الفصل التاسع ..
ليلًا قد استر الليل ردائه كاملًا، ارتفع ضوء القمر في السماء منيرًا قلوب البعض؛ ليبشرهم بالنور القريب الذي سينير حياتهم وبعضهم يزيد من ظلامهم .. كانت تجلس في الظلام الدامس تحدق في النجوم الساهرة بشرود، شعرت بنغزة في قلبها تكاد أن تقتلها قتلًا لا تعلم سببها !!
تسلل "فريد" مقتربًا منها بعدما لاحظ حيرتها الدائمة في اللاشيء يهمس بأسمها: ورد
انتفض جسدها حين شعرت بهِ يكاد أن يلتصق بها؛ لتبتعد عنه بضيق قائلة بغيظ مكتوم: هافضل اقول ليك لحد امتي ماتجيش أوضتي؟ مش معني إني سامحتك ووافقت اتجوزك يبقي هاتسوق فيها
تجاهل نبرتها الغاضبة فرفع يده بإستسلام مُردفًا بلين: رنيت عليكِ كتير بس الظاهر إن في حاجة شغلاكِ
_"من يوم ما وعيت علىٰ الدنيا وأنا عقلي مش معايا بسببكم"
زفر بضيق متمهلًا كي لا يفتك بها ويحدث مشاجرة كالعادة، فاستطرد بصبر : ما علينا، كنت جاي اقول ليكِ تعالي ننزل الجنينة معايا شوية يمكن تخرجي من المود دا
رمقته بحيرة ثم سارت معه بخطوات متأنيةٍ، هبطت لأسفل نحو الحديقة تغمض جفونها لتستشعر كل ذرة هواء تلفح وجهها مما جعل خصلاتها المتمردة تتطاير علىٰ أثرها لترتسم ابتسامة تلقائية علىٰ محياها أذابت قلب العاشق امامها
لاحت نظرات الاعجاب لهيئتها تلك مما جعله يؤيد الجميع لوصف لها بالفتاة الفاتنة التي أخذت قلوب الرجال خلسةٍ بإبتسامتها التي رُسمت كلوحة فنان، عيناها التي تمثل طلاسم خطيرة تساقطك في سحرها الأبدي، شعرها الذي يميل للبني الغامق مع نعومة تشبة الحرير الأصلي،كل شيء بها يجذبه نحوها ..
مد أصابع يده ليزيل خصلة شعرها المتمردة، يمرر أبهامه فوق وجنتيها بحنو مغمغمًا بصوت رجولي جذاب: بما إن بكرة كتب الكتاب وهايكون يوم متعب ليكِ جدًا، فاحبيت اجيبك هنا ونشرب قهوة سوا، ممكن؟
صرت علىٰ أسنانها متشدقة بصوت هادئ وهي تبتعد عن يده التي تعبث بوجهها: تمام، مافيش مشكلة
ابتسم بحماس ثم هاتف "سعاد" علىٰ الفور التي أتت له بالقهوة مسرعة، شعرت "ورد" بالخجل من حديثها اللاذع معها في الآونة الأخيرة فتحدثت بخفوت: متزعليش منى ياسعاد علشان كلمتك بأسلوب مش كويس
ابتسمت لها بإمتنان داعية ربها بأن يظلا سويًا طوال الدهر ثم تحركت للداخل، فتلاشت "ورد" ابتسامتها ليحل محلها الوجوم قبل أن تُعقب بنبرةٍ ذات مغذى: يخربيت الوهم بتاعكم حقيقي، مش عارفه الثقة دي جايبنها منين؟ مش يمكن حاجة بشعة تحصل تنهي الموضوع قبل ما يبدأ
رفع حاجبيه بدهشة من حديثها الغامض مُتنهدًا: مش فاهم حاجة ياورد، قصدك إيه؟
رمقته بتقزز، ثم امسكت بكوب قهوتها وقفذته بعنف لتقف في موضعها قائلة بسخرية:ولا حاجة، شكرًا علىٰ القهوة
أنت تقرأ
إنما للورد عُشاق
Romanceكيف سيكون شعور النهاية السعيدة لشخصٍ اعتاد على أن يخذله الطريق؟ كيف ستكون العلاقات الآمنة بالنسبة لها وقد قضت عمرها مرتجفة متوجسة من القادم؟ وكأن خوفها كأشواك تخدش فوق جروحه المؤلمة. ذهبت بشرودها إلى أمواج البحر الذي غدر بها قبل الوصول لشاطئه،...