عَفويّة!

53 7 0
                                    

.."يُقآل أن الأب إذا مآت .. مآت قلب إبنته!"

..

..عادت "سندريلا" الى البيت بوجه شاحب ونفس مكسورة ،لم تتحدث مع أحد ذلك اليوم واليوم الذي يليه والذي يليه...

حبيسة في حجرتها تبكي بدمع حارق ..وعندما ينسدل ستار الليل الأسود ..تتجه الى المقبرة لتلقي جسدها الهزيل على تُرآب أبيها محدّثة ..

.."أبي ..؟ هل تسمعني؟ أفيق يا كبدي فابنتك قد أهلكها الحزن .. أهلكتها عيون تنام بضجر وحزن..،إن كنت هنا لسألت.. لم ابنتي عاجزة عن النّوم؟..إنني عاجزة عن لمس قلبي فكيف لي بلمس قلوب الآخرين، ليت عمري يهدى فأكون الطريحة على هذا القبر بدلا عنك!.

رحيلك عني قد أحدث جرحا لا يلتئم!
أرجوك عد! إني أتألم ، فأتوجع! وأبكي دون صوت ..تؤلمني حنجرتي من القهر فأعجز عن الحديث!..
ليتك بجانبي لتفهم حديث قلبي من عناق طويل..

خبّأني بين قلبك وضلعك واحفظني من أوجاع لا طاقة لي بها هيا انهض!".

ثم تنفجر باكية حتى يتبلل التراب بدموعها..

مرحلة يأس تمر بها كل فتاة فاقدة لسندها العظيم .."الأب".

...

في صباح اليوم التّالي زار المحقق في قضية مقتل السيد "إدوارد" منزل عائلة الضحيّة لمقابلة السيدة "جوليا" مرة أخرى

.."هذه المرة تبدين في أحسن حال سيدتي!"

جوليا وهي تقّدم له كوبا تعالت منه الأبخرة
.."تفضل كوب الشاي أيها المحقق"

وضعه بجانبه ليخرج دفترا وقلما ..
  .."لقد أخذنا أقوال الفتاة صاحبة الكعكة ونكرت الأمر برمّته. قالت إنها لم تبتع شيئا لسندريلا"

السيدة جوليا وهي ترتشف الشاي
..
.."إذن ؟"

المحقق .."هل عادت سندريلا الى المنزل ؟ نريد أخذ أقوالها!"

السيدة جوليا بحزن
.."الفتاة لم تتحدث مع أحد لأيام لا أعتقد أنك ستسفيد شيئا.

المحقق
.."دعيني أحاول .. كلما تأخرنا كلما ابتعدنا عن الحقيقة!"

زفرت الهواء وأردفت
.."حسنا سأنادي عليها!"

كانت عينيها المتورّمتين من النّحيب تحكي الكثير من الحزن والألم ..
جلست بجانب زوجة أبيها قبالة المحقق الذي بدأ بالسؤال بطريقة غير مباشرة
.."هل تشكين بأحد في مقتل السيد إدوارد يا سندريلا؟"

.. حرّكت رأسها نافية دون أن تضع عينيها عليه

.."حسنا ارفعي رأسك قليلا كي نتحدث!"

انزلقت تلك الدمعة من محاجرها وبدأت تجهش بالبكاء
..طبطبت على ظهرها زوجة أبيها وهي تقبل ظهر يدها بحنيّة
.."لا بأس عزيزتي سأكون لك الأهل دوما لن تشعري بالوحدة بعد الآن .. أعدك بهذا حتما ستكونين ابنتي الثالثة التي لم تنجبها بطني"

ابتسمت لكلام زوجة أبيها الجميل ولكن هل تعتقدون أن قلبها قد تأثر؟ بالطبع لا! فهي بارعة جدا في تمثيل المشاعر البريئة."

قاطع لحظتهما ااجميلة المحقق وهو يعيد السؤال على سندريلا
.."اذا من تعتقدين أنه قد يقتل السيد ادوارد يا سندريلا؟"

تحركت شفتيها بكلمات غير مسموعة
.."ماذا؟ لم اسمعك؟"
بينما سمعتها زوجة ابيها الجالسة امامها والتي ارتسمت ملامح الصدمة عليها.
.."هل أنتي متأكدة يافتاة؟"

طأطأت رأسها مرة أخرى .."نعم!"

حاول أن يستوعب المحقق ماقالته في البداية من طريقة تحرك شفتيها
.."ومادليلك على أنها الفاعلة!"

رفعت رأسها بينما الدموع تنهمر على خديها
.."أنا أعلم هذا جيدا ايها المحقق فهي من احضرت الكعكة الى المنزل!"

.."وهذا لايكفي أن تتهم بجريمة قتل!"

.."بلى .. كما تعلم هي يتيمة الأب وحتما كانت تغار من وجود والدي في حياتي ، لقد اخبرتني أنها تحسدني على هذا!"

انزلقت دمعة حارة من زوجة أبيها وملامح الصدمة لاتزال على وجهها
.."هل يعقل أن تقتل صديقتك أباك ياسندريلا انا لا استطيع تصديق هذا الاتهام ابدا!"

رفعت كتفيها بعدم لامبالاة واردفت
.."لا احتاج ان تصدقاني! يكفي انني اصدق نفسي"

وعادت الى حجرتها تبكي بحرقة قلب حتى غلبها النوم فدخلت في سبات عميق.

وأغلقت أبواب القضية بتهمة صديقتها المقربة بوضع السم على كعكة قد ابتاعتها لهم!"
ثم إن سحر العرآبة لا أحد يستطيع هزيمتهه..

ذاع صيت مقتل التاجر الطيب "ادوارد" وبات الجميع يتخاطف على الزواج من أحد أفراد عائلته لمشاركتهن الميراث .. خاصة أنه لايوجد رجل بينهن يستطيع تحمل مسؤولية تجارته وأمواله الكثيرة في شتى البلاد ..!

وهكذا وجد الطمع في أنفسهم سبيلا للوصول الى هذه الثروة الجاهزة وهي التقدم لخطبة سندريلا! .. لأن أختاها صغيرتان في السن وأمهما رفضت الزواج وأصرّت على تكريس حياتها لأجل بنتيها فقط نعم فقط!

وهل حقّا ستبدأ من هنا رحلة كراهية زوجة الأب لسندريلا؟..

يتبع..

ســندريـِـلآ الــمُزيّـــفـَٰـة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن