"عالم الأحلام والأوهام"

44 23 8
                                    

لعل الحياة صعبة لدرجة أنك تصاب باليأس وتقع في المحظور الديني أو أسوأ، تركض نحو الموت قبل أن يأتيك. إلا أن هناك مكانًا يهرب إليه الجميع كل ليلة عندما يطرد ضوء النهار ويتحكم الليل بزمام الأمور. حينها، ستجد جميع المخلوقات التي يمسها القانون الفيزيائي والكوني تلجأ إلى ذلك الحل الوهمي من أجل الهرب من قساوة وحشية حياتهم اليومية، حيث يعيشون مغامرة مثيرة للاهتمام في عالم يلتقي فيه الأموات والأحياء. يسمى هذا المكان بعالم الأحلام.

لهذا، هل أنت مستعد لكي تدخل هذا العالم؟ صدقني، ليس مكانًا جميلاً إذا كنت من ذوي القلوب الضعيفة. لأن بعد سقوط آخر مملكة التي حكمت هذا العالم، أجبر حراس الأحلام على الهروب والتراجع نحو حدود الرؤى والأحلام لكي تبقى الكوابيس والأحلام المخفية تحت سيطرة وحكم بابا ياجا وأخوه البعبع.

لا عليك، فأنت لست وحدك هنا. ربما ستجد جدتك أو صديقك المقرب الذي تركك دون عودة. نصيحة، لا تذهب معه لأنك لن تعود أنت أيضًا. ربما تتساءل عن سبب دخولنا لهذا العالم؟ حسنًا، يجب أن نعرف حقيقة ما حدث لعبد الجليل وأيضًا من أجل إنقاذه من نفسه. بيني وبينك، هناك شيء ما يخطط من أجله. ما هو؟ للأسف لا يمكنني القول، لكنني سأدعك تكتشف ذلك بنفسك. أما الآن، انظر نحو تلك الشجرة بالقرب من ذلك النهر الذي يجري من دون مجرى. ستجد كريستينا تجلس فوق حشيش كثيف، تنظر نحو جبل بعيد قليلاً بدموع في عينيها، وعلامات الحزن والأسى تزين وجهها كأنها تشاهد شيئًا ما نحن لا نراه.
ب

خطوات سريعة، تقدمنا نحوها حتى وصلنا إليها أخيرًا. لكن للأسف سبقنا كائن قديم، لا نستطيع رؤيته ولا يمكننا ذلك لأننا في بيته، فهو من يملك الخيار إذا شاء أن يظهر نفسه أو لا. نسمع فقط صوته بينما يتحدث معها بتلك النبرة المخيفة والمرعبة:

الكائن:

لماذا هذا الحزن؟ عالم الأحلام هو مكان الفرح والسرور.

كريستينا:

أنا  أرى شيئًا ما، مزق قلبي إلى أشلاء.

الكائن:

آه، فهمت. لقد رأيته أيضًا. هل تعلمين أن الأحلام تنبئك بالمستقبل؟

كريستينا:

لا، لا أعلم ولا أهتم. من فضلك، أخبرني بأن ذلك ليس مصيره الحقيقي.

الكائن:

للأسف، لا يمكنني القول. هناك مخلوقات ربانية تراقبني، أي خطأ مني وينتهي أمري.

كريستينا:

أنت تتحدث عن الملائكة، أليس كذلك؟

وقعت في حب ملعونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن