مرحبا بك في مملكة بوجارس

28 21 4
                                    

احداث ملتوية و غريبة لم نكن نتوقع حدوثها  فتلك الطعنة المعنوية التي طعنتنا و نحن لم نشعر بها   من جراء ذلك  ، من خلالها بدأ اشتعال فتيل قنبلة على وشك الانفجار في حكايتي بعد رحيل الملعون الانيق كما لقبته ، اخي و صديقي سليمان اغا و ضيفنا الجديد الذي قرر الظهور فجاءة من غير دعوة لكي يخلط جميع الحسابات و الخطط المبنية من اجل انقاد ما يمكن انقاده ،  خصوصا بعد انكشاف الاسرار حول ما حدث لمملكة بوجارس ،  فهل يكون لحضور تاجر الموت دخل في تغيير القدر المحتوم لهذه المملكة و مصير الكاهن الاسمى مورفيوس ؟

جنة فوق الارض أقل ما يمكن وصفها من شدة خضورة الحشائش و الازهار المزروعة بكثرة في ربوة تسحر القلوب بمجرد النظر إليها ، حولها اشجار كثيرة مثل الصنوبر و البرتقال و التفاح و غيرها من النعم التي خصها الرب الخالق لمخلوقاته التي كتبت لها في اللوح المحفوظ العيش في العالم قبل  حدوث الصرخة  المقدسة الاولى  ، فتنهار كل المخلوقات و ترتوي من كأس المنية حتى لا يبقى اي كائن حي يقف امام مشيئة الجبار  ، حينها يبدا الفصل الأخير من رواية دونت قبل وجود الخلق ، فجميعنا سيكون له دور في تمثيل شخصيته التي كتبت من اجله ، المشكل الوحيد أين ستقضي خلودك ؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب ان تسئل نفسك قبل أن تسئل .

بعد مقدمة دينية خفيفة قدمت من طرف راهب يهودي تلبسه الكبر كما تلبس ابليس من قبل ،  فرأى الحق المبين لكن رفض اتباعه ثم اكملها قس مسيحي  يؤمن بجميع المذاهب المسيحية من كاثوليك الى ارثوداكس  ، لكنه رفض كشف الحقيقة و استمر في الظلال الذي سنه الاب الروحي القديس بطرس ، و اخير عالم دين و إمام مسلم قرر أن يختم هذه المحاضرة الدينية لكي يجد نفسه وسط ساحة الوغى نصبت من اجله ، تحاصره جهنم من كل الجهات بينما الملوك و السلاطين يترقبون  فوق العروش بسيف الحجاج من اجل كلمة تصدر  منه ، تزعزع عرشهم ثم يجيبونه بالعبارة الشهيرة التي سطرت خصيصا للعلماء و من يقولون الحق ( اني ارى رؤوس قد اينعت و حان قطافها)  لكنه لا يستطيع الهرب لانه مربوط باغلال في قدميه صنعها من جراء قرارات و فتاوي اثرت على مصير الكثير من المسلمين سواء بالايجاب او السلب ، لهذا أن اؤمن أن أصعب المسؤوليات هي مسؤولية الامام و عالم الدين .

من هنا نخرج من بوابة الدين  ونعود نحو بوابة مملكة بوجارس الذي نقف امامها فنراها تلمع كالذهب الخالص من شدة جمالها و ضخامتها التي تكاد أن تلمس السماء ، يحرسها حراس طوال القامة ،  ذا بنية جسدية ضخمة مع علامة اللعنة التي تكسوهم بتلك الجلود السوداء كحال العيون و هم يقفون أمام البوابة كالجدار المرصوص بطريقة دفاعية يمنعوني و من تلبسني بالإضافة إلى اؤلائك الاوغاد الثلاثة ، تحدث احدهم بنبرة خشنة :

توقف مكانك  ، أين تظن نفسك ذاهب !

.رد عليه يازور قائلا باسلوب استحقار و استهزاء : 

وقعت في حب ملعونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن