الفصل الثالث

1.4K 48 6
                                    

عصفور صغير ، عصفور صغير لم يرأف أحد به ، عصفور يمتلك قلب صغير جدا ، لكنه مليئ بالندوب ، والجروح الغائرة التي لا زالت تنزف دون توقف ، ولم تجد تلك اليد الدافئه التي تضمدها ، جروح عمييييقه بدرجه مخيفه و دمائها لا تجف ، ومازال هناك أناس يغرزون السكاكين به بدون رحمه وكأنهم لا يريدون له الحياة ، في الواقع هو ايضا فقد شغفه في الحياه ، ولم يعد يريدها ولا يريد منها شيء ولكن لم تنتهي بعد ، لم يكتب الله الموت له بعد ، تخبط وتخبط صرخ وصرخ من ألمه والحريق الذي نشب بداخله منذ زمن بعيد ، ولكن لم يسمعه احد فقد الامل من ذلك ، لذا فضل الصمت والموت ببطء ، وما الجدوى من صراخ لا يسمعه احد ؟! وما الجدوى من دموع لا يرق لها قلب احد ؟! ، لقد تعب ، تعب وبشده حتى من التفكير ، ومن الكلام وحتى من الحراك ، قلب صغير فقد الامان والراحه ، منذ ذلك اليوم فقد النوم والضحك والبكاء والمشاعر ، فقد حقه الوحيد في الحياة فقد حلمه في مأوى دافئ وهو الشيء الذي لم يعرف معناه مطلقا لم يجرب ولم يعلم ماهو معنى كلمه المأوى ومعنى الدفء لم يأتي الربيع يوما الى حياته ، فكلما عاشة عباره شتاء قارص وكأنه يمكث في القطب الشمالي ، وبعد مده قاوم وحاول النهوض مجددا ، حاول أن يتلافى ما تبقى من أشلاء قلبه وهو يحاول أن ينظر الى الحياة من ناحية أخرى، قرر ذلك المسكين أن يعيش ولو ليوم واحد فقط قرر التنفس قرر أن يحلم قرر أن يرفرف بأجنحته تلك مجددا الى عالم آخر متجاهلا كل شيء
حاول التجاهل والمضي قدما ، واخيرا قرر التحليق مهما كانت العواقب ، ولكن....ولكن يالحظه العاثر! الذي اوقعه بأيديهم مجددا ، فقد عرف الصيادون بأمره فقصوا اجنحته وحطموا احلامه واماله وكأنهم يقولون انت لا حق لك بالحياة أنت خلقت من أجلنا فقط ، وما كان الاسوء من كل شيء هو أن الصياد الذي قام بأصطياد والده وهدم عشه إنه هو نفس الصياد الذي كان سبب في حرق حياته وحياة من حوله ، تخبط مجددا بداخل ذلك القفص الى أن خارت قواه وفارق قلبه الحياة ، وأصبح جسداً بلا روح بلا أمل بلا أحلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

.....................ِ.............

مازالوا على متن الطائرة وهي نائمة بين أحضانه بسكون و راحة وهو يضمها اليه ، الى الضلع الذي خلقت منه و يحدق من النافذة بشرود الى أن غفا هو الأخر حتى أتت المضيفة أيقظته تبلغه أنهم وصلوا ، فتح عينيه ونظر للمضيفه ثم اومئ لها والتفت الى من تسكن قلبه و شرايينه وجدها مازالت نائمه و مستنده برأسها على صدره وتضمه بذراعيها وكأنها تخشى ان يهرب كما يفعل دائما فهو يتسلل كل ليله الى مهماته وهي نائمه ويحاول ان ينهيها حتى الصباح وذلك لتجنب اخافتها واقلقها فإن علمت ستظل مستيقظه حتى الصباح ولن تذق طعم الراحه فحتى بعد كل تلك المده لم تعتد على طبيعه عمله تلك ،  أبتسم وقبل جبينها ثم حملها ونزل من الطائرة وكانت هناك سياره تنتظرهم فتح السائق الباب بينما هو ركب وهي بحضنه و اتجهوا نحو الفيلا خاصته وبعد أن وصلوهم أخذها الى الغرفة ووضعها على السرير ثم دثرها جيدا ودخل الى الحمام استحم وغير ثيابه وخرج وجدها مازالت نائمه جلس جوارها ونثر قبل متفرقه على جبينها و وجهها هامسا بنبرته الحنونة العاشقة والدافئة
التي لا تكون مع غيرها :

العودة الى قصر المجانين ( الجزء الثاني من سلسلة أحفاد مختار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن