فصل الاول🤍

8.7K 425 79
                                    

(الفصل الأول)

المكان.. إحدى القرى البعيدة عن القاهرة نوعاً ما
الزمان..صباح جديد تابع لأجواء ليلة ماضية مليئة بالعواصف والأمطار الغزيرة ،لتمتلئ الطرق بالطين اللزج والمياه العكرة بقايا من ماحدث من كوارث في الأمس

في سرايا كبيرة ذو طابع كلاسيكي فخم يدل على شموخ أصحابها وعنفوانهم ولما لا فهي سرايا حامد المغربي كبير هذه القرية ....وهو المسؤل عن كل صغيرة وكبيرة هنا ، وبرغم صغر سنه إلا أنه تولى هذه الأمور منذ أن أصبح شاباً يافعاً

ننظر إلى جدران أسوارها الحجرية الضخمة والعالية بتأمل ، ونتسائل كم من الاحداث والاسرار التى لا تنتهى تحمل خلفها

داخل السرايا كانت تقف في شرفة غرفتها وهي تحتضن نفسها بوشاح صوفي أسود كلون ثيابها وشعرها ... تنظر بعينيها الذابلة من البكاء إلى نقطة وهمية بعيدة وهي تتذكر كل ما مرت بهِ خلال هذه التسع أشهر ....

لقد تغيرت حياتها وإنقلبت رأساً على عقب ما إن توفى زوجها الحبيب حتى أصبحت أسيرة هذا القصر اللعين تشعر بالإختناق هنا ...ياالله متى ستنتهى عدتها لتعود إلى منزلها الصغير الدافئ مع بناتها

أغمضت عينيها و سحبت نفس عميق ليدخل الهواء البارد النقي إلى رئتيها ينعش صحراء قلبها الجافة ...مر تيار هواء بها لتتحرك خصلاتها وأخذت تداعب جفنيها المغلقة لتسحبهم بيدها وتضعهم خلف أذنها

فتحت عينيها بتنهيدة حتى نظرت إلى بطنها المنتفخة بشدة وأخذت تتلمسها بحب إنعصر قلبها ما إن تذكرت بأن طفلتها الحبيبة ستولد دون أب يرعاها

إقتربت من سور الشرفة وسندت كفيها عليه لتتأمل جمال هذا المنظر الطبيعي الخلاب الذي يعطيها السكينة
والصبر لتتحمل ماهو أتي ولكن سرعان ما رفعت حاجبيها ثم قطبتهم وهي تنظر بتركيز إلى الأسفل ما إن رأت إبنتها ذات الثلاثة سنوات تلعب بالطين لتحرك رأسها بقلة حيلة من تلك المشاغبة

أخذت تمرر يدها على وجهها وهي تفكر لما تربية الأطفال بهذه الصعوبة وخصوصاً لو كانوا مثل صغيرتها جيلان

إلتفتت نحو الداخل ودخلت وهي تمسك أسفل بطنها فهي بأواخر حملها وقد زاد ثقلها بشكل متعب حقاً ...نظرت إلى صغيرتها التي تقبع على الأرض وترسم بألوانها ..لتقول لها بإرهاق بعدما جلست على فراشها بهدوء

-سليل حبيبتي إنزلي تحت وهاتي أختك ...
رفعت سليل رأسها نحو والدتها وقالت بتذمر طفولي -بس هي مش بتسمع كلامى يا مامي

رجعت غيداء بجسدها إلى الخلف لتستلقي على ظهرها بوهن وهي تقول
-قوليلها تعالي معايا ماما عايزاكى

-طيب ...قالتها وهي تترك الألوان من يدها ونزلت إلى الأسفل عند أختها التي كان شكلها كارثي والتي ما ان رأتها سليل حتى شهقت بصدمة

ملكية خاصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن