هل العالم مجنون أم أنا؟ هل الموت ظالمة أم نحن الظالمون؟ عدة أسئلة فلسفية ودينية راودتني بكثرة كأنه وحي رباني أنزل آليا، بينما أتقلب يمينا وشمالا، أنظر حولي فلا أجد ما يؤنسني في تلك الليلة الباردة، لا زوجة ولا عائلة، فقط أنا ونفسي التي حاولت كم من مرة أن ترجعني للمجتمع حتى تحظى بتلك النفحة الرومانسية كحال باقي البشر، لكن تعصبي للوحدة والعزوبية رفضت هذا الأمر إلى أن وضعته من الموبقات بالنسبة آليا، من يحتاج الحب على أي حال؟
لقد ولدت وحيدا، وعشت وحيداً وسأموت وحيداً، سأضع في قبري، ثم أبعث وحيدا، لا أرى مكاناً للحب في هذا المقام.
هذا ما كنت أقوله، أو على أقل أكذب على نفسي بحجة الوحيدة التي لا ثانية لها، العذر نفسه الذي كنت أستعمله للهروب من أي شكل من أشكال الحب والغرام، أو أكون جزءاً من المجتمع مجددا.
من يحب شخصا اكتشف الدنيا على حقيقتها حتى رفض كل شيء قدمته من أجله، هل هذا هو ذلك الحب الذين يطبقونه كأنه شريعة ربانية؟ هل هو العشق نفسه الذي سنه الكون؟ هل الاختلاء في الأماكن المغلقة وشيطان ثالثهم هو الحب الحقيقي أم ماذا؟
صراحة أنا لا أعلم الذي يحدث في هذا الزمان الذي فقدت فيه الرغبة في العيش، لأن كل ما بقي لي هو الإسلام والكتابة، ربما بسبب مبادئي التي عجز المجتمع عن فهمها حتى اتهمت بالجنون والتخلف، ربما خوفي من الرب كان جرمي الوحيد لكي ألقب بالمتعصب والمتشدد، من يهتم على أي حال، فأنا فخور بما أنا عليه، ولن يغيرني أحد مهما حاول، لأن هذا في الحقيقة هو مودة لما فطرت عليه إلا هو حب الخالق.
ما بين صراع مع النفس وتجبر العقل الباطني وغرور الايجو وجدت نفسي شاهدا على ملحمة داخلية فيما بينهم، من هو المسؤول؟ قررت الوقوف والتجول في أرجاء الغرفة بتلك السيجارة التي خطفت قلبي وأنا في عمر 18 سنة حتى هذا الوقت ونحن في علاقة محرمة مليئة بكل أنواع المشاعر المقدسة التي تتزين بها كل العلاقات الغرامية، للأسف هذا هو الحب الوحيد الذي وجدت فيه راحتي.
لحظات عصيبة مرت عليا وأنا على حافة الجنون، بينما استمع إلى ذلك الصراع الداخلي، حسب ما أراها ليس له نهاية، حتى حدث أمر طارئ لم نكن نتوقعه بتلك الخطوات الناعمة، لكن بطريقة مخيفة مع جو بارد حل على أرجاء الغرفة حتى غطت نفسي بمعطف الشتاء؛ مما جعلني أستغرب من هذا الأمر؛ لأننا نحن في شهر الصيف، منذ دقائق وأنا كنت أشتكي من الحر، ربما فيه خير، لعل الله يحدث بعد ذلك أمر، هذا ما كنت أقوله بداخلي.
بخطوات ثابتة وعادية أتقدم نحو باب الغرفة لكي أرى الأرضية تحولت إلى حمم بركانية، لكن لم تجبها ثم ظهر أمامي من تحت باب، وانا استرق النظر لكي أرى حذاء جلدياً قديماً في زمن التطور والتقنية مع ضحكة خفيفة ناعمة، لكن مخيفة قليلا بتلك النبرة القوية وجذابة في الوقت ذاته.
عبد الجليل، لا تخف، لن تشعر بالوحدة مجددا.
هذا ما كنت أسمعه وهي تردده مرات عديدة، ثم رمت رسالة تحت الباب، واختفت فجاءت لكي تختفي تلك الحمم، ويعود كل شيء إلى طبيعة الأصلي.
بحذر شديد مع استعاذة بالله وتسبيح، احمل في تلك الرسالة خوفا؛ مما صنعت من أجله، فتلك ريحة الياسمين التي تفوح منها والورق الأصفر الذي يلمع كالذهب في منتصفها قلب أحمر جذبني إليها لا إراديا، هل هي رسالة حب؟ لكن ليس لدي حبيبة؟ في الأصل أنا لا أعرف حتى فتاة مهتمة بي، هذا هو حالي وأنا أفتح في تلك الرسالة التي أضاءت الغرفة بنور عظيم؛ مما أكد لي أن هنالك أمراً غريباً حتى تأكدت حينما بدأت أقرأ في تلك الرسالة وقلبي يخفق بقوة، ربما تريد أن تعلم ماذا يوجد فيها؟ ربما انتابك الفضول؟ لكن هل أنت مستعد لها؟
أنت تقرأ
وقعت في حب ملعونة
Romanceفي يوم عادي من حياته الروتينية، يتعرض بطل القصة لحادث غير متوقع ينقله إلى عالم غريب ومثير. يجد نفسه في مكان لا يشبه أي شيء يعرفه، حيث يواجه مغامرات مذهلة وأحداث غير عادية. في هذا العالم الجديد، يقابل شخصيات غامضة، ويكتشف أسرارًا قديمة، ويواجه تحديات...