الفصل العشرون

202 18 21
                                    

الفصل العشرون ..

كان مستلقيًا فوق فراشه في صمت تام، يعقد كفيه خلف رأسه، جزء من عقله استحوذ عليه الانتقام الشنيع نحو من يقف عائقًا أمامه. قهقه بصخب حينما تذكر كيف تخلص من "فريد" في لمح البصر دون التدخل أو ترك أثر له!

(عودة بالوقت للسابق)

صعد البناية المهترئة حتى وصل إلى الطابق الذي تقطن به "سعاد". طرق الباب بخفة ثلاث مرات ثم انفتح ليقابل بوجهه شخص ذو ملامح رجولية حادة، بأعين بنيّة وشعر أسود كثيف كظلام الليل، وجسده ضخم مفتول العضلات.

رفع حاجبيه حينما لاحظ نظراته المندهشة المصوبة نحوه، فتحدث بصوت رجولي خشن: عايز مين يا حضرت؟

حمحم لينظف حنجرته ثم قال بنبرةٍ هادئة: سعاد عبدالرحمن

_" سعاد في الشغل دلوقتي، ادخل استناها جوه "

أومأ له بتوتر ثم جلس ينتظرها قرابة ساعة ونصف ولم تأتِ بعد!

زفر بعصبية ثم وثب واقفًا ووجه حديثه نحوه باحتدام: هاجي وقت تاني تكون موجودة، سلام

ثم فتح الباب وجاء ليتقدم خطوة فتوقف عندما أقبلت عليه بنظرات متسائلة.

بعد ثوانٍ من النظرات الحادة نحوها، قالت بتلعثم مبتلعة ريقها بتوتر: اتفضل يا أستاذ عاصي

دلف مرةً أخرى جازًا على أسنانه بقوة محاولًا التريث كي ينجز ما جاء من أجله. أخبرها بأنه يريد التحدث معها لا سواه، فأخبرت زوجها بالانتظار بالخارج قليلًا بعد إلحاح منها انصت لها وتحرك.

فركت يدها بارتباك من تواجده أمامها، لم تتحدث معه من قبل سوى قليلاً، والآن بات لديها فضول لمعرفة ماذا يريد ولماذا جاء إلى منزلها من الأساس؟

بتر الصمت مناطحًا إياها بقوله الصارم: كتب كتاب فريد وورد بكرة صح؟

أومأت له بدهشة ثم اقترب منها على غفلة هامسًا بأذنيها بفحيح: عايزها تكون جنازته

أطلقت شهقة ثم جاءت لتصرخ في وجهه لكنها جحظت عيناها عندما وضع يده فوق فمها يمنعها من الحديث. أردف بعصبية وقوة: اخرسي، ما تعمليش نفسك رافضة وأنتِ أصلًا وش كده

دفعته للخلف بصعوبة عنها ثم هدرت به: دا أنت وبنت خالتك قتالين قتلة على كده

_"بنت خالتي مين؟ أنتِ مجنونة؟ "

تابعت باستخفاف جعله يفقد القدرة على الحديث من شدة الصدمة: ست ورد طلبت مني نفس الطلب ده من شوية.

بنظرة نارية متوحشة وهدوء يسبق العاصفة، أجاب: وقلتِ لها إيه؟

انقبض قلبها بخوف واعتدلت في جلستها بذعر من نظراته المنبعثة منها الغضب، فقالت بتوتر جلي فوق قسماتها: هانفذ

إنما للورد عُشاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن