حلم أم حقيقة؟

39 3 0
                                    

فتحت باب الخزانة على مصرعيه لتتأمل داخله .. لترى مجموعة من الملابس القديمة المعلقة، الكثير من الفساتين النسائية قديمة الطراز ، تأملتها قليلا حتى انتعشت ذاكرتها!
لقد رأت هذه الفساتين من قبل في بعض صور والدتها التي احرقتها زوجة أبيها من شدة الغيرة ، ليلتها لم يعاقبها "ادوارد" لهذا الفعل بل اكتفى بالنظر الى صور زوجته الميته والنيران تأكل آخر ذكرى من ملامحها!
..
لبستها واحدة تلو الأخرى وهي تدور حول نفسها بسعادة ، كأنها في جنة مليئة بالنعيم وليست في قبو مليئ بالخردة القديمة!

بعدما افرغت محتوى الخزانة وقلبت اغراضه بنهم شديد وهي تنفض الغبار عن تلك الثياب ،وجدت سلسالا ذهبيا عالقا بين الخشبة الداخلية للخزانة، لمعة الذهب تلك أروتها بالكثير من الأمل بوجود ثروة عظيمة خلف تلك الخشبة.. سحبت السلسال بهدوء وهي تتفقده ، إنه نفس سلسالها الذي اهداه والدها لها في عيد ميلادها ولكنه مصنوع من الذهب الخالص غير خاصتها المصنوع من الفضة الرخيصة!
تلمسته بين أناملها المتسخة بالأتربة والغبار وقرّبته من عنقها لترى مدى التشابه بين السلسالين ! فالتصقا معا وسط ذهول سندريلا لتنبثق طاقة من نور ساطع كأن الشمس حضرت وسط القبو!
ثم تشكل في زاوية الخزانة شيء ضبابي ساطع بدأ يتشكل كالروح التي تتحرك دون جسد ،كانت تشعر بالهلع والخوف فتجمدت في مكانها ، هي حالة تصيب الجسد اثناء الرعب الشديد فيعجز العقل عن ارسال اشارات للجسد بالتحرك!

تكون الضباب على شكل انسان؟طيف او شبح؟ هي لم تستوعب بعد ماهية الذي أمامها الآن ..
ثم ظهرت ملامح ذلك الشيء تدريجيا حتى أصبحت الملامح شديدة الوضوح

.."أمي؟ هل هذه أنتي؟"
لم يستوعب فكرها الأمر فأخذ القلب مكانه ليتحرك بشفتيها اللتان تناديان الطيف بأمي ؟ هل جنت سندريلا حقا؟"

اقترب الطيف الذي كان بشكل امراة متوسطة الطول ذات بشرة بيضاء ثلجيّة وعينان واسعتان تعلوهما رموش طويلة صفراء مع أنف صغير مسلول كالسيف يحمي تحته شفتين بلون التوت الأحمر تميزهما شامة صغيرة تحتهما
شعرها الأشقر الحريري الذي كان يتحرك  من شدة خفّته أما رقبتها الطويلة كانت من آيات الجمال معلّق على نحرها سلسال ذهبي يحتوي على نجمة وهلال .

ابتسمت في وجه سندريلا التي تنظر اليها ،لقد كادت أن تخرج عينيها من محاجرها من شدة ماتراه من جمال !
كأن والدتها تحولت الى حورية الجنة!
لامست أناملها وجه سندريلا ومسحت تلك الدموع التي أخذت مسارا لامتناهيا من خديها
قبلتها على خدها ،فأحست بقشعريرة تسري في عظامها فكل شعرة في جسدها قد انتصبت من هذا التيار الكهربائي الذي أصابها فجأة!

لم تستطع أن تبدي اي ردة فعل ! فقط النظر الى تلك العيون الزرقاء التي تمثل نقطة التقاء السماء والبحر! قد هامت بينهما سندريلا!

ســندريـِـلآ الــمُزيّـــفـَٰـة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن