حين ينطفئ الامل

21 13 0
                                    

بعد تلك الأحداث المشوقة والأليمة في آن واحد، كانت مارشا فاقدة الوعي بينما كان عبد الجليل ينظر نحو كريستينا بنظرات حزينة تحمل في طياتها أسراراً غامضة. على النقيض، اكتفى سيروس وسليمان أغا بالنظر دون التدخل، كحال باقي شعب المملكة.

اقترب عبد الجليل من كريستينا، وهو يجرّ قدميه بتثاقل و صعوبة من شدة الطعنة ، وعيناه ممتلئتان بالدموع. همس بصوت متهدج:

"كريستينا، لم أعد أحتمل هذا الألم. هناك سرّ دفين يجب أن تعرفيه..."

نظرت كريستينا إليه بذهول ودموعها تنهمر على خديها، ردّت بصوت مختنق:

"ما الذي تخفيه عني، عبد الجليل؟ لماذا كل هذا الغموض؟"

أخذ عبد الجليل نفسًا عميقًا، وحاول السيطرة على مشاعره، ثم قال:

"لا أستطيع المضي بهذا الشكل، يجب أن أضع نهاية لهذا الوضع.."

صرخت كريستينا بصدمة:

"ماذا تقول؟ ما الذي تنوي فعله؟ أخبرني، أنا أعرفك أكثر من نفسك.

استدار عبد الجليل ببطء، ووجهه يعبّر عن ندم عميق:

كنت أحبك كثيرًا. ربما لم أنجح في إخبارك بذلك عندما كنا في الدنمارك، لكن سخرية القدر جعلتني أبوح لك الآن. ستبقين دائمًا حبي الوحيد في عالمنا. وداعًا، كريستينا.

كريستينا:

انتظر، لا تذهب! أرجوك، لا تفعل هذا. أعلم ما الذي تنوي فعله، ولا أستطيع أن أتحمل فقدانك. دعنا نتحدث، يمكننا حل الأمر معًا.

في تلك اللحظة، اقترب سيروس وسليمان أغا، وقد تجلّت الدهشة على وجهيهما. شعر الجميع بثقل اللحظة، وكأن الزمن توقف.

"ما الذي ينوي فعله عبد الجليل؟ ولماذا تخاف كريستينا بهذا القدر؟ هل سيتركها للأبد أو سيرحل إلى مملكة أخرى؟ الواقع أنه لا يزال الأمر مبهمًا، والآن كل ما يمكن أن تفعله هو مشاهدة عبد الجليل لآخر مرة في حياتها، بينما تجلس كريستينا تلحق خلفه بصعوبة بسبب شدة الإصابة، وتنادي عليه بصوت مرتفع."

عبد الجليل، رجاءً، توقف، لا تفعلها!

عبد الجليل: (مترددًا وبصوت هادئ)

أنا آسف، كريستينا، لكن هذا الأمر لا بد أن يحدث.

كريستينا: (بصوت متألم ومتوجع)

لماذا؟ لماذا تريد تركي؟ هل لن تبقى معي؟

عبد الجليل: (بحزم ولكن بحزن في صوته)

أنا لا أستطيع أن أكون هنا بعد الآن، كريستينا. هناك مسؤوليات أخرى أنا مضطر للقيام بها.

وقعت في حب ملعونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن