الجزء التاسع

41 3 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله الرحمن الرحيم
09

برودة العشب أسفل ظهرها كانت أول ما سحبها إلى اليقظة ، ارتعش جسدها ارتعاشة خفيفة ، وتقلّب وسط العُشب الأخضر النّدي ، قطرات قليلة سَالت فوق أناملها التي تخللتها السيقان الصغيرة الرفيعة . هناك أحدٌ يحدّق بها ، لقد لَمست حُضور إنسانٍ آخر ، أحسّت بأنفاسه . الآن فتحت عيناها ، وهبط الإدراك على رأسها الفارغ ككومة مساميرٍ لولبية حادّة . ولكن لم تندلع في فضاءه أيّةُ كلمة . لوهلة أغرقتها خُضرة عيناه ، انسكبت عليها نظرته الدّهِشة والشّغوفة والطافحة بالنوايا كقدرٍ مليء بزيتٍ يغلي تحت نار حامية . امتدّ الصمت بينهما لدقيقة أو اثنتين ، كان ميّال مشرفًا عليها من علٍ ، طاويًا رجله اليسرى ورافعًا اليمنى ، مُسندًا ذقنه الحليقَ على ركبته . " إنه يرمشُ ببطء ، ينظر إليّ بإمعان ، . . هذا مخيف " فكّرت آماليا ، ومن ثم لم تتلبث لحظة أخرى وقفزت من مكانها وانزاحت إلى الجانب قائلة بصوت مرتفع واهتياج :
-" ابتعد عنّي . ."
لم يتحرّك ميّال من مكانه قيد أنملة ، ولم يظهر على وجهه أيُّ ردّ فعل ، فقط تكلّم بصوتٍ يكاد يكونُ همْسًا :
-" اهدئي آماليا . . أنا أخوكِ . ."
صرخت في وجهه :
-" ولكن هذا لا يبرر لك اختطافي من غرفتي مستغلا نومي الثقيل بسبب تعبي . . قطّبت حاجبيها وسألت بإلحاح :
-" مالذي تفعله معي هنا ؟ إنني بالكاد أعرفك . . أصلا ، أصلا لا أكاد أستوعب جُرئتك ، تأخذني من غرفة نومي !! "
كل ما تتذكره أنها هوت على فراشها نائمة بعد أن استنفدت ما يقارب ثلاثة أرباع الليل في السهر مع أسود وراهب ، لقد كانت ليلة مميزة بحقّ ، ليس فقط لأن أمها باتت في المكان الذي ذهبت إليه – والذي تظنه بيت خالتها – ، بل لأن مَلكتها وقدرتها على سبْر الأغوار توهّجت في الليلة الماضية توهّجًا عجيبًا . لقد شعرت كما لو أن الحقيقة تذوب بين أصابعها . أجل ، كانت نائمة وسط أغطيتها وسريرها ، قبل أن يتجرأ مَيال على اقتحام غرفتها بكيفية تجهلها ليختطفها ، أخذت تحدّق بحنق في هيئته ، واسترخائه ، لم يلتفت إليها بعد ، لكنها تجزم أنّ عينيه مازالتا مركزتين على مكانها السابق بنفس تلك النظرة الغريبة . تحدّث غير مبالٍ بحنقها :
-" اهدئي يا آماليا . . سوف أحكي لكِ حكاية . . ومن ثم ستفهمين "
الآن أشعّت مداركه بإصرار ، أشاح بوجهه إليها ، وبدأ يحكي بصوته الهامس . وكلّما استغرق أكثر بالسّرد ، غرقت مخيلتها و قلبها وسط الضباب وكأنّ فمه صافرة قطار قادم من الماضي ، يمشي على سكّة من الوهم .

– آآه،الحال صعبة اليوم،الحال صعبة.
تمتم الشاب بصوت متعب وهو يترنح ماشيا وسط الظلام.فوقه على لافتة المكان الذي خرج منه للتو غراب يقف،يبدو له من مكانه بالأسفل وكأنه قطعة سائبة من الليل.لا،إنما نتوء أشبه بسيف ملطخ يلمعه ضوء القمر الشحيح. ظله وراءه يتعرج وظل الزجاجة التي يحملها، أنوار الشارع تحفه من الجانبين،تنتصب كأصابع طويلة للأرض،أناملُ أظافرها لا تملك طلاء سوى الضوء المنطفئ،الذي غادر منذ زمن.نعم،إنه السحر،حيث لا شيء يسود العالم سوى المخابيل السكارى،والعبّاد.
وضع الشاب يده على أول جدار زقاق خالٍ وجده،ثم انعقف جسده ملتفتا قبل أن يرتمي على الحائط الحجري القاسي،
إنه لا يرى آخر الزقاق.أدخل يده في جيب بنطاله الأبيض الباهت وبحركات ثقيلة صار يعبث فيه.الآن لا غراب هنا،
بل مجرد أكياس قمامة جاثمة في الشارع على يساره كضمائر نائمة ومثقلة،وأسلاك توصيل الكهرباء تقتل رحابة السماء
فوق رأسه.
أخيرا أخرج هاتفه المقفل وضغط على زر الفتح فأضاءت شاشة الهاتف بعد ثوان،ظهرت أمامه الأرقام الكبيرة
التي توضح الساعة "الثالثة وخمس وخمسون دقيقة" ومن وراءها صورته ومافيها شيء واضح منه
سوى ظهره وشعره الملتمع تحت ضوء الشمس بينما يقف متكئا على سور أمام البحر.
تفقد رسائله،ثم عندما رأى عددها المهول تجاهلها وأقفل الهاتف تماما ليعيده إلى جيبه وهو يقول
بتهديد مضحك بصوته الخافت المرهق :
– يموتون ولا أرد عليهم !
حرك يده اليسرى الممسكة بالزجاجة حركتين خفيفتين ورفع فتحتها إلى فمه وشرب بنهم.قطرات حمراء
غامقة تعثرت في الوصول وسقطت على قماش قميصه الأبيض المخطط بالأزرق الفاتح،قميصه المهترئ
الذي يكاد يكون الملمح الوحيد الذي قد يمكّن معارفه من تمييزه إذا ما رآه أحدهم،فإن الوجه الذي يتسيده
الآن،يبدو أبعد الوجوه عن حقيقته،بل بالأحرى أبعد الوجوه عن وهمه الخارج عن اليقظة.
رشف رشفتين ثم ألقى بها،ولم تحلق كفاية فإن الجدار المقابل لم يكن
يبعد سوى مترين.تلطخ الجدار بماكانت تحتويه،صوت انكسارها سَرى ليُرعش جلد الليل الساهي.
رفع يده إلى فمه ومسح السائل الذي بدا كما الدم مندفعا من طرف شفتيه الأيسر،ثم انزلق
بهدوء ليجلس على الأرض،الصداع ينهش رأسه.
مضت خمس دقائق سرقت فيها غفوة وعيه،واستيقظ فزعا،إثر سماعه لصوت قريب بشكل مروع،وبالكاد
رفع رأسه لينظر بعينيه المحمرتين،واستغرق دقيقة كاملة حتى يستوعب الباب الحديدي الصغير الذي يجاور
مكان جلوسه ولا يبعد عنه إلا مقدار متر وقد فُتح وأبقاه من فتحه مواربا،ليختلس النظر.
– من هناك ؟
صوت وقح تكلم مخترقا ضباب الرائحة القوية التي انبعثت للتو،إنه الشخص صاحب العينين اللتان
كانتا تستطلعان من فتحة الباب،وفجأة،بل بسبب الرائحة الشهية،بدا أن الشاب استعاد قدرا ضئيلا
من نشاطه،فتحامل لينهض،وبدون أي نية للاستئذان استعد لدفع الباب والانحناء إثر قصره ثم الدخول.
نظر الشخص الذي وراء الباب إليه بحدة واستغراب قبل أن يرجع بسرعة خائفا من أن يصطدم به.
أصبح المقتحم بالداخل،
والآن فقط،تبين له الضوء الأصفر الضئيل المنبعث من مصباح معلق في السقف الواطئ ليضيء الغرفة بعض
الشيء،سعل بتعب،وتكلم وهو يجول بناظريه
في الغرفة ليعثر على ذلك الشيء اللذيذ الذي يبعث هذه الرائحة :
– نادِني إيفانكوف.
ضحكة سريعة وحادة،هذا ما أجابه به الشخص وهو يتقدم ليدخل في دائرة الضوء وتتضح صورته،
"إنها فتاة" استوعب إيفانكوف مندهشا،فتاة قصيرة نحيلة تملك الصوت الصبياني،حقا لا يليق بها
إلا هذا المظهر.بنطال مهترئ،
وسترة خضراء بَهُت لونها الزاهي تصل إلى ربع الفخذين،ورأس مغطى بقبعة السترة القماشية،إلا أن خصلات الشعر
الصهباء التي بدت باهتة تحت هذا النور،
تظهر من الجانبين ناعمة تماما ومنسدلة.
استعاد إيفان وعيه من التأمل،ورفع يده ليحك شعره قائلا بصوته الثقيل :
– هيا يافتاة أخرجي هذا الطعام،ألا ترين أني متعب جدا وأكاد أسقط ؟
– هي يافتاة الشوارع الكريمة والمدهشة،بسرعة.
وسقط على أول أريكة صادفها،وقد كانت خلفه أصلا،جلدية واسعة ومهترئة تماما تتكدس فوقها عشرات القراطيس
والملابس والتفاهات التي لا تبدو أنثوية تماما.
تقدمت الفتاة إليه وهي تلوي يداها وراء ظهرها :
– سكران أنت ؟
– ليس تماما..
ضحكة سريعة أخرى :
– وكسرت الزجاجة على الحائط المقابل ؟
هز رأسه بكسل.أكملت بهدوء :
– أتعلم مالذي أيقظني من النعيم ؟
ابتسمت ابتسامة مائلة :
– صوت هذه الزجاجة . .
مشت متعدية إياه إلى الجهة المقابلة من الغرفة،حيث تبدى بسبب الضوء الشحيح ركن كأنه مطبخ بسيط :
– ولأنني كنت جائعة جدا،ولم آكل شيئا من النهار،فكما ترى أنا فقيرة جدا ومشردة .."
أخرجت بعض الصحون بسرعة وبحركات ارتجالية واثقة صبت محتوى القدر النحاسي متفسخ الطلاء في الصحون الثلاثة :
آ . . فإنني أسرعت ونبشت كل شيء في الغرفة كما ترى هذه الفوضى،وعثرت على كيس مكرونة وبعض
الخضروات الموشكة على الفساد،وهذه الرائحة التي جلبتك هي رائحتهما بالطبع.
– المهم،لأن نزعة طيبة مفاجئة هبطت علي سمحت لك بالدخول وإلا لكان أول شيء تراه في وجهك هو فوهة المسدس !
التفتت ومشت بسرعة إلى الأرض قريبا من رجلي الشاب الذي أوشك على أن يغرق في غيبوبة ووضعت الصحون هناك :
– لكن الآن بصراحة بدأت أفكر لماذا استمعت إلى فضولي وحماقتي وفتحت الباب رغم أن الشرطة تبحث عني باعتباري
مجرما خطيرا،لكن على كل لا أظن أن أحدا منهم رائق البال ليبحث عني في نهاية هذا الليل الطويل !
مدت يدها النحيلة ولكزت ساق الشاب المدعو إيفانكوف فانتفض وفتح عينيه بسرعة،وما إن لَمح الطعام
حتى انزلق إلى الأسفل وبدأ يأكل بدون كلمة واحدة.وعادت البنت تتكلم :
– أظن أنه القدر،أنا لم أفعل هذا مرة واحدة في حياتي،أن أستقبل أحدا هنا – في المنزل – حيث أنا بشكلي الطبيعي
"فتاة ". . وكنت طوال الوقت أظن أني لن أفعلها
بل وأهدد نفسي بأنها إذا فعلتها فسوف . .
آآ لحظة أيها الشره لا تنهي الطعام !
ثم لحقت بالأكل وعبّت لقما كبيرة.
سرعان ما انتهت وعادت إلى الوراء زحفا،ورمقت الشاب بنظرة متشككة مترقّبة
لقد بدا إيفان قانطا فجأة،رمقته البنت وهي تستغرب صمته،
ثم أشاحت عنه.ولم تتكلم إلا بعد فترة،قالت وهي تنظر بغموض وأشياء غير مفهومة تتبلور في عينيها الناظرتين إلى
الشاب الذي مازال في إطراقته حتى شكت أنه غطّ في النوم :
– هل أنت تعيش بهذه الطريقة منذ زمن ؟
لم تعطه فرصة ليجيب،إلا أن سؤالها أوقد عينيه الراقدتين في الغم :
– أنا أشعر أحيانا بأني لست أنا،وبأني لست في هذه الحياة،لست موجودة هنا،ولم أعش بهذه الطريقة أبدا
،بل أشعر بأن عيشي هكذا انحراف عن طريقة عيشي وحياتي الحقيقة،انحراف مفاجئ وحتمي ..
أسندت ظهرها إلى الجدار وراءها.تكلم إيفان أخيرا وكأنه يئس
من فعل أي شيء آخر عدا الغوص في هذا الكلام الغامض اللا مبرر :
– من أنا ؟ إنه ليخيل إلي بأن شخصي الحالي وهم مركب من اندفاعات وأمانٍ خاطئة وخيبات أمل كثيرة . .، حقا،ياللشاعرية !
رفع رأسه :
– إنك مهما بدا شكلك بعيدا عن الأنوثة إلا أن جوهرك واضح ولامع،هذا الحدس الشاعري الذي لا ينفك
يؤول الأمور بطريقة شاعرية،
وهذه الرغبة المحمومة للدخول إلى أعماق الأرواح حتى ولو أن معرفتكِ بها لم تتعدّ بضعة دقائق
رغما عنها،حملها كلامه على أن تسهو،وبدا للحظات قليلة
،بدا وجهها الصغير وكأنه يحلق في متاهة مستحيلة الحل،إلا أنها سرعان ما عادت إلى أرض الواقع مجددا لتباغته :
– كم مرة شربت الخمر في حياتك ؟
رد عليها :
– وهل جربتِ أنتِ قبلا هذا ؟
نظرت إليه نظرة ساهمة طويلة وكأنه نبش ذاكرتها بقسوة،بل لا،لم تكن تفعل هذا،ماتوقف سيل روحها عنده،
بل إنها انحنت إلى الأمام بكل جسدها،كأنما يريد أن يركز بكامل أجزاءه في النظر،في ذاك الشيء الذي تراه من خلاله
،من خلال إيفان.
قالت :
– أنا لا أختلف عنك،أحس دائما بأن لي هناك في اللاوعي،أو خلف ذاكرتي هذه،ذاكرة أخرى،حية،وتنتعش في أوقات
لا أعرفها،ولا ألاحظها ولا أنتبه لها أبدًا !
إنني كثيرًا ما . .
أطرقت برأسها :
– أشعر بأني كنت في إغماء قصير وأصحو كأني فاقدة للذاكرة،وأجد نفسي لست في جحري الحقير هذا . . بل في مكان آخر مختلف تماما !
رفع إيفان رأسه إلى فوق وأزاح بأنامله خصلات شعره الغامقة لتبان ناصيته،ثم تنهد وتكلم وكما في المرة السابقة
،أدرك أنه لا يملك أي خيار آخر :
– أما أنا فأعرف وأعي من أنا،وباختياري الكامل ووعيي،أنتقل إلى حالة شخصية أخرى،وأهرب،هربًا متواصلا متكاملا غير منقطع !
إنني أجرجر نفسي بنفسي إلى المنفى،ثم مثلما أفعل الآن،بعد كل شيء أعود فأتحسر،مثل عاشقة كلما غلبها كبريائها
ليبعدها عن حبيبها تتندم،لكن من حسن حظها،وسوء حظي في الحالة المماثلة،يكون الأوان لم يفت بعد،وكونه كذلك
،فهذا يعني،حتى لو عدت،يعني وجود الإمكانية المتاحة تماما للارتداد والرجوع،إلى الحالة الأخرى النقيضة،ودون
أيّ شعور بالذنب،إن هذه الحياة،هذا مايحدث وسيظل يحدث.
– إنّك قانط.
علّقت بصوت شبه ميت،وتظاهر بأنه لم يسمع وهم بأن يواصل كلامه،إلا أن البنت باغتته مجددا بابتسامة غير متوقعة :
– يبدو أنك على معرفة جيدة بالنساء حتى تشبه نفسك بهن..
أيضا تظاهر بعدم السماع،إلا أن شبح الابتسامة الضئيل الذي مر على شفتيه كان واضحا لها،قبل أن يتلاشى تماما حيث تكلم :
– ماذا بشأنك ؟ قلتِ لي إن الشرطة تبحث عنكِ ؟
اعتدلت في جلستها وتربعت ثم وضعت مرفقيها على ركبتيها وأسندت وجهها على كفيها :
– وماذا برأيك ؟ إنه يبدو لي منطقيا جدا أن أكون هاربة،منطقيا من جهة ما،ومستحيلا من جهة أخرى،يعني أقصد
،انظر حولك،كل هذه الأغراض التي لا أعلم من أين جلبتها،كل هذا يدل على أنه لدي هنا حياة موجودة بذاتها ولا تبدو لي مختلقة !
علّق مقاطعا مثلما فعلت له قبل قليل :
– ربما هذا مسكن شخص آخر،قتلته واستحلّيته بعده،الأغراض في الحقيقة ليست أنثوية تماما كما تعرفين.
أصدرت همهمة ساخرة :
– لو تعلم أن هذا الاحتمال أتى إلى رأسي أيضا،لكن،أقول لك !
بما أنك تعيش حياة تشبه حياتي هذه،وتتوقع أني قتلت أيضا،فلا بأس . . سأقول لك . .
اعترت عينيها الغامقتين نظرة خطرة هازئة :
– لقد قتلتُ شخصا فعلًا !
ساد الصمت بعد اعترافها لدقائق،ثم استكملته عندما لم يبدِ إيفان أي رد فعل بل واصل الحملقة في السقف :
– كنت قد نجحت بسرقة ما أريد منه،إلا أن ذلك الرجل من الطبقة الوسطى،بل يبدو أنه كان عالما بكل الاتجاهات
،لقد حزر إلى أي زقاق أنوي أن أتجه،وقد كنت غبية أصلا لأني سرقت من شخص قريب من مكاني،لكني كنت
وقتها جائعة بشكل لا يحتمل أن أبتعد كثيرا
وأجهَد كثيرا،لذا لم أفكر وسرقت من أول شخص رأيته يحمل حقيبة.
تنهّدت :
– أتعرف ؟
إن حدسي، بل القدر هو الذي جعلني أقتله !
لقد ظلت صورته في رأسي خصوصا وأنا أشتري الطعام بالنقود التي سرقتها منه،فخطر بذهني أنه قد يلحق بي
،لهذا عدت مسرعة إلى البيت وجهزت مديّتي،القتل بها سيكون أسهل وبلا صوت رغم أن لي مسدسا كاتما لكنني
كنت أرغب بالاقتصاد في طلقاته . .
وهكذا،لم أخف أنه سيجلب الشرطة معه،إن هذه أحياء فقيرة قد تعبت الشرطة من محاولة ضبطها ثم تجاهلتها أخيرا،
هكذا مكثت فوق السقف الواطئ أترقب مجيئه لأقفز عليه وأطعنه بلا تأخير .

العَجَلة الدّوّارَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن