رفيق في اللعنة

34 24 4
                                    

إذا كنت تظن أن الموت رحمة أو أن عالمنا غريب و قاسي ، فماذا نقول عن جحر سيرالاك ؟ الذي لم يسلم منه الصالح و الطالح ، الأمير و العبد ، الغني و الفقير ، الروحاني و الملعون ، يعتبر غضب الرب على هذه الأرض لما تحتويه من مخلوقات لا يمكنك تصورها او تخيلها من شدة القبح و ملامح الرعب الذي نقشت على وجهها ، تجعلك تتمنى أن يزورك ملك الموت و لن تقع في جحر سيرالاك .

مابين الخيال و الواقع خط رفيع ، مابين الرحمة و العذاب بوابة على وشك الانكسار لكي تصب على عباد الله طوفان من الشر الخالص فيغرق كل ما يجده في طريقه حتى يجعله جثة هامدة ، لا تضر و لا تنفع ، هل انت مستعد لها حتى تكون جزء لا يتجزء منها ؟ فجميعنا كتب علينا أن ننتمى لها فلا يوجد من ينقذنا منها ماعدا الله الذي خلقها ، هنا تستوعب أن هنالك اشياء سكت الرب عنها رحمة بنا فلا تسأل عنها لكن لا يمكنك الانكار بان لا وجود لها .

من فضلكم دعوني و شأني .

أمي ، أمي لن اخالف اوامرك مجددا .

ايها الرب الرحيم ، ارحمني من هذا المكان .

هذا ما كان يقوله المعذبون في الأرض او على اقل ما أطلق عليه سليمان أغا ، فمن يكون هذا الانسان ؟ وما علاقته مع قصتنا ؟ حسنا أنه شخصية مهمة التي ستحول انسان منعزل نحو آلة بشرية لا تعرف معنى الرحمة ، فهل انت مستعد لكي تقابله أن أنك شخص جبان يخاف من ظله ؟

رقعة جغرافية كبيرة تشبه أرض المحشر لكنها سوداء و مظلمة ظلام اشد من الليل نفسه  ، فلا يوجد قمر او كواكب تضيء ارجاء المكان ماعدا هياكل بشرية ومخلوقات غريبة لا نعرف وجودها ، معلقة على انابيب طويلة و في جمجمتها قناديل مشتعلة تضيء المكان قليلا كانها مصابيح الاضاءة في عالمنا الذي كبرنا فيه من دون أن نكتشف أسراره المخفية .

زلازل بشري يضرب الارضية حتى زعزعها من شدة تلك الهيبة و الشخصية التي يخافها العدو قبل الصديق ، عيون كانت خضراء في الحياة السابقة لكنها حاليا تحولت الى اللون الاحمر من دون بؤبؤة ، جسم ضخم و مفتول العضلات كانه يمارس رياضة كمال الاجسام ، شخص كان عنصر هام أثناء الحكم العثماني لمملكة الجزائر بحيث أنه كان شخصية مهمة في السلطة الحاكمة ، لا يوجد قرار ملكي يطبق من دون أن يوافق او يوقع عليه ، أنه سليمان أغا ، الجندي الذي حارب بجانب عروج و بربروس و الوزير الأول لداي حسين حاكم إيالة الجزائر لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هو في جحر سيرالاك ؟ من المفترض أن يكون في البرزخ مع باقي المسلمين ليس في جحر الملعونين و المغضوب عليهم ، هذا ما سيجبه لنا سليمان لاحقاً ، فقط ابقي عقلك منفتح لانك ستنصدم من الحقيقة .

كائن بشري كان مصدر رعب للعجم فلا كنيسة ترن اجراسها أثناء مروره و لا حاكم مسيحي يجرأ على اعلانه مواصلة الحروب الصليبية ، لأنهم يعرفون أن هنالك بعبع مستعرب يدعى باسم سليمان أغا او معروف عندهم بجلاد المسيحيين .

وقعت في حب ملعونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن