الإعتبار!"

..نحيب..

.."لافائدة من النّحيب الآن . لقد رحل والدك ولن تعيده دموعك!"

..نحيب وبكاء شديد..

.."اكملي حياتك وتجاوزي الأمر .. لا ثيء يعود كما كان.."

سكتت فجأة ومسحت دموعها بكمّ ثيابها وتوجّهت نحو باب الكوخ مغادررة ..

.."توقفي!"

التفتت سندريلا بتبلّد
.."ماذا؟"

.."لابد أن التحقيق جارٍ في منزلكم .. ولا أريد من حمقاء مثلك توريطي!"

.."ثألقي عليك تعويذة .. تجعل من تكلّمينه يصدّقك على الفور ..!"

..سندريلا بسخرية
.."ولم كل هذا هل تعتقدين أن الشرطة ستحقق معي في مقتل أبي!

.."كل ثيء ممكن .. والحذر واجب.."

أدارت عصاها بحركات عفوية .. وأردفت
.."هذه التعويذة تعمل مرة واحدة فقط حاولي أن تحافظي عليها ولا تكلمي أحدا حتى يوم التحقيق"

طأطأت برأسها غير مبالية ورحلت بهدوء..

"ياسندريلا.. حبيبة قلبي وابنتي البكر، يآ أول فرحة أحظى بها في هذه الحياة.. لقد نلت نصيبا من ملامح والدتك وهذا ماجعلك سببا في تخليد ذكراها في مخيلتي، صغيرتي المتأنقة الجميلة ، ابنتي المحبوبة التي تغني مع زقزقات العصافير وترقص مع لمعات النجوم .. اعلمي دائما أن والدك يحبك كثيرا."

. كانت كلماته لاتفارق عقلها وقلبها .. هي تحفظ كل حرف من كلامه كل نبرة من صوته الجميل .
.

. والآن هي السبب في حرمانها من كل هذه العاطفة والحنان .. لقد خسرت كثيرا ومزالت تخسر مع كل خطوة تخطوها في مبتغاها
أرادت تدمير زوجة أبيها ولكن ضحيتها كانت خاطئة هذه المرة !
..
ستحمّل ذنب ماحدث على زوجة أبيها حتما! هي السبب! لماذا جعلته يأكل من الحلوى أولا لربما تعلم أن بها سما لذلك ارادت الانتقام من كلينا؟-
نعم لابد أنها تريد الميراث لنفسها ولابنتيّها!
.. لن أسمح لهما بالبقاء في منزلي من الآن وسأخرجهما على طريقتي الخاصة!"

هكذا كان طبع سندريلا!تحال أن تلوم احد ما ماعدا نفسها الخبيثة!.

ســندريـِـلآ الــمُزيّـــفـَٰـة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن