الفصل 11 : بين السيف و المصير: لقاء في الظلام

777 50 177
                                    

حمل جسدها المتعب بين يديه و لف عباءته السوداء حول جسدها الغض ، يحميها برودة الجو و قساوة الطقس ، ضمها إلى صدره كأنه أن يخفيها عن العالم بأكمله ، و مشى بخطوات متأنية خشية إيذاء جسدها الحساس .....

شعر بأنفاسها الساخنة تلفح وجهه بخفة ، على إثر هذا أخذ نفسا متحرجا و قرب شفتيه من أذنيها يهمس لها بما يجول في قلبه ناحيتها ، حتى و إن كانت فاقدة الوعي ، يكفيه حرية الحديث معها دون الشعور بالارتباك بسبب عينيها ......

أتعرفين شيئا ، يا أميرة ......

اليوم عرفت أن كلمة واحدة كانت كفيلة بأن تحمل بين طياتها الآلاف من الجمل، أن تختصر مئات الأحاسيس وتترجم كل مشاعر قلبي المتضاربة إلى بساطة ووضوح. كلمة واحدة كانت كفيلة بنزعك من أرض الواقع، وإسكانك في عالم من السحر والخلود. كيف يمكن لكلمة واحدة أن تمتلك هذا السحر، وذاك الأثر العميق على النفس؟ كيف يمكن للكلمة أن تكون لطيفة وحادة في ذات الوقت، تحمل بين أحرفها قسوة البرودة ودفء القرب؟

"أنا أحبك"، تلك العبارة التي على الرغم من عدم فهمي الكامل لها، والتي أحيانًا لا أكون متأكدة مما إذا كان ما أشعر به هو حب حقيقي أم مجرد وهج مشاعر، إلا أنها جاءت لأول مرة، براقة كضوء الشمس الذي يتخلل أوراق الشجر في صباح دافئ. عذبة كالماء البارد الذي يروي عطشاً لم أشعر به حتى سمعت تلك الكلمة.

تأخذني هذه الكلمة إلى عالم بعيد، إلى مكان لا يسكنه سوى الهدوء والسلام. إنها تعني الكثير أكثر مما يمكن للكلمات أن تشرح. "أحبك" التي كنت أستشعرها كما لو كانت تعني طيفًا من الأمل يتسلل إلى أعماق قلبي، ويملأه بالنور، ويشعل فيه نار الحب التي لم تكن موجودة من قبل. إنها كلمة تجسد كل الأحلام التي كنت أعيشها، وتلعب بكل الألوان التي أحبها، كالأحمر القاني الذي يرمز إلى الحب، والأزرق الهادئ الذي يرمز إلى الهدوء، والأخضر النقي الذي يرمز إلى الحياة.

هذه الكلمة، "أحبك"، التي لا أزال في صراع لفهم معناها الحقيقي، تأتي محملة بكل ألوان الحياة، بنكهة البرتقال التي تعيد إلى الذهن ذكريات الصيف البعيد، برائحة الليمون التي تجدد الروح، وبريق الشمس الذي يضيء صباحاتنا المظلمة......

إنها "أحبك" التي يفهمها قلبي وحده، النبض الذي لا يشبه أي نبض آخر، والتي أرقصت على وقعها قلبي وأسمعتني دقاته المتسارعة، وذكرتني كم كنت أفتقد هذا الإيقاع الفوضوي الذي يملأني حيوية.

تأخذني هذه الكلمة إلى ذكريات من الطفولة، حيث كنت أستمتع بتفاصيل الحياة الصغيرة، وأشعر بالسعادة التي تأتي من أبسط الأشياء. أعود إلى تلك اللحظات البريئة حيث كانت الحياة بسيطة، والأشياء الجميلة تأتي دون جهد. في تلك اللحظات، كنت أجد نفسي في عالم من الخيال، حيث الحب كان شيئًا مقدسًا، وعندما كنت أسمع كلمة "أحبك"، كنت أرى فيها نبوءة تحقق الأحلام.

Lady De Jorgia Where stories live. Discover now