وقفت ساكنة للحظة وأنا أنصت لهدوء الليل .
عجزت قدماي عن الحركة وكأن كل جزء بداخلي يرفض أن يبتعد عن دريستان .كنت أعرف أن الاقتراب منه الى ذلك الحد والتظاهر بكوننا شركاء لهو أمر خاطئ .وها أنا بصدد دفع ثمن باهض لخطئي .خفق قلبي متزامنا مع خفقان برودة الليل .ارتجف جسدي فأحكمت أربطة العباءة من حولي بالرغم من أنني واثقة من أنها لن تجدي نفعا مع الجليد الذي يحيط بقلبي .
لم أعد واثقة مما علي فعله أو أي طريق علي أن أسلك .لم أعد واثقة من أي شيء .
أخرجت خريطة جدتي المدفونة عميقا داخل وشاحي وتأملتها لوهلة .أدركت بأنني لم أشارك سر الخريطة مع دريستان قط .تساءلت إن كان هذا دليلا على كون رغبة العيش لا تزال تسري بداخلي وتدفعني لمواصلة الطريق الذي رسمته لي والدتي منذ البداية .مدينة فيرليس .عالم الفضيين الذي سيكون أكثر ملائمة لفتاة مثلي .
بعيدا عن كل هذا الظلام .
بعيدا عن كل هذا الألم .
رفعت رأسي عن الخريطة حين سمعت صوت همهمة .كان واحدا من الموركي .تخلصت منه بهدوء من دون أن أتحرك وقد قررت أن استعيد شوكتي لاحقا قبل مغادرتي .انتابني شعور بكون هذا الموركي لم يكن وحيدا فجُلت بعيناي سريعا حول المكان .لم أستطع أن أميز شيئا من خلال الظلال الداكنة المنتشرة عبر الأشجار البعيدة .
تخيلت وجود بعض متخذي الهيأة وهم يراقبونني من بعيد .لن يشكلوا أي خطر علي إن لم تكن لديهم أي هيأة ملموسة .لدى قررت أن أتجاهلهم في هذه اللحظة وأركز انتباهي حول الخريطة .
إن أردت أن أهرب من دريستان فعلي أن أسلك طريق الفورك .إنه الطريق الأبعد عن كهف أفاريس .إن ظللت أثري بشكل جيد وتمكنت من تجنب صيادي الهاركر الذين ينشطون حول هذا الجزء من ماتواكا ،فبعد أسبوعين من الآن سأكون قد وصلت بأمان الى الأسوار .
وربما ،قد ينجح حينها دريستان في اللحاق بي .
بحلول ذلك الوقت سيكون أوان التضحية بي قد فات .لن ينجح حينها دريستان بالحصول على منصب الأباتشي وسيكون دزينة من الفحول على الأقل قد نجحوا في العودة الى القبيلة قبله .إن تبخر حلمه ،فقد تتبخر رغبته في العودة الى جبال الميلين .
خفق قلبي بأمل عنيف وأنا أفكر في احتمالية أن يرغب في عبور الأسوار برفقتي .
غرقت في جنون تلك الأفكار المدوخة ،وفي الوقت الذي استعدت فيه التركيز أدركت بكوني لم أعد وحيدة .جفلت وأنا أصطدم بعيني دريستان العميقتين .كان يحدق إلي بتركيز هادئ من دون أن يصدر صوتا واحدا .نظراته نحوي كانت مشحونة بعمق جعل تعابيره تتلون بصفات غير معهودة .
قلت :"هل تحولت فجأة الى ظل ؟".
قال :"أنت تفقدين تركيزك كثيرا في الفترة الأخيرة ".
![](https://img.wattpad.com/cover/367991136-288-k325132.jpg)
أنت تقرأ
The magic of silver girl II سحر فتاة الفضة
Teen Fictionعندما سيقع اختيار روح الذئب على الفتاة الفضية إيريان سيلڤري لتكون واحدة من العرائس اللواتي سيقدمن كقربان لأڤاريس ،من أجل ازدهار شعب الميلين وحمايته من الشرور المندلعة بالعالم . ستفاجئ بوجود قلب متمرد بداخلها والذي سيقف كالشوكة في وجه سنوات من المعت...