نُزهه

789 43 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

مع إشراقة شمس صباح يوم جديد أستيقظ عمر باكراً جداً حيث مازال السكون يعم الأرجاء وقام بروتينه الصباحي ليتجه صوب غرفة صغيرته يفتح الباب بهدوء و سرعان ما إبتسم عندما وقعت عينيه عليها وهي تنام بهيئتها الملائكية تلك ليظل يتأملها بصمت وهو يمرر يده على خصلاتها الحمراء الثائرة ، نعم فتلك الجنة صهباء تمتلك عينان واسعتان بلون رمادي ممزوج بالأخضر....

تنهد بصمت ثم همس لها بخفوت :

" هتوحشيني يا جنتي "

انحنى وطبع قبله على جبينها ثم دثرها جيداً وغادر متجهاً نحو مكتب عاصم فهو دوما ما يستيقظ باكراً ويراجع بعض الأوراق في مكتبه قبل الذهاب الى مقر عمله....

طرق الباب ثم فتحه بعد أن أتاه صوت عاصم  يأذن له بالدخول والذي تفاجئ به يقف على الباب ليسأله عاصم بقلق عن سبب قدومه في هذا الوقت المبكر وهو يزيل نظارته الطبية عن عينيه قائلاً :

" خير يا حبيبي في حاجة؟؟؟؟ "

جلس عمر أمامه ثم ابتسم بهدوء مطمئناً اياه :

" مفيش حاجة ، بس أنا عارف أنك عرفت بالي حصل في النادي ، وغلطة ليث وأريان أنهم خلوا شوية عيال يستغلوهم وأن أيان وتاليا خبوا الموضوع عني ومحدش قالي حاجة ''

صمت قليلاً يستشف ملامح عاصم التي تحولت للضيق ثم أكمل :

" أنا عاوز أسافر إسكندرية ، هعمل زيارة للقيصر ومش عايز مخلوق يخلق يعرف أنا روحت فين "

قطب عاصم حاجبية بتعجب وهو يسأله باستغراب :

" ليه عاوز تسافر وايه علاقة دا بالكلام الي قولته لي من شوية....."

تنهد عمر وهو يعود بظهره للخلف قبل أن يجيبه قائلاً :

" أبداً يا سيدي أنا عاوز بس أعمل لولاد العم قرصه ودن صغيرة عشان محدش فيهم يخبي عني اي حاجة تاني...."

ختم عبارته وهو ينهض مستعداً للخروج ليبتسم عاصم بجانبية ثم هتف وهو يطالع تلك النسخه المصغرة منه ومن الليث والذي دوماً ما يتميز بأن عقله يسبق سنه بكثير :

" عمر أنت خبطت الولد عن قصد ، مش عشان تبعده عن أريان ؛ لأنك لو كنت عاوز تبعده عنه كنت تقدر تعمل كدا من غير ما تأذي الولد ، عملت كدا ليه؟؟؟ "

" عشان يبقى عبرة لأي حد يفكر يقرب من أخواتي وأنا لسى عايش على وش الدنيا "

__________________________

" راااااائد مش هتقولي أحنا رايحين فين؟! "

أبتسم وهو يلتقط كفها ويطبع قبله في باطنه ثم يهتف بحب :

" أستني لحد ما نوصل وهبقى أقولك "

زفرت بضيق ثم عادت تهتف بتذمر :

العودة الى قصر المجانين ( الجزء الثاني من سلسلة أحفاد مختار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن