وقعت في حب ملعونة

حفرة سيروس

عندما يمتزج المنطق بالجنون، وحينما يصبح الواقع على حافة الخيال، تجد نفسك خارج قوقعة العالم المخيف الذي يحيط بالإنسان من كل جانب، ويقوده في موكب جنائزي تحت رعاية الدنيا إلى القبور، لتنتهي قصته قبل أن تبدأ. هذا ما كاد يحدث لي وأنا في جوف الأرض أصرخ بأعلى صوتي طالباً النجدة من هذه الحفرة التي انزلقت إليها، والتي تحولت إلى لحد ضيق ينتظر مصيري المحتوم. هل سيتدخل الرب لإنقاذي؟ أم سأقع في قبضة بابا ياجا؟ في هذا الظلام الدامس، تتدهور حالتي سريعاً. يا إلهي، أستغفرك وأطلب رحمتك. ربما هذه هي نهاية عبد الجليل، العبد الذي مات قبل أن يولد.

قضيت ساعات متواصلة في تلك الحفرة المميتة، أحدق حولي فلا أرى شيئاً سوى الظلام الدامس. أسمع صرخات وصياحاً تتردد في الأرجاء، كأنما هؤلاء يعانون من عذابات لا تنتهي. أتساءل، أين هي تلك الرحمة التي أودعها الرب في هذا الكون؟ هل هناك مكان لم تصل إليه أنوار رحمته؟ يبدو أن هذا الظلام قد امتص كل ذرة من تلك الرحمة، فلا أثر لها هنا. في هذا السواد الحالك، تتلاشى حدود الزمن والمكان، وأجد نفسي غارقاً في تأملات فلسفية حول مصير الإنسان ومعنى الوجود.

هذا ما كنت أقوله لنفسي وأنا مستلقٍ على فراش ترابي ناعم قبل أن تحدث المفاجأة التي لم أكن أتوقعها. كنت أُنصت إلى حوار عجيب بين رجل وامرأة فوقي بصوت منخفض.

هل ضيفنا هنا أم في خزانة مورتوس العظيم؟

لا، إنه هنا، لا أحد يخرج من غرفة مورتوس.
لكن في أي حفرة؟ هناك ملايين منها.

إنه في حفرة سيروس، تلك الحفرة التي يُقال إنها بلا نهاية.
حفرة سيروس؟ لم أسمع عن أحد نجا منها من قبل.

هذا صحيح، لكن هذا الضيف ليس كغيره. لقد سمعنا أنه يمتلك مهارات غير عادية.

هل تعتقد أنه سيتمكن من الهروب؟

ربما، لكن يجب مساعدته قبل وصول بابا ياجا أو سيروس إليه.

وكيف يمكننا مساعدته؟ لا أحد يجرؤ على الاقتراب من تلك الحفرة.

لدينا بعض الأدوات القديمة التي قد تساعده. علينا
أن نقرر بسرعة.

إذاً، لنحضر الأدوات ونذهب. لا يمكننا تركه يواجه مصيره وحده.

هل لديك فكرة عن نوع الأدوات التي سنحتاجها؟

هناك حبل سحري في مخزن الأدوات. يمكنه تحمل أي وزن.

وماذا عن السلاح؟ قد نحتاج إلى شيء للدفاع عن أنفسنا.

صحيح، سنأخذ السيف المضيء. يمكنه قطع أي شيء.