غمرتني مياه المحيط الجليدية. تُركت وحدي مرة أخرى، أطفو هناك في عالم الظلام، وأرتدي الندبات الحمراء على جسدي، من الذكريات التي خلفها ستيفن.
كان الأمر مضحكًا حقًا. لكنني هنا، على عمق ستة أقدام . شعرت وكأنني أغرق، وأُجر تحت الأمواج. باستثناء أن هذا البحر ليس مصنوعًا حقًا من الماء، إنه مصنوع من اليأس والإحباط. بغض النظر عن مدى سرعتي في السباحة ... كان السيل المظلم يسحبني دائمًا إلى أسفل.
شعرت فجأة بذراعين قويتين تسحبانني نحو السطح، واخترق وجهي الأمواج وأنا أستنشق الهواء.
"كالا، ماذا تفعلين بحق الجحيم؟!" صرخ سيباستيان، وهو يرفعني بين ذراعيه بينما يجرني نحو شاطئ البحر.
"أردت أن أرى كيف سيكون شعور القفز." ضحكت، وبصقت الماء .
" أنتِ مجنونة تمامًا." تمتم بالروسية، وهو يجر جسدي خارج الماء.
رفع جسدي من المياه الجليدية،
وأجلسني على رمال الشاطئ.
هز شعره ليسقط الماء منه ، وعصر قميصه الأسود ، "لقد حالفك الحظ لأنك صغيرة جدًا. لو لم تكوني صغيرة جدًا ، لما كنتُ قادرًا على إنقاذك ".
لففت ذراعي حول نفسي، أرتجف من البرد، "أردت فقط القفز."
نظر عبر كتفه ، وشاهد راشيل وجاك يركضان نحونا.
"يجب أن أذهب لإحضار حقيبتي. سأعود حالا." قال لي ، وهو يركض باتجاه الرصيف.
"كالا!" صرخت راشيل ، ما زالت ثملة للغاية ، "هل أنت بخير؟ هل أنتِ مُصابة ؟؟" لفّت ذراعيها حولي.
"أنا بخير. لقد كان ممتعًا." رفعت كتفي ، وهززت رأسي ، محاولة أن استعيد وعي . لقد ساعد الماء البارد الجليدي بالتأكيد ، لكنني ما زلت أشعر بالدوار في جميع أنحاء جسدي.
ابتسمت راشيل لي كالمخبولة، "جاك سيقودني إلى المنزل ، هل هذا مناسب؟"
وضعت رأسي بين يدي وأومأت ، "نعم سيدتي."
تحركت نحوي ، وهمست " أعتقد أنه سيقبلني." ضحكت مثل تلميذة صغيرة في المدرسة.
ابتسمت لها ، محاولة أن أبدو في كامل قواي. رفعت لها إبهاما لأعلى ، وشاهدتها وهي وجاك يبتعدان على طول شاطئ البحر. مشى سيباستيان نحوي ، وسحب قميصًا شتوي طويل من حقيبته وسلمه لي.
"شكرا." قلت بهدوء ، وسحبت القميص فوق رأسي. كنت لا أزال أشعر بالبرودة ، لكن القليل من الدفء ساعد.
مرر سيباستيان يده في شعره الأشقر ، "كالا ، لا تفعلي أي حماقة مثل تلك بعد الآن ، حسنًا؟"
تشكلت شفتاي في خط مستقيم ، ورفعت كتفي. أعجبني اندفاع القفز من ذلك الجسر ، لقد جعلني أشعر بالحيوية مرة أخرى. بعد أن تركني سينستر ، شعرت بالموت من الداخل ، وكأن كل ما هو جيد فيّ قد تمزق. لكن عندما قفزت ، شعرت بالابتهاج ، واندفاع الأدرينالين داخلي ، وكنت حية مرة أخرى.
