الفصل الحادي والعشرون ..
وصلت بسرعة فائقة نحو منزل عمها، ثم صعدت الدرج بعدما وجدت فقاعة السكون تسود في الأسفل. بدون سابق إنذار دخلت غرفته دون طرق الباب فوجدته يزحزح فراشه ليضعه في مكانه الصحيح، أطلق شهقة فزع وجحظت عيناه بتوتر من تواجدها هنا ورؤيتها له وهو بتلك الغرفة المظلمة التي تقبع أسفل فراشه ..
_"أنتِ اتجننتِ إزاي تدخلي كده؟ "
تجاهلت نبرته الغاضبة وما يفعله، مُعقبة باحتدام يتخلله بحة خفيفة: سؤال واحد، أنت كنت تعرف إن حمزة متجوز؟
زفر بعمق ثم قال بصوت رجولي خشن: أيوة كنت عارف بس مش هاقول لك حاجة تخص الموضوع ده علشان خاص بيني وبينه
تلألأ بؤبؤا عيناها بالعبرات ولمعت هاتفة بصوت يكاد لا يخرج يغلبه البكاء: حرام عليك، أنت مبترحمش ولا بتخلي رحمة ربنا تنزل ليه؟ مش كفاية كسرت قلبي وحسيت نفسي رخيصة معاك، ليه بتحب تتفرج عليا وأنا بتعلق في حبل النجاة لحد ما وقعت على جذور رقبتي؟
اقترب منها بحذر ثم أمسك وجهها بين كفيه مردفًا بشفقة: أنا آسف يا فرح، حقك عليا، سامحيني
ضاقت أنفاسها من الألم لكنها استجمعت شجاعتها ودفعته ثم أشارت بإصبعها قائلة بقوة: بجح وواطي، أسامحك على إيه؟ أنا بكرهك أصلًا
تابعت باحتقار جلي فوق قسماتها: بكره نفسي وقلبي علشان حبيتك، لو رجع بيا الزمن مش هابص في وشك يا حقير
بصقت عليه ثم هرولت نحو الأسفل ولم تنتظر شيئًا من حديثه، بينما هو رمق طيفها بأعين منبعثة منها شرارات الغضب ثم مسح على وجهه مستطردًا بعصبية مفرطة: والله لهوريكي على لسانك الطويل ده.
****
بنظراتٍ تائهة، راقبت قطرات الماء وهي تتدلى من خصلاته السوداء على وجهه، ذقنه النامية والتي زادت من وسامته. اقترب منها وعلى وجهه ابتسامة هادئة جعلت نبضات قلبها تتسارع وطرقت الطبول حتى كاد أن يسمعها.تبادلا النظرات للحظاتٍ كانت كالدهر لكليهما، قبل أن يردف مشاكسًا إياها: شكلي حلو، صح؟
شق ثغرها ابتسامة صغيرة قائلة بنبرةٍ هادئة لكنها جعلته هائمًا أكثر بها: طبعًا، جوزي أحلى واحد في الدنيا
مد أصابع يده ليزيل خصلة شعرها المتمردة، مرر إبهامه فوق وجنتيها بحنو، مغمغمًا بصوت رجولي جذاب: جوزك محظوظ علشان بقيتي جزء من حياته، ربنا يبارك لي فيكِ يا ورد
_" ويخليك ليا يا ربّ، عايزة أقول حاجة ممكن؟ "
أومأ لها ثم طبع قبلة فوق وجنتها، مسترسلة بملل: حاسة إني عايزة أسيب الشغل، مش عايزة أكمل. هو الحمد لله كنت محتاجاه في فترة معينة علشان أنسى كل حاجة، بس خلاص كده
أنت تقرأ
إنما للورد عُشاق
Romanceكيف سيكون شعور النهاية السعيدة لشخصٍ اعتاد على أن يخذله الطريق؟ كيف ستكون العلاقات الآمنة بالنسبة لها وقد قضت عمرها مرتجفة متوجسة من القادم؟ وكأن خوفها كأشواك تخدش فوق جروحه المؤلمة. ذهبت بشرودها إلى أمواج البحر الذي غدر بها قبل الوصول لشاطئه،...