كاليستا
كانت الفتاة مؤمنة. تؤمن بالخير، و بنفسها و بالإله ، عرفت الإيمان مبكرًا، صاحبته
و أحسنت صحبته. لكنها كانت مهملة بعض الشيء ، إنغمست في الحياة حتى ضاع منها (أم تراه سُرق؟) ، لم تنتبه في البداية لضياعه فقد كانت قليلة الملاحظة و لكن ذات ليلة وهي تصلي أدركت شيئًا ، هي لم تعد مؤمنة بعد الآن! فزعت الفتاة ، جسلت بجوار مُصلاها تبكي لأنها لم تعد تدري ماذا تفعل! لقد كان الإيمان هو من يدلها، لكن الآن؟! ...
بحثت الفتاة مطولًا، تحت السرير وفي الأدراج وبين طيات الكتب، لكن بلا جدوى.كانت الفتاة تهلع كلما نظرت إلى الفجوة التي خلفها الإيمان في قلبها، كانت تستطيع أن تسمع الرياح تعوي فيها والبرودة تتسرب منها. بماذا يمكن للمرء أن يملأ مثل هذه الفجوة؟
حاول البعض مساعدتها بإعارتها إيمانهم، لكن لم يفلح أي إيمان في سد هذه الفجوة، فقد كانت تفزعهم كما تفزع الفتاة.....في النهاية يأست الفتاة من إيجاد إيمانها الضائع، أمضت حياتها بغيره ، تصم أذنيها عن عواء الرياح وترتدي جوارب صوفية في الصيف. لكنها بدأت في الإختلال ، جربت الأخطاء للمرة الأولى، جربت الخوف للمرة الأولى ، وجربت الهزيمة للمرة الأولى.
بدأ الشك يرافقها، أخبرها أن بوسعه أن يدلها على إيمانها الضائع ، لم تثق به ، لكنها أبقته على مقربة و إتخذت حذرها ، كان الشك أذكى رغم كل شيء ، وهي كانت مجرد فتاة مكلومة.....غمرها الشك ، إضطربت و ضعفت ، أخذها الشك من يدها ، تخبطت هنا و هناك ، و كلما حاولت الفكاك من يده أخبرها أنه فقط يأخذها للإيمان ، كانت تشك في الشك ، ثم تشك في نفسها، ثم في عقلها ، ثم في جدوى كل هذا !!
واصل الشك سحبها ، وواصلت الإنقياد له ، رغم شكها فيه ...ربما كانت الفتاة فقط في حاجة لرفقة ؟.......
أغلقت الكتاب عندما وصلت إلى نهايته ، لن أقول أن النهاية كانت مرضية لكنها منطقية بالنسبة إلى الأحداث ، لا يمكن الحفاظ على إيماننا إن لم نهتم به ، فمن يعرف أين سيذهب في النهاية ...هذه خلاصته
أعدت الكتاب مع بقية الكتب و وقفت عند شرفة الغرفة أطالع الحديقة الخلفية لمنزلنا منها ...- أظن أنه علي أن أزرع نوع ورود جديد عما قريب ....همست بينما أراقب البستاني يسقي مجموعة من الورود و الزهور.....
- آه ...أنا متعبة بالفعل ....أردفت بينما أقوم ظهري و أتنهد بتعب ، لم أحظى بنوم هانئ بالأمس عند عودتنا من القصر الملكي ، الجو كان خانقا هناك ، و زيادة عن هذا لقائي بالأمير ..._(أتمنى مقابلتك مرة ثانية) لا أزال أستطيع سماع صوته يرن في أذني ، مرة ثانية !؟ بفففف... في أحلامك أيها المتفاخر ...
لا أعلم لما ؟ لكني أشعر أن الأيام القادمة تحمل الكثير ...
YOU ARE READING
Lady De Jorgia
Historical Fictionشَعر بني كشلالٍ من الشوكولاته...عُيون خضراءٌ لامعةٌ... رمزُ الجمالِ النابع من الطَبيعة.... فَتاة عاشَت تحت كنفِ وَالدهَا المُحب .... ذكِية بمَا يكفِي لتَعرف أنهاَ مُميزة أو لنقُل مختلفَة.... مبادئٌ ثابتَة فِي زَمن كَانت المبادئُ فِيه مجَرد كلامٍ...