اقتباس تشويقي

4.3K 85 32
                                    

يستند علىٰ الحائط لعلّه يحمل ثقلًا من أثقالٍ قد هزت في روحه ما هزت، ينظر في الفراغ شاردًا في الضجيج الذي تقيمهُ رأسه كل ليلة كحفلةٍ صاخبة، يُفكر في جميع الأشخاص الذين مروا علىٰ حياته بنصولٍ باردة فخلّفوا في قلبه جروحًا لا زالت تقطرُ حزنًا، يشعر وكأن احدهم طرقهُ بسياجًا حديدًا من لهيب جهنم !!
لحظاتٍ مرت عليه وهو يجلس هكذا دون أن يغمض له جفنٌ
لا يعلم ماعليه فعله بعدما عَلِمَ بأن حبيبتهُ لم تَعُد له ..
ضرب بقبضته فوق قلبه لعشقها النازف الذي يقطرُ حزنًا لفقدانها وكأن قلبه اكتوي ألمًا ووجعًا كلما تذكر دموعها حينما فقدت زوجها ليلة الزفاف أراد ضمها بكل قوةٍ حتىٰ يشبع روحيهما معًا وتكُ له لكن لعن تفكيره وذاته مُدركًا بأن هذا لا يصح فهي تعتبر غريبة عنه !!
زفر بضيقٍ ثم وقف في موضعه عازمًا علىٰ فعل الكثير لإرجاعها له حتىٰ لو كلفه الأمر فقدان حياته هو الآخر !!
بعد ساعةٍ ونصف غادر إلىٰ منزل زوجها الراحل الذي سَعد بشدةٍ بخبرٍ فقدانه ليُعاود امتلاكها بعد مُغادرته !!
ترجل من سيارته غير عابئ بنظرات الجميع المصوبة نحوه طرق الباب لينفتح بعد ثوانٍ استقبلته "كوثر" بإبتسامةٍ مجاملة ثم سمحت له بالدخول كي تُنادي لابنة خالتِه لكن رفض ذلك مُتعللًا بأنه يريد التحدُث معها لا سواها، استغربت بشدة خاصةً لا يوجد حديثٍ يجمعهما معًا لكن أرادت التريُث ومعرفة مايرغب بهِ

تنفس بعمقٍ مُحاولًا اخراج نبرةٍ هادئة بعض الشيء:
أنا حابب اتكلم مع حضرتك يامدام كوثر في موضوع مهم
أومأت له بعينيها ليُتابع بجمودٍ: أنا عارف إنه مش وقته بس أنا لو متكلمتش دلوقتي مش هيبقي في كلام بعدين

تخلّت عن صمتها لتردف بتساؤلٍ: عايز إيه ياعاصي وبعدين احنا لا في بينا كلام ولا مواضيع تجمعنا من الأساس

ارتسم علىٰ شفتيه ابتسامة جانبية قبل أن يُعقب علىٰ حديثها بمكرٍ: إزاي بقي الكلام دا؟ عمومًا هادخل في الموضوع علىٰ طول علشان الوقت
تنهد مُضيفًا بنبرةٍ حادة: أنا عايز اتجوز ورد بدل ابنك ماجد

اتسعت عينيها من حديثه الصادم لها كيف يفكر من الأساس بقول هذا ولم يمر علىٰ وفاة ابنها سوىٰ شهر ونصف !!

وقفت في موضعها لتُشير نحو الباب قائلة بعصبيةٍ مفرطة: اخرج برا ياعاصي أنت شكلك اتجننت؟

حرك رأسه بالنفي فتحدث بغضبٍ: مش خارج وأنا مقولتش حاجة عيب ولا حرام بنت خالتي وعايز اتجوزها بعد ابن عمها ما مات يوم فرحهم إيه الجنان في كده؟

بتر حديثها بنبرةٍ حزينة ورجاءٍ في آنٍ واحد:
ارجوكي ساعديني أنا والله بحبها لولا ابنك كان زماني متجوزها علشان خاطري ارجعي عن رأيك في موضوع جوازها من ابنك التاني

تساقطت عبراتها بغزارةٍ فوق وجنتيها من حديثه مُحركة رأسها برفضٍ قاطع مُرتمية فوق المقعد بنحيبٍ أجابت:
مش هينفع ياعاصي والله يابني ماينفع تتجوزها
استرسلت حديثها بإيجازٍ: لازم ورد تتجوز من ماجد لازم

احتدت ملامحه قائلًا بغضبٍ سافر: اشمعنا هو مش أنا؟

ردت بعصبيةٍ وقوةٍ فلم تعُد لديها قدرة علىٰ تحمُل حديثه المرجو والغاضب لها: علشان ورد حامل في ابن فريد افهم بقي علشان كده هجوزها لأخوه

شحب وجهه من حديثها بينما هي طأطأت رأسها أرضًا
لتستطرد بمرارةٍ: فهمت بقي أنا مش عايزة اجوزهالك لية ياعاصي  !!!

يُتبع ...

انتظروا البداية أول يوليو بأمر الله ♥

وحشتوني أوي بعد غياب طويل جدًا رجعتلكم بعمل بإذن الله ينال إعجابكم 🙈

إنما للورد عُشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن