الفصل السادس: حفل كارثي

949 85 319
                                    

أَنا لَا أَصْلَحُ لِلْحُبِّ........

إِنَّ الاقْتِرَابَ مِنِّي مُغامَرَةٌ وَرِحْلَةٌ قَدْ لَا تَحْتَمِلُهَا بِتَاتًا، صَحيحٌ أَنَّنِي فَتَاةٌ تُقَدِّرُ الْحُبَّ وَتَحْتَرِمُ الْمَشَاعِرَ النَّبِيلَةَ، لَكِنَّ فِي نَفْسِي أُؤْمِنُ أَنَّ الْحَيَاةَ مَعِي لَا تُطَاقُ وَلَا تُحْتَمَلُ.......

فَأَنَا مُصَابَةٌ بِاللَّعْنَةِ مِنَ التَّفَاصِيلِ.......

أُرَكِّزُ فِي أَشْيَاءَ قَدْ لَا تَعْنِي شَيْئًا بِنِسْبَةٍ لِأَحَدٍ لَنْ تَفْهَمَ أَنَّ أَبْسَطَ التَّفَاصِيلِ كَفِيلَةٌ بِتَغْيِيرِ نِظَامِ يَوْمٍ كَامِلٍ فِي حَيَاتِي، أَنَا مِنْ أَوَّلَئِكَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَشْيَاءً لَا يُحِبُّهَا أَحَدٌ غَيْرَهُمْ مِنَ النَّاسِ...

أُحِبُّ الأَشْيَاءَ الفَرِيدَةَ النَّادِرَةَ.....

لَا أَهْمُّ إِن كَانَتْ مِثْلُ هَذِهِ الأَشْيَاءِ لَا تَنَالُ حُبَّ الْجَمِيعِ فَأَنَا أُحِبُّهَا....

أَنَا أُفَكِّرُ، أُفَكِّرُ كَثِيرًا فِي الْأَيَّامِ الَّتِي مَضَتْ وَالْمُسْتَقْبَلِ الَّذِي يَنْتَظِرُنِي، أُفَكِّرُ فِي الْوُجُودِ فِي الْحَيَاةِ....

أُفَكِّرُ حَتَّى يَتَمَلَّكُ الصُّدَاعُ مِنْ رَأْسِي حَدَّ أَنَّنِي أَصْرُخُ أَحْيَانًا مِنَ الْأَلَمِ الَّذِي يَضْغَطُ عَلَيَّ...
وَعَنِ الْمَزَاجِيَّةِ فَأَنَا بِلَا سَبَبٍ أَضْحَكُ وَكَأَنَّ الْحَيَاةَ تَعَانِقُنِي بِالْبَهْجَةِ وَالسَّعَادَةِ وَبِلَا سَبَبٍ أَحْزَنْ وَكَأَنَّ الْحَيَاةَ اتَّفَقَتْ عَلَى أَنْ تَبْكِينِي...
أَنَا أُقَدِّرُ الصَّدَاقَاتِ لَكِنْ لَوْ شَعَرْتُ بِالْغَيْرَةِ أَثُورُ، أَثُورُ بِلَا رَحْمَةٍ......

وَعَنِ الْخَوْفِ فَأَنَا أَخَافُ مِنَ الاقْتِرَابِ رَغْمَ إِحْتِيَاجِي لِشَخْصٍ يَقْتَحِمُ عُزْلَتِي....

شَخْصٍ يَمْزِقُ كُلَّ قَصَائِدِي الْبَائِسَةِ وَيُضِيءُ عَتْمَتِي وَيَزْرَعُ الرِّيحَانَ وَالْيَاسْمِينَ فِي عَالَمِي، أَخَافُ مِنَ النِّهَايَاتِ الْحَزِينَةِ مِنَ الْمَشَاهِدِ الَّتِي قَرَأْتُهَا فِي الْكُتُبِ.......

أَخَافُ مِنْ تَكْرَارِ خِذْلَانٍ وَالْآلَامِ الَّتِي لَمَسَتْهَا فِي رُوحِ وَالِدِي الْمُحَطَّمَةِ........

ثُمَّ إِنَّنِي دَائِمَةُ الْاحْتِيَاجِ........

قَدْ أُوقِظُكَ فِي الرَّابِعَةِ فَجْرًا لِأَتَحَدَّثَ مَعَكَ عَنْ أَشْيَاءِ تَافِهَةٍ لَكِنَّهَا تُؤْلِمُنِي.......

وَقَدْ أَحْتَضِنُكَ لِأَبْكِي بِلَا سَبَبٍ وَأَنْظُرُ إِلَيْكَ مُطَوَّلًا دُونَ نُطْقِ كَلِمَةٍ لِأَتَشَارَكَ مَعَكَ الصَّمْتَ دُونَ أَنْ أَنْطُقَ حَرْفًا وَاحِدًا........

Lady De Jorgia Where stories live. Discover now