الفصل الثالث

452 29 20
                                    

الفصل الثالث ..

عاد من الخارج يترنح بخطواتٍ متعثرة، وذهن غير واعٍ،
رائحته مفعمة بالخمر، كان الظلام دامس يعم المكان لكن بعيناه الشبه مغلقة استطاع رؤية شخصٌ ما يجلس فوق فراشه، لم تبين ملامحه من الظلام لكن هيئته تنبعث منها شرارات الغضب، استطاع بصعوبةٍ أيضًا فتح الضوء؛ ليجد نظرات والدته النارية نحوه؛ فنفخ في سأم من تواجدها هُنا في وقتٍ لا يصح فيه الحديث بتاتًا !!

جلس فوق الفراش يخلع حذائه عنه غير عابئ بتلك الواقفة أمامه بملامح متهجمة من هيئتة المقززة لكل من يراه،

عقدت ساعديها امام صدرها لتتفوهه بإستخفاف: بعد إذن قلة احترام جنابك ليا تقوم تكلمني

حرك رأسه بنفي؛ لتتحرك نحو الغطاء الموضوع فوقه ثم القت بهِ علىٰ الأرضية مُشيرة بسبابتها قائلة بتحذير: ياتقوم تكلمني زي ما قُلت، يا اقسم بالله رد الفعل بعدين مش هيعجبك يافريد

نفخ بعصبية قائلًا بإحتدام: أنتِ مش شايفة إني تعبان ودا وقت نوم ياماما والا أنتِ طول اليوم بتبقي صاحية مبتناميش؟

رمقته شزرًا متفوهة بنبرةٍ ساخرة: وهيجي نوم منين ياحبيبي وأنت وأخوك مخليني مش عارفة أتهنى بحياتي

قهقة بإستخفاف قائلًا بإقتضاب: خليكي بس أنتِ في حياتك وسيبي كل واحد في حاله، وصدقيني كله هيبقي تمام

لكزته بقوة في ذراعه ليتأوه فبترت حديثه بعصبية: ممكن اعرف سيادتك طول اليوم بتبقي في أوضة الست ورد لية؟

ازدرد لُعابه بتوتر بالغ فأردف بتلعثم: و وأنا هعمل إيه في أوضة بنت عمي ياماما؟

بشراسة أجابت: قول أنت بقي بتعمل إيه في أوضتها، أصل مش كل ما اجي هنا اشوفك الاقي البت إللى أنت جايبها تخدم عليك تقول ليا إنك عند ورد

فتابعت بغيظ: ثم هي مش بتسمع كلامي لية؟ كل ما اقولها تعمل ليا حاجة تقول أنا بخدم فريد باشا بس ، دا لية ياخويا
إن شاءلله؟

قهقه برجولة مُغمغمًا بدعابة وتعالٍ: علشان أنا هنا الملك ياحبيبتي، لازم الكل يسمع كلامي وإللى بتخدم عليا بتنفذ تعليماتي

أطلقت شهقة فتحدثت بإمتعاض: بقي أنت إللى قايل ليها متسمعش كلامي؟

أومأ لها بلامُبالة مُستطردًا بمكر: طول ما أنتِ بتضايقي ورد مش هخلي حد هنا يسمع كلامك

أجابته بشيء من الحدة: بقي كده، كل دا علشان السنيورة؟

تحدث بغضب عارم: بقولك إيه ياماما أنا دماغي هتتفرتك من الصداع، يلا طريقك أخضر

رمقته بتقزز ثم غادرت دون أن تنبث بكلمةٍ أخرى متوعدة بداخلها لفعل العديد في تلك الورد،

بينما "فريد" فرك جبهته بإرهاق مُلتقطًا هاتفه فجاءه الرد قائلًا بنبرةٍ جادة: ساعتين وتطلعي لورد هانم العصير وتيجي الأوضة عندي تصحيني

إنما للورد عُشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن